البث المباشر الراديو 9090
مؤمن المحمدى
طيب، بكل معانى العلم المختلفة، فهو بيتكلم عن "موضوع" ما، وإحنا بـ"ندرس" الموضوع ده بصورة مقصودة ومنظمة.

الاختلاف بين العلم التقليدى بتاع زمان قوى، والعلم الحديث، هو اختلاف فى الطريقة، والأدوات، والهدف، لكن بيفضل فى النهاية العلم هو "دراسة منظمة" لـ"موضوع".

فهل الدين موضوع ينفع للدراسة المنظمة، تجريبيا أو حتى منطقيا؟

طبعا لما بنقول هنا "الدين"، فإحنا بنتكلم عن الإسلام، مش عن أى دين تانى، أظن الأسباب واضحة، لكن فيه طريقتين هنا للكلام قبل ما نبدأ فى تفصيص كل شىء على قدر استطاعتنا:

أولا، الكلام من جوه الدين، يعنى مسلمين بيكلموا مسلمين، وبالتالي فيه مسلمات.

ثانيا، الكلام من بره الدين، يعنى مفيش مسلمات، وكل شىء قابل للنقاش والتفكير.

هنبدأ هنا الطريقة الأولى، كلمنى مسلم لمسلم، وإن كان لينا عمر ونشر، ابقى خلينا نتكلم بالطريقة التانية.

خلينا نقول إن الإسلام هو:

الإيمان بوجود إله خالق مطلق، أرسل رسالة للعالمين، عن طريق رسول بشر، وإن الإله هيحاسب الناس بعد انتهاء حياتهم بناء على مدى التزامهم بالرسالة دى، إما نعيم أبدى أو جحيم مقيم.

مش كده؟

فين بقى "الموضوع" اللى هندرسه؟ وإيه طريقة دراسته؟ وإيه الأدوات؟ والهدف من الدراسة دى؟

لو متفقين على التعريف ده للإسلام، فإحنا قدام كذا موضوع، مش موضوع واحد، وهى:

الإله

الرسالة

الرسول

تنفيذ الرسالة

من خلال قرايتنا فى التاريخ الإسلامى، بنعرف إن المسلمين انشغلوا فعلا بالموضوعات المذكورة، بس ده ما حصلش وقت النبوة، ولا فى العهود الأولى بعدها، لحد ما حصلت الحرب الأهلية المعروفة تاريخيا باسم "الفتنة الكبرى"، وفى عهد الأمويين بدأت بذور كل حاجة، وفى عهد العباسيين ازدهرت الكتابة فى الموضوعات دى، ويوم بعد يوم كانت ملامح كل مجال بتنضج وبتكتمل.

فى حياة النبى، كان هو نفسه مرجعية موجودة، وهو المصدر الأوحد تقريبا للمعرفة، وعلى حد علمى النبى ما قامش، وما أمرش، بأى دراسة منظمة لأى موضوع يخص الدين، هو كان بيتلقى الوحى، وينقله للعالم من حوله، والعالم من حوله كان محدود جدا.

النبى فضل يدعو فى مكة 13 سنة، عدد الأتباع كان أكتر من 100 بشوية صغيرين، معروفين بالاسم، ومكنش عنده سلطة ولا حكم، حتى كتير من العبادات مكنتش لسه بقت ملزمة، فكانت الفكرة هى محاولات إقناع الناس بأساسيات الدعوة.

لما راح يثرب، وبقت المدينة المنورة، عاش فيها عشر سنين فقط لا غير، السنين دى كان "الموضوع" فيها بيتكون، حروب وتشريع وإعادة تشريع، وتكوين دولة، اللى يدوب اتضحت ملامحها فى السنتين الأخيرتين من عمره، فطبيعى إنه ما يكونش فيه دراسة لموضوع طور التكوين.

الدراسات كلها بدأت بعد الوفاة، وما بدأتش فورا، وما بدأتش بقرارات، كانت بتحصل حاجات تدعو لتنظيم الأمور، وتنظيم الأمور كان محتاج قواعد، والقواعد كانت محتاجة دراسة.

وبعد قرون من الـ"هات وخد"، والنقاش والخلاف والقتل والدبح والتعذيب، والحروب مع العالم، والحروب فى الداخل، والتوسع فى الدولة، والاحتكاك بثقافات مختلفة، بقى عندنا فى القرن التالت مجموعة الدراسات اللى موضوعها الإله والرسالة والرسول والالتزام، أبرزها:

علم الكلام: يدرس الإله من حيث وجوده وطبيعته "ذاته وصفاته" وتوحيده، وكيفية تسييره للحياة، واتصاله بالعالم، وطبيعة "كلامه".

علوم القرآن: يدرس الرسالة، الكتاب اللى ربنا أرسله للناس "هدى للمتقين"، واللى بيحتوى على تعاليم الله وأوامره ونواهيه وحكمه وحكمته، ولاحظ إننا بنقول "علوم" بالجمع مش علم، لأن القرآن فيه موضوعات كتير يمكن دراستها.

علوم الحديث: تدرس الرسول، أقواله وأفعاله وحياته وتاريخه إجمالا "سُنته".

الفقه: يدرس إزاى ناخد الأحكام والتشريعات من القرآن والسنة، يعنى ده حلال ولا حرام؟ كده ينفع ولا ما ينفعش طبقا للنصوص اللى بين إيدينا.

علوم اللغة: المفروض إن علوم اللغة بره الموضوع ده، بس بما إن القرآن نص لغوى، والأحاديث كمان، ولازم علشان نفهمهم يبقى عندنا دراية باللغة، فعلوم اللغة جزء من الموضوع.

ما انت بتقول علوم أهو، يبقى الدين علم، علوم ولا مش علوم يا متعلمين يا بتوع المدارس؟

ممممم

هى فعلا المجالات المعرفية دى علوم؟

طب هى أصلا الدين؟

لسه الكلام طويل

نشوفكم المقال الجى

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز




آخر الأخبار