البث المباشر الراديو 9090
احتفالات الكنيسة
كعادتها السنوية، وبحضور الأنبا ديمتريوس أسقف ملوى والأشمونين، والأنبا دانيال أسقف المعادى، والأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس مصر القديمة، ومشاركة لفيف من الآباء الكهنة والشمامسة، وأبناء الشعب، بدأت إيبارشية المعادى الاحتفالات بعيد دخول المسيح مصر.

 

وتشمل الاحتفالات 22 موقعا، من شمال مصر لجنوبها. وقد أقيمت الزفة بمصاحبة ألحان الشمامسة داخل المراكب التى تجوب النيل، وتنتهى بكنيسة ودير السيدة العذراء مريم العدوية بالمعادى، إضافة للعرض الكرنفالى الذى قدمته فرق الكشافة.

وألقى نيافة الأنبا ديمتريوس كلمة حملت عنوان الارتباط بين دخول المسيح أرض مصر، وقيامته.

ويذكر التاريخ أن العائلة المقدسة مرّت بمركب بالقرب من المعادى، متجهة إلى البهنسا، في أثناء هروبها إلى مصر.

ويرجع احتفال إيبارشية المعادى بهذه المناسبة، إلى نحو 40 عاما مضت، وظهر عام 1976 كتاب مقدس على ضفاف النيل أمام الكنيسة، مفتوح على سفر أشعياء، الإصحاح المكتوب فيه مبارك شعبى مصر، وهو الكتاب الموجود حاليا بمزار الكنيسة، ويحمل أحد الشمامسة الكتاب فى صندوق زجاجى ويزفه فى الكنيسة.

 

كما أقامت إيبارشية الزقازيق ومنيا القمح احتفالية كبرى بهذه المناسبة، فصلّى أسقف الإيبارشية نيافة الأنبا تيموثاوس بكنيسة السيدة العذراء مريم وماريوحنا الرسول بالزقازيق، وشاركه عدد كبير من الآباء الكهنة والشمامسة والشعب، أعقبه عرض للكورال ثم الكلمة الروحية.

يذكر أن مدينة الزقازيق مقامة على أنقاض مدينة تل بسطة الفرعونية الشهيرة، التى مرّت بها العائلة المقدسة، وشربت من بئر ماء موجود للآن. وتقام الآن بمنطقة مارجرجس بمصر القديمة، احتفالا بكنيسة أبو سرجة والكنيسة المعلقة.

مصدر الرحلة

يعدّ ميمر البابا ثاؤفيلس الـ23(412-385م) -كلمة ميمر تعنى سيرة- أقدم مصدر لتفاصيل رحلة العائلة المقدسة لأرض مصر، كتبه باللغة القبطية وترجمه القمّص يعقوب، رئيس دير المحرق فى القرن13م، للغة العربية يوم السبت الموافق 18 من نوفمبر عام 1284م، ومن أقدم النسخ التى وصلت إلينا منه:

مخطوط رقم 698 عربى، بمكتبة الڤاتيكان يرجع لعام 1371م.
مخطوط رقم (15/381 سير) بدير القديس أبو مقار بوادى النطرون يرجع للقرن الـ14م.
خطوات السيد المسيح فى مصر

كانت هناك ثلاثة طرق يمكن أن يسلكها المسافر من فلسطين إلى مصر فى ذلك الزمان، حسبما أوضحت المصادر التاريخية القبطية، وأهمها ميمر البابا ثاؤفيلس.

وتدل هذه المصادر على أن العائلة المقدسة عند مجيئها من فلسطين إلى مصر، لم تسلك أيا من الطرق الثلاثة، وإنما سلكت طريقا آخر، وهو بديهى، لأنها هاربة من شر هيرودس، ومرت في مصر بالمدن والطرق التالية:

1.رفح: مدينة حدودية منذ أقدم العصور، وتبعد عن العريش للشرق بمسافة 45 كم. وعثر بينن أطلالها على آثار ذات صلة بالمسيحية.

العريش: تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وعثر على بقايا من كنائس فى طرقات المدينة.
الفرما: موقع أثرى فى غاية الأهمية، وميناء مهم ومركز تجارى، وأحد مراكز الرهبنة، ويزد من أهميتها أنها كانت المحطة الأخيرة التى حلّت بها العائلة المقدسة فى سيناء .
4ـ تل بسطة: من المدن المصرية القديمة، وتوجد جوار الزقازيق، كانت تسمى مدينة الآلهة. دخلتها العائلة المقدسة فى 24 بشنس، وجلسوا تحت شجرة، وطلب الطفل يسوع أن يشرب، فلم يحسن أهلها استقبالهم، ما آلم نفس العذراء، فقام يوسف النجار وأخذ قطعة من الحديد، وضرب بها الأرض إلى جوار الشجرة، فانفجر الماء من ينبوع عذب ارتووا منه جميعًا.

الزقازيق: فى أثناء وجود العائلة المقدسة بتل بسطة، مرّ عليهم شخص يدعى (قلوم)، دعاهم إلى منزله، حيث أكرمهم، وفور وصولهم تأسف للسيدة مريم لأن زوجته تلازم الفراش منذ 3 سنوات، ولا تستطيع مقابلتهم والترحيب بهم، فقال يسوع لقلوم "الآن امرأتك سارة لن تكون بعد مريضة"، وفى الحال قامت سارة متجهة ناحية الباب مرحّبة بالطفل وأمه، وطالبتهم بالبقاء فترة أطول لتحل عليها بركة الصبى، وأعربت مريم عن رغبتها فى زيارة معبد، لوجود احتفالات فى ذلك الوقت، فحملت يسوع وذهبت مع سارة إلى المعبد، وفور دخولها تهشّمت التماثيل الجرانيتية الضخمة للآلهة، وتهشّم المعبد الكبير وأصبح كومة من الجرانيت.
انتشر الحدث فى كل أنحاء البلدة، حتى وصل المكتب الحاكم وبدأ التحقق من أن السبب هو دخول سيدة تحمل طفلا صغيرا، وهو فى الغالب الطفل المقدس الذى يبحث عنه هيرودس، وكان هيرودس قد طلب من الحاكم القبض عليه.

 

صدرت الأوامر إلى العسكر بالبحث عن الصبى فى كل ركن من المدينة، وعلم قلوم بترتيبات السلطات للقبض على الطفل الذى كان سبب بركة وشفاء زوجته، فنصح مريم أن تهرب من المدينة ليلا.

وفى المساء استعدت العائلة المقدسة لمغادرة المكان، وشكروا قلوم وزوجته، وباركوا منزلهما. وأخبر الطفل يسوع أمه أن كل مكان زاروه وعاملهم فيه الناس بترحاب، يبنى على اسم العذراء مريم كنيسة، يأتى إليها الناس للصلاة والعبادة .

وتقول المصادر التاريخية إن منزل قلوم فى المنطقة ما بين كنيسة السيدة العذراء مريم، وماريوحنا الحبيب، وكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس.

مسطرد (المحمة): بعد أن تركت العائلة المقدسة الزقازيق، وصلوا مكانا قفرا أقاموا فيه تحت شجرة، ووجدوا ينبوع ماء، اغتسل فيه يسوع وأطلق على هذا المكان "المحمة"، وقد رجعت العائلة المقدسة إلى هذا المكان مرة أخرى فى طريق عودتها إلى ديارها.
بلبيس: بعد أن تركوا مسطرد، جدّوا المسير إلى أن وصلوا إلى مدينة بلبيس، وهى الآن مركز بلبيس وتتبع محافظة الشرقية، وتبعد عن القاهرة 55 كم.
ويروى تقليد قديم أن الطفل يسوع وجد نعشا محمولا لطفل أرمل، كانت تعيش فى هذه المدينة، فأقامه رب المجد، ولما سمعت الجموع بما حدث، تعجّبت وآمنت بيسوع.

سمنود: بعد أن تركوا بلبيس، اتجهوا شمالاً إلى بلدة منية جناح، التى تعرف الآن باسم منية سمنود، ومنها عبروا طريق البحر إلى سمنود.
ويروى تقليد قديم أن العذراء مريم شاركت فى إعداد خبز لدى سيدة طيبة من سكانها، وبارك يسوع خبزها.

 

البرلس: بعد أن ارتحلوا من سمنود، واصلوا السير غربا إلى منطقة البرلس، ونزلوا فى قرية تدعى "شجرة التين"، فلم يقبلهم أهلها، فساروا حتى وصلوا إلى قرية "المطلع"، فاستقبلهم رجل من أهلها، وأحضر لهم ما يحتاجونه بفرح عظيم.
سخا: تحمل الاسم نفسه حاليا، وهناك شعرت العائلة المقدسة بالعطش، ولم يجدوا ماء، وكان هناك حجر عبارة عن قاعدة عمود، أوقفت العذراء ابنها الحبيب عليه، فغاصت فى الحجر مشطا قدميه، فانطبع أثرهما عليه. ونبع منه ماء، ارتووا منه. وكانت المنطقة تعرف باسم "بيخا ايسوس" ويعنى كعب يسوع.
وادى النطرون: بعد ارتحال العائلة المقدسة من سخا، عبرت الفرع الغربى للنيل، حتى وصلوا إلى وادى النطرون، وهى برية شيهيت. فبارك الطفل يسوع هذا المكان، وهو الآن يضم 4 أديرة عامرة، هى: دير القديس أبو مقار، دير الأنبا بيشوى، دير السريان، دير البراموس.
المطرية وعين شمس: من أقدم المناطق المصرية، وكانت مركزا للعبادة الوثنية، وتوجد بمنطقة المطرية شجرة شهيرة، باركتها العائلة المقدسة، جوار كنيسة السيدة العذراء، ويقول العالم الفرنسى اميلينو إن اسم المطريه لم يذكر بالسنكسار إلا بسبب تلك الرحلة، ويوجد بالمنطقة كذلك بئر ماء مقدس، استقت منه العائلة المقدسة.
الفسطاط: بعد أن وصلت العائلة المقدسة المنطقة المعروفة ببابليون فى مصر القديمة، سكنوا المغارة التى توجد الآن بكنيسة أبى سرجة الأثرية، المعروفة حاليًا باسم الشهيدين سرجيوس وواخس.
ويبدو أن العائلة المقدسة لم تستطع البقاء فى المنطقة إلا أيامًا قليلة، نظرًا لأن الأوثان هناك قد تحطمت بحضرة يسوع، وتوجد بجانب المغارة وداخل الهيكل البحرى للكنيسة بئر ماء قديمة.

منطقة المعادى: بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من منطقة الفسطاط وصلت منطقة المعادى الموجودة حاليا، ومكثت بها فترة، وتوجد الآن كنيسة على اسم السيدة العذراء مريم بهذه المنطقة.
بعد ذلك عبرت العائلة المقدسة النيل بالقارب إلى المكان المعروف بمدينة منف، وهى الآن ميت رهينة، وتقع بالقرب من البدرشين فى الجيزة، ومنها إلى جنوب الصعيد، عن طريق النيل، إلى دير الجرنوس، بالقرب من مغاغة.

 

  1. منطقة البهنسا: من القرى القديمة بالصعيد، ويقع بها دير الجرنوس 10 كم غرب أشنين النصارى، وبها كنيسة باسم العذراء مريم، داخلها بجوار الحائط الغربى بئر عميقة، يقول التقليد الكنسى إن العائلة المقدسة شربت منه في أثناء رحلتها.
    جبل الطير: بعد ارتحال العائلة المقدسة من البهنسا، سارت ناحية الجنوب حتى بلدة سمالوط، ومنها عبرت النيل ناحية الشرق إلى جبل الطير، حيث يقع دير العذراء مريم الآن على بعد كيلومترين جنوب معدية بنى خالد.
    ويروى التقليد أنه فى أثناء سير العائلة المقدسة على شاطئ النيل كادت صخرة كبيرة من الجبل تسقط عليهم، لكن مد يسوع يده ومنع الصخرة من السقوط، فانطبعت كفّه على الصخرة، وصار يعرف باسم (جبل الكف).

    وتوجد بالمنطقة شجرة يطلق عليها اسم شجرة العابد، وغالبًا هى التى سجدت ليسوع عند مروره جوارها.

    بلدة الأشمونيين: بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من جبل الطير عبرت النيل من الناحية الشرقية إلى الناحية الغربية، حيث بلدة الأشمونيين، وأجرى الطفل يسوع معجزات كثيرة بهذه المنطقة.
    قرية ديروط الشريف: بعد الأشمونيين، سارت العائلة المقدسة جنوبا إلى قرية ديروط الشريف، وأقامت بها عدة أيام، أظهر خلالها يسوع العديد من المعجزات، وشفى الكثير من المرضى، وتوجد بالمنطقة كنيسة على اسم العذراء مريم.
    القوصية: عندما دخلت العائلة المقدسة القوصية، لم يرحب بهم أهلها، عندما راْوا معبودهم البقرة (حاتحور) تحطمت، ولعن يسوع هذه المدينة، فصارت خرابًا، وليست هى مدينة القوصية الحالية، إنما بلدة بالقرب منها.
    قرية مير: بعد القوصية، سارت العائلة المقدسة 8 كم غربا، حتى وصلت إلى قرية مير، التى أكرمهم أهلها، فباركهم الطفل يسوع .
    دير المحرق: بعد مير، اتجهت العائلة إلى جبل قسقام، وهو يبعد 12كم غرب القوصية، ويعتبر من أهم المحطات التى استقرت بها العائلة المقدسة، ويشتهر باسم "دير العذراء مريم".
    والفترة التى قضتها العائلة فى هذا المكان، من أطول الفترات، حيث أمضت 6 شهور و10 اْيام، وتعتبر الغرفة أو المغارة التى سكنتها، أول كنيسة فى مصر بل فى العالم كله.

    فيما يعد مذبح كنيسة العذراء الأثرية وسط أرض مصر، وعليه ينطبق حرفيا قول الله على لسان نبيه أشعياء "وفى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر"، وفى نفس المكان ظهر ملاك الرب ليوسف النجار فى حلم، وأمره بالذهاب إلى أرض إسرائيل" مت 20:2.

    جبل درنكة: بعد جبل قسقام، اتجهت العائلة المقدسة جنوبًا، حتى وصلت جبل أسيوط، حيث يوجد دير درنكة، وبه مغارة قديمة منحوتة فيه، أقامت العائلة المقدسة فيها فترة، وهى المحطة الأخيرة فر رحلتها إلى مصر.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز




آخر الأخبار