صدام حسين
تعود واقعة الإبادة بعد أن تعرض موكب صدام أثناء مروره بهذه البلدة، إلى محاولة اغتيال فاشلة نُظمت من قبل حزب الدعوة الإسلامية فى العراق، والذى كان معارضاً للحكومة آنذاك.
بعد محاولة الاغتيال هذه وحسب إفادة الشهود - المشتكين - قامت قوات عسكرية وبأمر من صدام حسين بعمليات قتل ودهم واعتقال وتفتيش واسعة النطاق فى البلدة، أعدم على إثرها 143 من سكان البلدة من بينهم - حسب إفادة الشهود - أطفال بعمر أقل من 13 سنة، وتم حسب نفس الإفادات والوثائق التى عرضها الادعاء العام أثناء المحاكمة، اعتقال نحو 1500 من سكان البلدة ونقلهم إلى سجون العاصمة العراقية بغداد.
هذا الحادث لا ينساه أهل العراق إلى الآن، إذ كتب محمد مندلاوى فى موقع "صوت العراق" يقارن بين صدام وسابقه الرئيس عبدالكريم قاسم، الذى تعرض هو الآخر لمحاولة اغتيال فى شارع الرشيد، حيث أصيب بعدة رصاصات فى يده، وقال قولته المشهورة المقتبسة من سورة المائدة آية 95: "عفا الله عما سلف".
ويضيف مندلاوى فى ذكرى صدام: "حقاً أن الشجاعة ليست فى القتل والإجرام، بل فى العفو عند المقدرة".
وفيما يخص صدام حسين فى هذه الجزئية، قارن بين صفح عبدالكريم قاسم عن الجناة، وعملية الدجيل ضد صدام حسين التى لم يصب فيها صدام، لكنه لم يصفح عن أحد مثل قاسم، وأعدم على إثرها أكثر من 143 عراقى شيعى؟!.
هذا الموقف وغيره يتذكره جيداً أهل العراق، إلا أن البعض الآخر يتندر على أيام صدام حسين، لاسيما فى مسألة العلاقة بين العراق وإيران والأحزاب الموالية لها فى البلد العربى.
فيقول عادل إبراهيم سامر فى موقع "كتابات" العراقى: "كنا نتعاطف ولا نرضى عندما يقوم صدام بقمع ومحاربة المنتمين للأحزاب الإسلامية العميلة مثل حزب الدعوة والمنظمات التى كان يقال عنها إنها "عميلة"، أما اليوم فقد اتضح بما لا يقبل الشك بأن صدام كان على حق، فهى فعلاً أحزاب خائنة، يقودها عملاء وخونة أنذال بل الخونة والعملاء أشرف من شريفهم".
ويضيف سامر ، أن العراق بات حالياً مرتعاً للقوى الموالية لإيران، بل صار السفير الإيرانى متحكماً فى كثير من القرارات المهمة بالدولة، بالتعاون مع تلك الأحزاب.
ويستفيض سامر فى مثالب صدام فيقول: "أنشأ مشاريع عملاقة متعددة فى مختلف المجالات، ومؤسسات بحوث علمية وثقافية، واستقطب فى ذلك المجال خبرات أجنبية وعربية من كافة البلدان، وكان العراق يوفر فرص عمل ودراسة للأقطار العربية الشقيقة، وهذه المسيرة المتنامية والعقول التى بنتها هى التى أطلقوا عليها أسلحة الدمار الشامل، وهى التى استُهدفت عام 1991، ثم الحصار الأمريكى وما بعده حتى الآن".
وبين موقع المهاجم الذى يستذكر بطش صدام ودمويته من جهة، وموقع المدافع الذى يترحم على أيام العراق فى عهده، ظهر كتاب يحمل اسم "على مائدة الديكتاتور" للمؤلف البولندى، ويتولد زابلوفسكى، يروى فيه طباخ صدام حسين، شهادته عن الحياة اليومية العادية للرئيس العراقى الراحل.
وقال الطباخ الذى يحمل اسم حركى هو "أبو على" فى شهادته بالكتاب، مواقف طريفة، لكنها دالة للغاية، فيقول إن صدام أمره بطبخ "الكفتة" لضيوفه أثناء جولة فى قارب نهرى بالعراق، واستخدم وقتها الكثير من البهارات الحارة فى "الكفتة"، لكن لم يجرؤ أحد من الضيوف على إخبار صدام أن طبخته أصبحت غير صالحة للأكل.
وعن الأكلات المفضلة لصدام حسين، أشار أبو على إلى أن مجملها عراقى المنشأ، مثل مرقة البامية، وشوربة العدس، وشوربة سمك خاصة بالمنطقة التى ولد ونشأ فيها فى صلاح الدين، إلى جانب وجبة السمك المشوى على النار المعروفة بـ"المسكوف" التى كانت على رأس قائمة طعامه المفضل.
وقال أبو على إنه ظل على علاقة بصدام حسين قبل أيام من دخول القوات الأمريكية للعراق عام 2003، وظل يحمل له البسطرمة التى كانت معلقة فوق الحفرة التى كان يختبئ بها قبل إلقاء القبض عليه من جانب الأمريكيين.