
داعش
ففى الشأن الأمريكى، قالت صحيفة الشرق الأوسط: "ْيؤدى جو بايدن، اليوم، اليمين الدستورية ليصبح رئيس الولايات المتحدة السادس والأربعين، ويطوى بذلك صفحة رئاسة دونالد ترامب".

وسيكتفى بايدن بحفل تنصيب محدود، وسط أجواء يخيّم عليها التوتر عقب اعتداء الكابيتول فى 6 يناير الماضى، والأزمة الصحية التى تعيشها البلاد المتضررة بشدة من جائحة "كوفيد 19"، ومن المتوقع أن يقف بايدن أمام جمهور متواضع يبلغ عدده نحو 1000 شخص، وهو عدد ضئيل مقارنة مع الـ 200 ألف بطاقة دعوة التى تُوزع فى العادة فى حفلات التنصيب.
وبعد قسم اليمين أمام كبير قضاة المحكمة العليا جون روبرتس، سيقف بايدن على المنصة التى بنيت لحفل التنصيب أمام قبة الكابيتول، ليلقى خطابًا يتمحور حول عنوان الحدث: "أمريكا موحدة"، وقد أصرّ على عقد الحفل فى الهواء الطلق، رغم المخاوف الأمنية.

ويتوقّع أن يباشر الرئيس الجديد مهامه الرئاسية فى اليوم نفسه، بتوقيع عدد من الأوامر التنفيذية، تهدف إلى العدول عن بعض السياسات التى تحمل توقيع سلفه فى البيت الأبيض، وتتعلق بالهجرة وتغير المناخ ومكافحة فيروس كورونا.
بدوره، تعهد أنتونى بلينكن، مرشح بايدن لمنصب وزير الخارجية، أمس، التخلى عن الدبلوماسية الأحادية الجانب التى تبناها ترامب.
وقال بلينكن فى الجلسة الأولى للمصادقة على تعيينه أمام لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ: "يمكننا تعزيز تحالفاتنا الجوهرية، التى تقوى نفوذنا فى أنحاء العالم معًا، نحن فى وضع أفضل بكثير للتصدى لتهديدات تمثلها روسيا وإيران وكوريا الشمالية، ورغم سعى إدارة بايدن لطى صفحة سلفه وإلغاء إرثه السياسى، يدور نقاش واسع حول التحديات التى تواجه عملية تغيير السياسات والقرارات السابقة، خصوصًا فى الملفات الكبرى.
وفى الشأن السورى، قالت صحيفة البيان: "الحديث عن الصراع الإيرانى الروسى فى سوريا ليس سرًّا أو مسألة يتحفظ عليها الطرفان على الأرض السورية، فالضربة الإسرائيلية، الأسبوع الماضى، التى استهدفت 13 موقعًا إيرانيًّا فى منطقة واحدة فى دير الزور شكلت نقلة نوعية فى الصراع ضد الوجود الإيرانى فى سوريا".
وقد سبق هذه الضربة تقارير إعلامية عن تراجع الوجود الإيرانى فى دير الزور، وخصوصًا فى منطقة البوكمال الحدودية مع العراق، التى تعتبرها إيران الحبل السرى بينها وبين "ميليشيات" الحشد فى العراق، بل إن إيران حاولت التمويه على وجودها فى البوكمال، من خلال مشاركة الشرطة العسكرية الروسية فى إدارة المعبر، وبعض المناطق العسكرية فى البوكمال.

ومع ذلك، تحاشت الطائرات، التى استهدفت المواقع الإيرانية، أى استهداف للمواقع المشتركة بين الجانبين الروسى والإيرانى فى رسالة واضحة على التركيز على "الميليشيات الإيرانية" فقط، من أجل تحاشى أية عملية منعًا للاحتكاك مع الوجود الروسى فى سوريا، الذى تعتبره إسرائيل شرعيًّا بموجب اتفاقات مع الدولة السورية، وباعتبار أن هناك تنسيقًا روسيًّا- إسرائيليًّا على الأرض.
وفى تطور جديد للعلاقة الإيرانية الروسية، قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إن موسكو اقترحت على إسرائيل إبلاغها بالتهديدات الأمنية المفترضة الصادرة عن أراضى سوريا، لتتكفل بمعالجتها كى لا تكون سوريا ساحة للصراعات الإقليمية، الأمر الذى تعتبره إيران طعنة فى الظهر، وفق تصريحات مسؤولين إيرانيين، بل ذهب وزير الخارجية الروسى إلى أبعد من ذلك، إذ قال فى مؤتمره الصحفى، أول من أمس، "إذا كانت إسرائيل مضطرة للرد على تهديدات لأمنها، تصدر من الأراضى السورية، فقد قلنا لزملائنا الإسرائيليين مرات عدة: إذا رصدتم مثل هذه التهديدات، فيرجى تزويدنا بالمعلومات المعنية".

هذه الرسائل الروسية إلى إسرائيل وإيران تعنى التزام روسيا بعدم تحويل سوريا إلى ساحة صراع بين الجانبين الإسرائيلى والإيرانى، فى الوقت الذى تهدد فيه إيران عبر تصريحات مسؤوليها بالرد على الهجمات الإسرائيلية، وبطبيعة الحال ستزيد التصريحات الروسية حول منع تحول سوريا إلى ساحة صراع، من تناقض المصالح الروسية- الإيرانية، على أقل تقدير، ذلك أن الضغط العسكرى على المواقع الإيرانية بلغ مرحلة متطورة على الأراضى السورية، وسط صمت روسى إزاء كل هذه الاستهدافات العسكرية للحليف الماضى فى سوريا.
وفى الشأن التركى، قالت صحيفة العرب إن تركيا أبدت مرونة مفاجئة فى التعاطى مع ملف الهجرة فى خطوة غير مسبوقة قال مراقبون إنها تهدف إلى استرضاء الأوروبيين وتعجيل تصحيح مسار العلاقات، فيما تتحدث تقارير عن رغبة أوروبية فى تنسيق المواقف مع الولايات المتحدة فى مواجهاتها.
وبحث وزير الداخلية التركى سليمان صويلو الإثنين الماضى مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبى فى تركيا السفير نيكولاس ماير لاندروت، مكافحة الهجرة غير النظامية.

ويعتبر ملف الهجرة السرية انطلاقًا من السواحل التركية والحدود مع اليونان من ضمن الملفات الخلافية بين الجانبين منذ توقيع أنقرة وبروكسل فى مارس من العام 2016 اتفاقًا لكبح تدفق المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا، لم تلتزم به أنقرة عدة مرات بل وظفت ذلك فى ابتزاز الأوروبيين سياسيًّا.
واستخدم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ورقة اللاجئين لابتزاز الشركاء الأوروبيين والضغط عليهم فى أكثر من مناسبة، مع كل أزمة تتفجر بين الجانبين، وأطلق بالفعل المئات من المهاجرين على الحدود مع اليونان بعد أن انتقد الاتحاد الأوروبى سياساته فى سوريا.
وأُبرم اتفاق الهجرة بين تركيا والاتحاد الأوروبى إثر أزمة الهجرة غير المسبوقة التى شهدتها أوروبا فى 2015، مع وصول أكثر من مليون شخص إليها، ويلزم الاتفاق الجانب التركى بمنع موجات الهجرة السرية بحرًا وبرًّا مقابل مزايا وامتيازات مالية وأخرى سياسية.
ويرى مراقبون أن تخلى تركيا عن سياسة التصعيد يعتبر مؤشرًا إيجابيًّا لدول الاتحاد الأوروبى التى تتوجس من طوفان من المهاجرين، وقد اختبرت ذلك بالفعل حين تدفق المئات منهم على الجزر اليونانية بعد أن نفذ أردوغان تهديداته.

ويشير هؤلاء إلى أن رسائل حسن النية التى بادر بها المسؤولون الأتراك لا تمنح أنقرة صكًّا على بياض من أجل طى صفحة الخلافات سريعًا، لكن يمكن البناء عليها لتبديد مناخ عدم الثقة الذى يهيمن على العلاقات التركية الأوروبية.
ويحتاج الاتحاد الأوروبى فى المقابل لتبريد التوترات القائمة، فيما تواجه الدول الأعضاء فيه انقسامات حول حصص توزيع المهاجرين وأيضًا حول طلبات اللجوء.

ومن المتوقع أن يرخى الاتحاد بحبال الود للشريك التركى ضمن تصحيح مسار العلاقات، للتخلص من أعباء ملف الهجرة الذى يثقل كاهل دوله ويؤجج الانقسامات بينها.
وتراجعت أنقرة فى عدة ملفات مثل أزمة التنقيب عن الغاز شرق المتوسط، وملف الهجرة عن تعهداتها، ما جعلها غير ذى مصداقية لدى عدد من دول الاتحاد الأوروبى، لاسيما اليونان التى تتمسك بمواجهة سلوك أنقرة عبر آليات أكثر حزمًا بدل الآليات الدبلوماسية التى لم تأت أُكُلها.
ويقول متابعون إن مبادرات تركيا الأخيرة للتهدئة مع الأوروبيين عبر إبدائها مرونة فى ملف الهجرة وقبولها الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع اليونان، تحمل نوعًا من المصداقية هذه المرة نظرًا للمتغيرات الدولية والإقليمية التى تنذر بتعميق عزلة أنقرة ما لم تعدل سلوكها وتضبط أجنداتها على وقع هذه المتغيرات.
وتسعى أنقرة إلى التعجيل بتصحيح المسار مع خصومها الأوروبيين وتلطيف الأجواء قبل تسلّم الرئيس الأميركى الجديد، جو بايدن، مهامه فى العشرين من يناير الجارى، فى ظل حديث عن رغبة أوروبية فى التنسيق مع الولايات المتحدة لمواجهة الأجندات التركية.
ويقول الكاتب برهان الدين دوران "إن التوترات بين تركيا والاتحاد الأوروبى بشأن تهديد الأخير بفرض عقوبات لم تنته بعد، وأمام الطرفين ثلاثة أشهر أخرى لحل خلافاتهما".
ويشير دوران إلى أن القادة الأوروبيين يريدون أيضًا تنسيق الجهود مع الولايات المتحدة فى ما يتعلق بتركيا وشرق البحر المتوسط، مما يعنى أنهم يفضلون انتظار تسلّم بايدن السلطة.
ويؤكد الكاتب أنه خلال الأشهر المقبلة ستقرر الحكومات الغربية البنية الجديدة لـ "التحالف الغربى" وطبيعة تحالفها مع تركيا، حيث سيرتكز هذا القرار أساسًا على الواقعية الجيوسياسية عند مواجهة أردوغان.
