سور الصين الجديد
ووفقًا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تؤكد الوثائق العامة والبيانات الرسمية والمقابلات مع السكان، أن الضين بدأت بشكل مفاجئ فى مشروع بناء كبير خلال العامين الماضيين على طول الحدود مع فيتنام فى أقصى الشرق، وتحديدًا على حدود مدينة رويلى الصينية فى أقصى جنوب ميانمار.
هل يعزل الجيران؟
وأشار تقرير الصحيفة الأمريكية إلى السياج أو السور الصينى الجديد أصبح بارتفاع 12 قدمًا ـ ما يعادل 3.7 متر، وهو سور حدودى مزود بأسلاك شائكة وكاميرات مراقبة وأجهزة استشعار.
وحسبما نقلت "وول ستريت جورنال"، يقول سونج هو، صاحب فندق بمقاطعة لاو كاى الجبلية بفيتنام، إن السور الجديد يمنع السكان المحليين الفيتناميين من التوجه إلى القرى الصينية لجنى الذرة أو بيع الأعشاب الطبية.
كذلك تشير التقارير إلى تعطل شاحنات الحاويات الفيتنامية فى أثناء عبورها إلى الحدود الصينية فى مقاطعة لانج، الشهر الماضى، وعلقت الشاحنات التى تحمل الفاكهة على الحدود، وسط تشديد الصين لسياساتها الحدودية.
ارتياب حول ديناميات الحدود
وينظر المتخصصون فى ديناميات الحدود بين الصين وميانمار إلى السور الصينى الجديد بنظرة ارتياب، حيث تؤكد كارين دين، من جامعة تالين فى إستونيا، أن هذه السور أو السياج الحدودى الجديد يأتى كجزء من حملة أوسع تقوم بها الصين لتأمين حدودها وتسهيل مشاريع البنية التحتية، ومنع اللاجئين من العبور إلى أراضيها.
بينما يؤكد آخرون أن الأمر لا يتجاوز جهود الصين ـ مثل البلدان الأخرى ـ فى مواجهة فيروس كورونا، لافتين إلى أن الصين تحاول بهذا السياج الحفاظ على استراتيجية "صفر كوورنا"، خصوصا قبيل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية فى بكين هذا الأسبوع.
إغلاق صارم
وعلى العكس، يرى آخرون أن الصين تزيد من عزل جيرانها، مؤكدين أن الإجراءات الصينية لا تقتصر على إجراءات مكافحة الفيروس، بل شملت عمليات الإغلاق الصارمة والاختبارات الجماعية لسكان المدن.
وتشير "وول ستريت جورنال" فى هذا الصدد إلى السجلات العامة الصينية، التى أكدت أنه فى العامين الماضيين، شيدت الصين، وعززت ما لا يقل عن 300 كيلومتر من الأسوار الشائكة على طول حدودها، معظمها فى الجنوب.
وتصف الصحيفة الأمريكية سور الصين الجديد، موضحة أنه فى مقاطعة كوانج ننه الساحلية فى فيتنام، وهى موطن المجتمعات الزراعية الصغيرة التى تنتمى إلى مجموعة داو العرقية، يمتد سياج قوى مع أعمدة معدنية صلبة ذات حواف حادة وأسلاك شائكة ملفوفة عبر قمم التلال على طول الحدود الصينية.
تحصين المناطق الصينية
وأضافت الصحيفة أن الكاميرات والأضواء تمتد على فترات فوق الهيكل الذى تم تشييده مؤخرًا باللون الأزرق، مع مسار ضيق مرصوف على الجانب الصينى.
وحسبما تظهر السجلات العامة، فإنه إلى جانب الحدود الجنوبية، حصنت الصين العديد من المناطق الصينية الشمالية المجاورة لمنغوليا وروسيا، بالأسوار على مدار العامين الماضيين.
قبل وقت طويل
ويرى ديفيد برين، المحاضر بجامعة ساسكس، ومؤلف كتاب عن الأراضى الحدودية فى ميانمار، أن الصين تحاول منذ سنوات السيطرة على حدودها مع ميانمار، للحد من أنشطة مثل التهريب، خصوصا تهريب المخدرات، لافتًا إلى أنه "قد يكون وباء كوفيد المبرر الرسمى الذى تقدمه الصين فى سياق بناء المنطقة العازلة الآن"، لكنه يشدد على أن تلك الخطط الصينية بدأت فعليًا قبل وقت طويل.
وتعقيبًا على مسألة بناء الأسوار الجديدة، قالت وزارة الخارجية الصينية إن تحصين الحدود هو ممارسة دولية مقبولة على نطاق واسع، لافتة إلى أن السياج يساعد فى منع انتقال فيروس كورونا عبر الحدود.