مصر والأردن.. تاريخ من التعاون الاستراتيجي على كل المستويات

تُعد العلاقات المصرية الأردنية نموذجًا فريدًا للتكامل العربي على مختلف الأصعدة، بدءًا من التاريخ المشترك العريق ووصولًا إلى التنسيق المستمر على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي، حيث تربط مصر والأردن علاقات تاريخية عميقة تمتد إلى العصور القديمة، فقد شاركت الدولتان في العديد من الأحداث التاريخية المهمة.

وتعتبر العلاقة بين مصر والأردن استراتيجية على كل المستويات، كما أنه منذ بدء أزمة غزة الجارية واستمرار العدوان الإسرائيلي، لم يتوقف التنسيق والتعاون وتوحيد الرؤى والمواقف بين مصر والأردن، في مسعى دؤوب لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية لسكان غزة في كل مناطق القطاع لمواجهة عملية التجويع والعقاب الجماعي التي تمارسها إسرائيل ضد أكثر من 2 مليون فلسطيني.

مصر والأردن يقودان جهود وقف العدوان الإسرائيلي

كما أن البلدين هما من يقودان الجهود العربية والإقليمية لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، والتحذير من خطورة استمرار الحرب على الأمن الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى أن الموقف المصري والأردني كان حاسما في رفض أي خطط وتحركات إسرائيلية من شأنها تهجير الفلسطينيين سواء من غزة إلى سيناء أو من الضفة الغربية إلى الأردن.

يأتي ذلك إلى جانب رفض مصر والأردن أي خطط إسرائيلية من شأنها إعادة احتلال قطاع غزة أو تقليص مساحته، بجانب رفض وجود أي قوات عربية أو قوات متعددة الجنسيات في غزة، وأن الشعب الفلسطيني وحده هو من يملك الحق في تقرير مصيره.

تحذيرات مصر والأردن من تداعيات اجتياح رفح الفلسطينية

حذرت مصر والأردن من تداعيات أي اجتياح عسكري إسرائيلي لمدينة رفح الفلسطينية في ظل وجود مليون ونصف مليون فلسطيني نازح، وأن ذلك يمكن أن يتسبب في كارثة إنسانية، وأن المجتمع الدولي يجب أن يضطلع بمسئولياته لوقف هذا الانتهاك الإسرائيلي المستمر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، بالإضافة إلى الاتفاق على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ودعم السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس أبو مازن.

ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، لم تتوقف الجهود المصرية والأردنية لحظة من استخدام كل أدوات الضغط السياسية والدبلوماسية لإيقاف الحرب الجارية وتخفيف المعاناة عن أكثر من 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، كما أن دور مصر على مستوى قيادة الجهود الإغاثية والإنسانية مستمر، وأن هناك تنسيقا وتعاونا مصريا أردني في هذا الشأن، سواء بالإنزال الجوي للمساعدات أو الضغط المستمر لتسهيل نفاذ المساعدات عبر النافذ البرية خاصة معبر رفح.

رؤية مصر والأردن بضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني

تتبنى مصر والأردن رؤية بضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد كل الفصائل الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، وضرورة وجود قيادة وسلطة واحدة تعبر عن جموع الشعب الفلسطيني وتناضل حتى تحقيق حلم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

يأتي ذلك إلى جانب أن موقف القاهرة وعمان واضح من أن تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لن يحدث سوى بتحقيق السلام العادل والشامل بوجود دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967، كما أن هناك موقفا حازما من القيادة المصرية والأردنية من رفض الجرائم وعمليات مصادرة المنازل والأراضي والقتل المنظم الذي يقوم به المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية.