ملك الأردن
وقبل أن ندخل إلى تفاصيل الورقة، نود الإشارة إلى أن المراكز الفكرية في كيان الاحتلال، هي أحد أهم أدوات الاحتلال التي تعمل على تعزيز وضع الاستيطان، ولا تقل عن الغارات والقذائف والصواريخ التي تحصد أرواح أشقاءنا في فلسطين.
تحدي إيران
افتتحت الورقة بالتأكيد على أن الأردن يواجه حالياً تحديين متصاعدين: الأول هو تحدي إيران والميليشيات الموالية لها، وتهديدها للسيادة الأردنية، خصوصاً وأن إيران تهدف إلى استخدام المجال الجوي للمملكة في نقل الأسلحة إلى فلسطين أو شن هجمات مباشرة ضد إسرائيل، وذهبت الورقة إلى أن الأردن يقف في صف الاحتلال في مواجهة إيران.
مرد هذا الادعاء الكاذب، إن الأجواء المشحونة والصراع المرشح للاتساع في الشرق الأوسط، جاء بدوافع من سلوك حكومة نتنياهو المتطرفة تجاه الشعب الفلسطيني في أعقاب عملية السابع من أكتوبر 2023، وامتد الصراع ليشمل عدة دول منها اليمن وإيران، وألقى بثقله على دول الجوار.
وبالفعل شارك الأردن في إحباط الهجوم الصاروخي الإيراني وأسقط الطائرات بدون طيار المتجهة إلى إسرائيل في 13 أبريل، وذلك لعدة أسباب، أولها رفض الأردن أن تكون طرفا في صراع آخر بسبب إسرائيل، وثانيها الحفاظ على السيادة الجوية للأردن ومنع استخدام أراضيها ضد أي دولة.
وأكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن الأردن سيتصرف بنفس الطريقة تجاه إسرائيل إذا استخدمت الأجواء الأردنية لمهاجمة إيران.
أي أن التحدي الحقيقي في الأردن، ليس إيران وإنما هو تحدي إسرائيل، كما هو تحدي لكل دول العالم؛ لأن إسرائيل هي السبب الرئيسي في زعزعة الاستقرار بالشرق الأوسط.
الحركات المناهضة لإسرائيل
وبحسب الورقة، يتمثل التحدي الثاني في التمدد الإيراني وضغوط الحركات والمجموعات الإسلامية المحلية المنتشرة في الأردن، والتي تدفع باتجاه إلغاء معاهدة السلام والتطبيع مع إسرائيل.
ونرد على هذا الزعم من منطلق أن السياسة الإسرائيلية المتطرفة، أدت إلى ضعف دور الأردن في حفظ السلام ودعم انتشاره.
وتوجهت إدارة الاحتلال نحو توسيع جرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين، والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، ضاربة بجهود الأردن عرض الحائط.
ومن هنا، وجدت الحركات الإسلامية ضالتها في القيام بدور ضد التطرف الإسرائيلي، وتوجهت إيران إلى دعم وكلائها وتكثيف الجهود خلال الأشهر القليلة الماضية لاستخدام الأردن وتحويله إلى جبهة فاعلة في الصراع ضد إسرائيل.
وتم الكشف في نوفمبر 2023، عن محاولة لتهريب أسلحة بقيمة 6 ملايين دولار على الحدود الإسرائيلية الأردنية، وزادت معدلات المناوشات والاشتباكات على الحدود.
قلب الحقائق
وبإجراء عمليات التبديل والتأخير الزمني، تدعي الورقة زيفا أن تعامل الأردن مع كلا التحديين سوف يحدد مسار ومستقبل العلاقات الثنائية مع إسرائيل.
وحقيقة الأمر، أن طبيعة التعامل التي فرضتها إسرائيل وتصر على استخدامها في العلاقات مع الأردن، هي التي أدت إلى وجود تحديات داخلية وخارجية في إطار استخدام دول الجوار في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وضمن حلقات الصراع العربي الإسرائيلي.
شعب الأردن
شهد الأردن موجة من المظاهرات ضد إسرائيل، وليس تضد النظام الأردني كما تزعم "الورقة"، ودليل ذلك هو التعدي على قوات قوات الأمن الأردنية، من قبل المتظاهرين الذين حاولوا اختراق الحلقة الأمنية حول السفارة الإسرائيلية في عمان.
المواجهة الرسمية بين الأردن وإسرائيل
ونستعرض بعض المواقف الرسمية للأردن في مواجهة التطرف الإسرائيلي، منها اتهام وزير الخارجية الأردني، إسرائيل بالإبادة الجماعية، في حين وصفت الملكة رانيا سلوك إسرائيل في الحرب بأنه "أحد أكبر المظالم التاريخية"، وشارك الملك عبد الله شخصياً في إسقاط المساعدات الإنسانية إلى غزة من مروحية نقل أردنية.