المستشار إدوار غالب
شغل المستشار إدوارد غالب عدد كبير من المناصب المهمة منها نائب رئيس مجلس الدولة سابقا وسكرتير المجلس الملي العام سابقاً وأستاذا في معهد الرعاية والتربية وخادم الشباب بكنيسة مارمرقس بشبرا وكنيسة القديسين جوارجيوس والأنبا أنطونيوس بمصر الجديدة.
ويعد رمزا وطنيا وكنسيا مرموقا، خاض العديد من المعارك التى لم تظهر علي السطح وله مواقف مشرفة خاصة ضد جماعة الإخوان الإرهابية إذ تصدي للعديد من المؤامرات التى حاولوا أن يصنعوها في مخططه الهدام ضد مصر من ذلك وقت أن كان عضوا في اللجنة التأسيسية للدستور عام 2012 وقد وقع الاختيار على المستشار إدوارد غالب ليكون مقررا للجنة الحقوق والحريات.ففي البداية اشاعوا انه انسحب من اللجنة "لتطفيشه "منها بعد ان تصدي لمحاولاتهم المتكررة لهدم مدنية الدولة، وفورا نفي ما تردد عن انسحابه من التأسيسية وسفره خارج مصر، مؤكدا أن سفره كان لمدة أسبوع لظروف خاصة لإجراء أشعة طبية لأحد أفراد أسرته وأنه مرتبط بمصر ولا يمكن تركها وهو عضو بشركات قابضة ولديه مهمة كبيرة يقوم به كعضو بلجنة ترشيحات البطريرك ولا يمكنه ترك هذه المهمة التي تمر به الكنيسة ومهمته الاخرى الوطنية في المشاركة باللجنة التأسيسية لإعداد دستور مصر.
وأكد غالب، وقتها أن ممثلي الكنيسة بالتأسيسية يقومون بالاجتماعات المستمرة مع الأزهر الشريف والتنسيق مع مستشاره ومن المعارك التى خاضها المستشار إدوار غالب داخل اللجنة التأسيسية للدستور رفضه الغاء كلمة مبادئ من المادة الثانية للدستور بحيث يكون النص "المصدر الرئيسى للتشريع الشريعة الإسلامية"، وتصدى بقوة لهذه المحاولات محافظا على مدنية الدولة، متسلحا بأن الأزهر والكنيسة متفقان على مبدأ المادة الثانية والتى وردت في وثيقة الازهر الشريف بموافقة جميع القوى الوطنية "بأن تكون المادة الثانية" المصدر الرئيسى للتشريع المبادئ "الأساسية للشريعة الاسلامية" مع حق غير المسلمين الاحتكام لشرائعهم في الاحوال الشخصية وشعائرهم الدينية.
وكان بعض أعضاء اللجنة قد اقترح إضافة كلمة "أحكام الشريعة" وتم رفضها من الجميع فقام اخر باقتراح حذف كلمة مبادئ لتكون كلمة "الشريعة الإسلامية فقط" وتم الاعتراض على هذا ووقف الأزهر رافضا لتغير الصيغة التي وردت بوثيقة الأزهر الشريف والتى يتفق عليها الأغلبية من القوى الوطنية والكنيسة.
كما رفض أن ينص الدستور علي وجود احزاب دينية، مؤكدا أن تلك الأحزاب تقسم مصر وتخربها.
المواطنة
وكان غالب حريصا علي مواطنة الأقباط ويؤكد باستمرار انه لاتوجد مطالب خاصة للاقباط فكان يرفض كلمة مطالب قائلا: "نحن نرفض كلمة مطالب فالأقباط لا يطلبون لأنهم مواطنون مصريون وليس جالية تطلب ولكن كل ما يريده الأقباط مناهضة التمييز ويؤكد مبدأ المساواة بين المصريين، دون تمييز على أساس الجنس أو النوع أو الدين ، وأن يتم الالتزام بالعدالة وألا يكون تمييز خاصة في الوظائف العامة والعسكرية والسيادية والوزارات".
ضد المناصب
لم يستطع الإخوان إغواء المستشار إدوار غالب بأية مناصب إذ تردد انه تم ترشحه لمنصب نائب رئيس الجمهورية ولكنه رفض هذه المناصب إذ كان لا يرى أنها الأهم وأعلن أن الأهم من منصب النائب أو وضع وزراء أقباط ألا يكون هناك تمييزا للأقباط في الوظائف العامة الخاصة بالجيش والشرطه والجامعات وأن يشعر الشباب القبطي بحقوق المواطنة في تقلد هذه الوظائف دون تمييز على اساس الدين ولذا لا يجب حصر مطالب الأقباط في منصب النائب أو الحكومة ولكن يجب أن يكون على المستوى العام مثل جميع المصريين.
كذلك اعتذر المستشار إدوار غالب عن قبول ترشيحه إلى عضوية المجلس القومي لحقوق الإنسان، إذ رشحه المستشار حسام الغريانى، رئيس المجلس وقتها وقدم الشكر له واعتذاره عن قبول المنصب مبديا استعداده لخدمة مصر بأي شكل بدون التقييد بمنصب.
وبرر غالب، أسباب الاعتذار لعدم تواجده المستمر داخل مصر بسبب سفره لخارج البلاد لرؤية أبناءه و أحفاده ومن غير المقبول بالنسبة له أن يقبل المنصب ولا يتواجد ويشارك بشكل فعال فيه.
الخادم الكنسي
خدم المستشار إدوار غالب الكنيسة القبطية فبالعديد من المواقع سواء داخل المجلس المللي الذى يمثل الادارة العلمانية للكنيسة بمعاونة رجال الدين حيث يضم المجلس 8 لجان، منها لجان الأسرة، والاستشارات القانونية، ولجنة العقارات، والأطيان، ولجنة التعليم، إذ شغل منصب سكرتير المجلس وكان يطالب بتطوير المجلس ليناسب العصر الحديث.
وعلي مستوي روحي خدم المستشار إدوار غالب في اجتماعات الشباب بكنيسة مارمرقس بشيرا وكنيسة القديسين جوارجيوس وانطونيوس بمصر الجديدة وامتاز بالروحانية العالية والتوقير الكبير لرجال الدين
علاقته بالبابا شنودة
جمع المستشار إدوار غالب بالبابا شنودة الثالث علاقة ود وحب لم تشببه شائبه ويكشف ما كتبه غالب يوه وفاة البابا شنودة في 17 مارس2012 عن عمق وتفرد هذه العلاقة حيث كتب يقول: "حينما أبلغني الأنبا يوانس بنياحة البابا شنودة لم تمضي عشرون دقيقة كنت في المقر البابوي وهناك قادني الأنبا أرميا وأبونا بطرس جيد إلى حيث الجسد الطاهر مسجي علي الفراش، وأغلقوا باب الغرفة، ونظرت إليه وإذ البشاشة علي وجهه، وابتسامته التي تعودتها منه حينما ألقاه مرتسمة علي شفتيه، ولم أتمالك دموعي، وإذ بي أسأله كما تعودت معه كيف كان اللحن الذي تعزفه الملائكه وهم يحملون روحك الطاهر، وكيف كان الموكب البطريركي وهم يزفونك، وسط كوكبة من الأباء البطاركه الذين سبقوك، بدءا من اثناسيوس مرورا بـ كيرلس عمود الدين وكيرلس السادس، وتري كيف كان أستقبالهم للبطريرك القادم من القرن الحادي والعشرين، وجلست علي الكرسي، وأمسكت بيده اليمني، يد البركه ورحت أقبلها، وأحسست كأنها تحتويني، وقشعريرة صرت في جسدي، وذكريات عابره تلمع متسارعه، وكأنها تسابق البرق في سريانه وجريانه، هنا يرقد الذي قاد الكنيسه أكثر من أربعين عاما، وطاقه من الحب والموده ت
ملأ الدنيا كلها، وفيض من الروحانيه يشع بين جنبات الوطن وبلاد المهجر، وأعيد التأمل في وجهه ويده حانيه، تذكرني أين من ضحكاتك التي التي أشاعت البهجه في القلوب، ونظراتك العميقة المعبرة والمؤثرة، أين من صفاء روحك ورقة مشاعرك ونقاء قلبك وأنا هكذا وإذ الباب يفتح، وفريق الأطباء بقيادة ا.د .ماهر يدخل لتجهيز الجسد المبارك لمراسم الدفن، أخرج لكي ألتقي مع المطران أنبا باخوميس القائمقام البطريركي ومعه بعض الآباء المطارنة والأساقفة يا أبي ومعلمي وأستاذي، مشاعري أكبر بكثير من حروف الكلمات مهما كانت فصاحتها أو رونقها، اذكرني أمام العرش الإلهي"
البابا تواضروس
شارك المستشار إدوار غالب في لجنة الانتخابات البطريركية بعد رحيل البابا شنودة والتى امتازات بالمهارة والنظام العالي والنزاهة الشديدة فكان رجلا يحترم القانون ويقدر بفعل تاريخ الكنيسة القبطية الكبير، فعندما أشيع أن الأنبا باخوميوس قد تلقي 5 تزكيات لترشيحه بطريركا خرج المستشار غالب ليعلن أن هذا الأمر غير صحيح ولايمكن قبوله لأن القانون الكنسي يرفض ترشح القائمقام، فكان أمينا وقويا في الحق.
وعندما أشعل البعض حملة شعواء علي قداسة البابا تواضروس، أصدر المجلس المللي بيانا يتصدي لتلك المحاولات الآثمة وأسرع المستشار غالب كسكرتير للمجلس المللي - ورغم توقف عمل المجلس أصدر بيانا لإدانة ذلك قائلا: "رأينا من يهاجم البابا عبر صفحات فيسبوك، وأنا أقول لمن يهاجم الكنيسة إن كانت مصر هى أمنا، فالكنيسة هى أيضا الأم الحانية الطيبة، والكنيسة لها مفاهيم روحية عميقة جدا، وحتى المصرى العادى حين تهاجم الكنيسة لا يشعر بارتياح".
حين تصدينا وأصدرنا بيانا لا نقصد الدفاع به عن البابا ولا الكنيسة فكلاهما ليس بحاجة لمن يدافع عنه، لكننا نقول فقط، كفوا أيديكم عنها وعن المجمع المقدس، ونقول لمن يختلف عودوا للمجمع، تكلموا معهم والبابا رجل يفكر ويضع التفكير كمرحلة مهمة، ويهتم بالشباب ويقبل كل فكر.
ونقول للشباب تعالوا للحوار والنقاش وإلى كلمة سواء، فمن يهاجم الكنيسة ويتطاول عليها هو يهاجم ويتطاول على نفسه، نحن الكنيسة، وأنتم تمثلون الكنيسة فمن تهاجمون!