البث المباشر الراديو 9090
السبب الحقيقي وراء تدمير داعش للآثار
قالت عالمة الآثار، جوان فرشخ، إن هناك سببا حقيقيا وراء تدمير "داعش" للمعابد الأثرية فى كل من سوريا والعراق، وإن هذا السبب ليس دينيا على الإطلاق، كما يعتقد الجميع.

وأكدت فرشخ، وهى فرنسية من أصل لبنانى، أن تنظيم داعش ينهب التماثيل والمقتنيات الأثرية، ثم يبيعها لتجار الآثار العالميين، بناء على طلب واضح منهم، قبل أن يقوم عناصر التنظيم الإرهابى بتفجيرها لمحو آثار السرقة.

وأضافت فى تصريحاتها للصحفى روبرت فيسك، والتى نشرتها صحيفة "الإندبندنت" البريطانية: "بعض الآثار من تدمر معروضة للبيع حاليا بسوق الآثار فى لندن، وهناك العديد من مقتنيات العراق وسوريا الأثرية مازالت موجودة بالفعل فى أوروبا ولم تدمر".

وواصلت فرشخ: "عنلية التدمير تخفى مقدار السرقة الذي حدث، وهو تدمير للأدلة بشكل واضح، فلا يعلم أحد ما تمت سرقته وما تم تدميره"، مؤكدة أن هذه العمليات تخفى موارد داعش الحقيقية، والتى تزداد مليارات الدولارات من أقل قطعة آثار يتم بيعها.

وقالت عالمة الآثار، إن "داعش تتعلم من أخطائها"، موضحة أنهم كانوا يستخدمون المطرقة فقط فى عملية تدمير الآثار فى بادئ الأمر، و"ارتدوا ملابس تشبه الملابس التى كانت موجودة بعهد النبى".

وأضافت: كانوا يقومون بتصوير فيديو صغير لهذه العملية ليراها العالم، إلا أن المدة القصيرة لا تمنح أحدا التركيز فيما هو موجود فعلا من آثار، ولكنهم تحولوا سريعا للمتفجرات التى تخفى كل شىء"، موضحة أن كل شئ يتم بشكل ممنهج، والمقاطع المصورة والأخبار تصدر بترتيب معين تقرره داعش، مؤكدة: "كلما كان الانفجار أقوى كلما زاد سعر القطع الأثرية فى السوق العالمية".

وترى فرشخ والتى عملت لمدة 14 عاما فى مجال الآثار، وتدرس حاليا آثار تدمير داعش للحضارتين السورية والعراقية، أن الجماعة الإرهابية بدأت فى بث فيديوهات تدمير الآثار، وذبح مسؤولين آثريين بعد أن رفض الإعلام بث مقاطع الدم والذبح.

وذكرت: "داعش قدمت الدماء للإعلام وعندما بدأ الإعلام فى تجاهله استخدم الآثار، وإذا لم تستطع داعش لفت الانتباه مرة أخرى عن طريق تدمير الآثار ستتحول إلى شئ آخر كالنساء والأطفال"، مضيفة أنه "لن يكون هنك قبل وبعد، ولن يكون فى مقدور الناس المقارنة بين الأزمان، لأنه مع هذا التدمير ومرور الزمن لن يكون هناك شاهد على الحضارات والأزمنة السابقة".

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز