
تفجيرات باريس
وفجر انتحارى نفسه فى إستاد فرنسا الدولى شمال باريس، كما استهدف هجوم مسرح باتاكلان فى وسط باريس، حيث احتجز المهاجمون رهائن فى عملية كانت لا تزال مستمرة حتى منتصف الليل، فى حين وقعت خمس هجمات أخرى فى خمسة مواقع فى أحياء بوسط العاصمة يرتادها الناس كثيراً مساء كل جمعة قرب ساحة الجمهورية.
وأسفرت هذه الهجمات الإرهابية عن مقتل 128 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 200 بينهم 99 فى حالة خطرة.
وأعلن فرنسوا مولان، النائب العام للجمهورية الفرنسية، صباح اليوم السبت، عن مقتل 5 من منفذى الهجمات فى باريس، كما أعرب القاضى المكلف بالتحقيق فى هجمات باريس عن قلقه إزاء إمكانية وجود متواطئين أو مشاركين لا يزالون فارين.
وعقب الهجمات الإرهابية مباشرة، أعلن فرانسوا هولاند، الرئيس الفرنسى، حالة الطوارئ على جميع الأراضى الفرنسى، وإغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية.
وأعلن مجلس الوزراء الفرنسى فى بيان أصدره بعد الاجتماع، أنه أقرّ بعد الاطلاع على مجريات الأحداث فى باريس والبلاد بشكل عام، إعلان حالة الطوارئ فى فرنسا، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ فوراً، وأوضح البيان أن حالة الطوارئ تعنى منع السير وجولان السيارات فى مناطق محددة، وإعلان مناطق "أمنية" بناءً على تقديرات الأمن والمخابرات.
وأكد هولاند أنه تم تكليف القوات اللازمة من أجل القبض على المتورطين فى الهجمات الإرهابية التى شهدتها العاصمة باريس، وتابع: "نحن نعلم من هم هؤلاء المجرمين ومن أين دخلوا لباريس"، وتوعد بشن بلاده حربًا ضد الإرهاب، وشدد على أن داعش يقف وراء هجمات باريس، موضحا أن التخطيط والترتيب للاعتداءات تم من الخارج بمساعدة من داخل فرنسا.
كما قرر هولاند إلغاء مشاركته فى قمة مجموعة العشرين المقرر إقامتها فى تركيا يومى الأحد والإثنين، بعد الأحداث التى شهدتها باريس.
كما تم وقف تأشيرة "شنجن" والتى تسمح للحاصلين عليها بدخول دول الاتحاد الأوربى، ويسمح لمواطنى الدول الأوروبية فقط بالسفر إلى باريس، وقررت الاتحادات الفرنسية الرياضية، إلغاء جميع المباريات الرياضية حتى إشعار آخر.
ويترأس هولاند اليوم السبت، اجتماعًا لمجلس الدفاع الأعلى الفرنسى، وذلك لوضع إطار وشروط حالة الطوارئ التى تم الإعلان عنها، بعدما تم نشر الجيش فى جميع أنحاء العاصمة.
وبعد التفجيران بساعات، أعلن تنظيم داعش الإرهابى مسؤوليته عن ما حدث بباريس مشيرًا إلى أن هذا ثأر لسوريا، وتابع "هذا 11 سبتمبر فرنسا".
كما بث التنظيم فيديو بدون تاريخ يدعو فيه الذين لا يمكنهم السفر لسوريا إلى تنفيذ هجمات فى فرنسا، وتوعد بريطانيا بأنها ستكون المحطة التالية التى ستشهد أعمالًا إرهابية مثل هذه، وكذلك أمريكا.
وكانت الأحداث التى شهدتها باريس أمس، الأكثر دموية فى أوروبا بعد اعتداءات مدريد 11 مارس 2014.
وأعربت معظم دول العالم تعاطفها مع الجانب الفرنسى، بعد الحادث المأساوى الذى تعرضت له.
فعرض توماس دى ميزير، وزير الداخلية الألمانى، على الحكومة الفرنسية المساعدة بقوات خاصة ألمانية عقب الهجمات الدموية التى شهدتها العاصمة الفرنسية باريس.
وأوضحت أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية أنها شعرت بهزة عميقة بعد أنباء تفجيرات باريس، وأعربت عن تعاطف الشعب الألمانى بأسره مع الفرنسى.
ومن جانبه، أصدر مجلس الأمن الدولى بيانا دان فيه "الهجمات الإرهابية الهمجية والجبانة" التى تعرضت لها باريس، وعبر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن التضامن مع نظيره الفرنسى فرانسوا هولاند ومع كل الشعب الفرنسى.
وأشار أوباما إلى أن اعتداءات باريس "ليست فقط اعتداء ضد باريس، بل اعتداء ضد الإنسانية جمعاء وقيمنا العالمية".
وفى روما أكد ماتيو رينزى، رئيس الوزراء الإيطالى، تضامن بلاده مع الفرنسيين، وعبر ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسى، عن صدمته بالهجمات الإرهابية المرعبة فى باريس، كما عبر شى جين بينج، الرئيس الصينى عن تعازيه لحكومة وشعب فرنسا.
كما أعربت الدول العربية عن تضامنها مع فرنسا، فندَّد الأمير عادل الجبير، وزير الخارجية السعودى، بالتفجيرات الإرهابية ووصفها بأنها تنتهك جميع الديانات، كما تقدم بخالص التعازى للشعب الفرنسى، كما أدانت الرئاسة المصرية الحادث، وكذلك الإمارات وقطر، علاوة على عدد من الدول الأخرى.
