أنيسة حسونة
"بنيت جدارًا زجاجيًا حولى لأنى لم أكن أرغب فى رؤية نظرة الشفقة فى عيون المقربين منى".. بهذه الكلمات أظهرت أنيسة حسونة، عضوة مجلس النواب، صلابتها فى مواجهة المرض اللعين بالتزامن مع ضغوطات العمل، لا سيما بعد أن تم تخييرها بين عملها فى مؤسسة طبية كبرى أو قبول قرار تعيينها بمجلس النواب، فمن المؤكد أن أصعب اللحظات التى مرت بها هى تخلى اثنين من مسؤولى المؤسسات، التى كانت تعمل بها، وطلبا منها ترك العمل بالمؤسسة، بعد علمهما بإصابتها بالمرض.
" قدامك سنتين علاج وعملية، ومن الممكن أن يعود المرض مجددًا، وفى هذه الحالة سيقضى المرض عليك تمامًا".. عبارة واجهتها أنيسة حسونة بكل قوة وإصرار وتحد لعبور تلك المرحلة الشاقة من مرضها، وأفرطت فى حسن نيتها لتكون أيقونة نجاح، تمثل نقلة نوعية فى رؤية المجتمع لمرض السيدات، وما تعانى منه المرأة من عبء نفسى لإثبات قدرتها على أداء المهام الأسرية فى ظل مرضها.
يستلهم من يطلع على رحلة مرض أنيسة حسونة، التى صاغتها باحترافية شديدة فى كتابها "بدون سابق إنذار"، أن الأمور الإيجابية للمرض هى أن يعيد ترتيب الأولويات، ويفكر فى "اليوم بيومه"، وأن يظل يفكر ويتساءل كيف سيتذكره الناس بعد وفاته.
بدأت أنيسة حسونة عملها كملحق دبلوماسى بوزارة الخارجية المصرية، ثم عملت لمدة أربعة عشر عامًا فى مجلس الوحدة الاقتصادية العربية - جامعة الدول العربية، بعدها شغلت منصب مدير عام "منتدى مصر الاقتصادى الدولى"، ثم ببنك مصر إيران للتنمية كمساعد المدير العام، لتعمل بعد ذلك مديرا عاما لمنتدى مصر الاقتصادى الدولى.
وتحاضر أنيسة حسونة فى المعهد الدبلوماسى فى وزارة الخارجية المصرية والمعهد المصرفى التابع للبنك المركزى المصرى، وشغلت العديد من المناصب منها منصب أمين صندوق المجلس الاستشارى لمؤسسة "IDEA" الدولية لمنطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا حول التحول الديمقراطى.
وشغلت منصب عضو مجلس الإدارة وأمين صندوق "جمعية الباجواش المصرى للعلوم والشؤون الدولية"، وهى المنظمة الحاصلة على جائزة نوبل لعام 1995، وعضو فى العديد من الهيئات الاستشارية للفكر والحريات والمرأة فى مصر والوطن العربى والعالم، فهى مؤسسة لـ"نساء من أجل السلام عبر العالم" فى سويسرا، كما عملت عضوًَا للهيئة الاستشارية لمؤسسة “الفكر العربى” ببيروت، وعضو المجلس الاستشارى لـ"منتدى البدائل"، وعضو الغرفة التجارية الأمريكية بالقاهرة، ورئيس مجلس أمناء "مؤسسة مصر المتنورة" التى تعمل على دعم قيم المواطنة وحرية التعبير وحقوق المرأة.
وتعد أنيسة حسونة أول امرأة تُنتخب أمينًا عامًا للمجلس المصرى للشؤون الخارجية، وقد تم اختيارها من قبل مجلة "أرابيان بيزنس" فى 2014 على قائمتها السنوية لأقوى 100 امرأة عربية على مستوى العالم، عن مجال المجتمع والثقافة.