البث المباشر الراديو 9090
مظاهرات إيران
عاد مشهد التوترات بين السنة والشيعة فى طهران للظهور مجددًا، لا سيما بعد انتفاضة الشارع الإيرانى ضد النظام الحاكم فى البلاد، رغم تأكيد المسؤولين بأن الإسلام السلفى لا يمثل تهديدًا لأمنها القومى.

تصريحات المسؤولين فى إيران لم تكن إلا تخديرًا للسلفية، التى خرجت فى أنحاء البلاد مع المتظاهرين وإعلان دعمهم لمطالب أبناء الوطن المشروعة، ضد العدو السياسى والفقهى لنظام الرئيس حسن روحانى.

احتفاء حزب "النور" لم يقف عند إعلان التأييد، بل وصل الأمر إلى شن هجوما لاذعَا على ولاية الفقيه وسياساته الكهنوتية التى جلبت الفقر والجهل للشعب الإيرانى، وخلقت عداءًا مع جيرانهم العرب والمسلمين.

هذا ما أكده أحمد خليل خير الله رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور، قائلًا: إن "تمزيق المتظاهرين لصورة مرشد الثورة الإيرانية على خامنئى، تعنى أن الكيل طفح من ولاية الفقيه التى أضرت بـ80 مليون نسمة.

تمزيق المتظاهرين لصور خامنئى، كشفت عوار النظام، وأكد أن سياسات إيران فى الشرق الأوسط ارتدت عليها، حتى وصل الأمر إلى المطالبة بالتخلص من نظام الملالى الذى عكف على نهب ثروات الشعب الإيرانى، وإعادة ضخها إلى ميلشيات تابعة له فى سوريا ولبنان والعراق واليمن.

يمكننا القول إن "تحركات الدعوة السلفية فى الشارع الإيرانى سترسخ تواجدهم فى البلاد"، بعد أن ظلوا متوارين عن الأنظار قرابة 3 سنوات أى منذ عام 2014، فهل تكون المظاهرات الإيرانية بوابة السلفيين للإطاحة بنظام الملالى؟

بالعودة إلى الوراء قليلًا، يتبين لنا أن نشاط السلفية داخل إيران تسبب فى قلق المسؤولين والنظام الحاكم، نظرًا للقوة التى ظهروا عليها مسبقًا رغم قلة أعدادهم، بداية من تنفيذ عمليات عسكرية ضد الحرس الثورى وإعدامهم مرورًا باغتيال القادة والمسؤولين.

ورغم قوة السلفية، إلا أن النظام الإيرانى لم يلق بالا، وقام بتنفيذ حملة اعتقالات بحقهم كرد فعل انتقامى، إضافة إلى إعدام جميع الأعضاء المرتبطين بالجماعة.

على جانب آخر، أخذ الاحواز فى السير على درب السلفيين، فى مسعى لمواكبة التغيير، ليخرج أبناء المدينة العربية الواقعة تحت الاحتلال الإيرانى فى احتجاجات واسعة ومظاهرات مطالبة بالحرية إسقاط نظام الفقيه.

بل وصل الأمر إلى الاشتباك مع قوات الأمن الإيرانية ومحاصرتهم رفضًا للفساد والغلاء والاعتقالات التعسفية بحق أبناءهم.

فى غضون ذلك، يمكن التأكيد على أن الجماعات السلفية ستحاول الظهور مجددًا من أجل المشاركة فى إسقاط نظام ولاية الفقيه، ومحاولة ركب التيار لتحقيق أهدافها الجيوسياسية، إلا أن نظام روحانى سيتصدى لتلك المحاولات حتى وإن وصل الأمر إلا قتل أصحاب الأفواه المعارضة.

والسؤال هنا.. هل يمكن للتيار السلفى أن يقود الشارع الإيرانى؟

دعوات المتظاهرين فى الشارع الإيرانى لإسقاط نظام ولاية الفقيه، لم تنادى بإعلاء راية السلفيين، لكن لا يمكن التنبؤ بالمعادلة السياسية الإيرانية، أو التعجل فى إعلان نتائج تلك المظاهرات، فهناك تطورات قد تحدث فى أى وقت وخلف الكواليس، ولا يمكن معرفة ما ستؤول إليه الأحداث خلال الفترة القادمة.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز