البث المباشر الراديو 9090
الأمير رضا بهلوى
يبدو أن حنين الشارع الإيرانى إلى نظام "الشاه" الذى وُصِف عهده بالريادة والحداثة والنجاح لدى المجتمع الدولى، عاد يطرق القلوب مجددًا، لتعلو الهتافات المطالبة بإسقاط نظام روحانى وعودة الأمير رضا بهلوى، ابن آخر شاه حكم إيران حتى عام 1979.

رغبة أبناء إيران بعودة بهلوى إلى المشهد السياسى، جاءت بعد اعتراف كبار السن والجيل الذى قام بالثورة الإسلامية 79 بخطيئتهم بالإطاحة بحكم الشاه، لتمهيد الطريق إلى نظام الملالى ليتسلم الحكم.

وما زاد من اهتمام الشعب الإيرانى بإعادة نظام الشاه مجددًا، هو دعوات رضا بهلوى باستبدال نظام ولاية الفقيه بملكية برلمانية، واحترام حقوق الإنسان، وتحديث الاقتصاد المملوك للدولة، ما يجعل إيران مقبولة من قِبل الغرب وجيرانها السنة فى الخليج.

دعوات بهلوى لوضع إيران على الطريق الصحيح، لاقت قبولًا كبيرًا وخاصة بين الشباب الذى تعرض خلال الأعوام الأخيرة إلى التنكيل والتعذيب والقمع، وهو ما يشير إلى أن نظام الشاه ربما لن يغيب كثيرًا عن المشهد السياسى وسيعود بقوة "الشباب الغاضب".

فهل يعود رضا بهلوى إلى إيران ويطيح بحكم ولاية الفقيه؟

رونق نظام بهلوى، كان له أثر عظيم على الأجيال الماضية، بعكس ما يشهده المجتمع الإيرانى الحالى من طغيان وفساد بعد اتباع نظام "الملالى" الذى لا يمكن إصلاحه، ولطالما بحث المجتمع الإيرانى عن شخصية تلقى قبولًا بين أبناء الوطن الواحد، فلم يجد سوى نظام "البهلوية" كونه يحظى بشعبية كبيرة بين أوساط الشباب الرافض للحكم الدينى الذى استغل ثروات إيران، لتمويل ودعم أيديولوجيا "ولاية الفقيه" فى الشرق الأوسط بل وعبر العالم.

ولد الأمير رضا بهلوى فى مدينة طهران 31 أكتوبر 1960، وترك بلاده منتصف يونيو 1978 وانتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية للحاق بكلية الطيران فى تكساس، ثم عاد إلى إيران قبيل اندلاع الثورة الإسلامية 1979، ليتوجه بعد ذلك إلى العيش مع باقى أسرته أمريكا، وذلك عقب الإطاحة بوالده شاه إيران محمد بهلوى.

يمتلك بهلوى رصيدًا كبيرًا من الداعمين له في داخل إيران وخارجها، حتى أنه قام بتشكيل المجلس الوطنى الإيرانى للانتخابات الحرة، لمناقشة أزمات تتعلق بحقوق الإنسان، والسجناء السياسيين، والفنانين والصحافيين وأصحاب المواقع الإلكترونية، وأخيرًا التواصل مع المعارضة لإعادة هيكلتها بشكل أفضل أمام نظام الملالى.

وقد تمكن محمد رضا بهلوى من تحويل إيران إلى أكثر الدول انفتاحًا وحازت خلال الستينيات والسبعينات مكانة اقتصادية كبيرة غير أن ذلك لم يشفع له فقد خرجت مظاهرات شعبية عارمة فى طهران وذلك على خلفية انقلاب عسكرى مضاد، تسبب فى انتفاضة الشارع الإيرانى.

لم يجد شاه إيران حينها ملاذا آمنا إلا فى مصر بعد رفض دول أوروبا الترحيب به، ليجد الرئيس الأسبق محمد أنور السادات فى استقباله، نظرًا لمتانة العلاقات بين البلدين وقتها.

وحرص السادات على أن يقدم لضيفه مراسم استقبال تليق برؤساء الدول، مع السجادة الحمراء عند باب الطائرة واستعراض حرس الشرف، رغم كونه لاجئًا.

لم يمر سوى عام واحد على اندلاع المظاهرات ضد شاه إيران حينها وبالأحرى، فى 1980 ليعلن وفاته بعد معاناة مع المرض، ليقيم له الرئيس السادات جنازة عسكرية من قصر عابدين، ويتم عزف السلام الإمبراطورى الإيرانى، وحمل النعش ملفوف بعلم إيران فوق عربة مدفع تجرها خيول عربية متوجهة إلى مسجد الرفاعى ليتم دفنه.

وتأكيدًا على العلاقات التاريخية بين شاه إيران ومصر، هو استقبال القاهرة لـ"شهبانو فرح ديبا" حرم شاه إيران السابق محمد رضا بهلوى للعام الثالث على التوالى لإحياء الذكرى السنوية لوفاة زوجها. 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز