
نتانياهو
مصادر فى السلطة الفلسطينية أكدت أن الكيان الصهيونى اتخذ قرارًا لتضييق نشاط وكالة "الأونروا" الخاصة بإغاثة اللاجئين، فى مناطق الضفة الغربية وغزة، لافتة إلى أن تل أبيب تسعى لإعاقة خطوات مندوبى الأمم المتحدة عند توجههم إلى الضفة الغربية وغزة.
وذكرت المصادر أن موظفى "الأونروا" شعروا خلال الأسبوع الأخير بتغيير السياسة المتعلقة بحرية التنقل التى كانوا يحظون بها، حيث يتم تفتيشهم فى نقاط التماس مع الاحتلال الصهيونى فى الحواجز لفترات زمنية طويلة أكثر من المعتاد، بل تضع سلطات الاحتلال عديدًا من العقبات التى تقيِّد حركتهم.
وفى السياق ذاته، قالت المصادر الفلسطينية، إن وكالة "الأونروا" أرسلت هذا الأسبوع 200 خطاب "فصل" للمعلمين العاملين فى مدارس الوكالة، وقيل للموظفين، إن سبب الفصل يعود إلى أسباب مهنية.
ولم تعرف المصادر ما إذا كانت هناك صلة بين الضغوط التى يمارسها الكيان الصهيونى على "الأونروا" وخطابات الفصل أم لا، إلا أنها أشارت إلى أن توقيت قرارات الفصل بعد أسبوع من الانسحاب الصهيونى من "اليونسكو" يُثير الشكوك.
كانت إسرائيل قد أعلنت فى 12 أكتوبر من العام الماضى أنها ستنسحب من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، بعد انسحاب الولايات المتحدة أيضًا، فيما بدا قرارًا اتفق عليه الجانبان.
وقال مكتب نتانياهو آنذاك، فى بيانٍ له، إن رئيس الوزراء أعطى توجيهاته لوزارة الخارجية بتحضير انسحاب إسرائيل من المنظمة، واعتبر أن القرار الأمريكى "شجاع وأخلاقى" لأن منظمة اليونسكو أصبحت مسرح عبث، وبدلا من الحفاظ على التاريخ فإنها تقوم بتشويهه!، على حد زعمه.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، على لسان هيذر نويرت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، أن يلدها سيشكل "بعثة بصفة مراقب" لتحل محل بعثتها فى "الوكالة" التى تتخذ من باريس مقرًا لها، مؤكدة أن وزارة الخارجية أبلغت إيرينا بوكوفا، مديرة اليونسكو وقتها بقرار الانسحاب.
وأضافت فى بيانٍ لها: "هذا القرار لم يتخذ بالاستخفاف، بل يعكس قلق الولايات المتحدة من متأخرات الدفع المتزايدة فى اليونسكو، والحاجة إلى إصلاحات أساسية فى الوكالة ومواصلة انحياز اليونسكو ضد إسرائيل!".
قرارات الانسحاب تلك كانت ردًا على القرار الذى اتخذته لجنة التراث العالمى فى اليونسكو، والتى اعتبرت فى يوليو الماضى، البلدة القديمة فى الخليل، منطقة محمية بصفتها موقعًا "يتمتع بقيمة عالمية استثنائية"، كما أدرجت الموقع على لائحة المواقع التراثية المهددة.
وتضم الخليل التى تشكِّل بؤرة توتر حقيقية للجانب الإسرائيلى نحو 200 ألف فلسطينى، وبضع مئات من المستوطنين الإسرائيليين المتحصنين فى جيب يحميه جنود إسرائيليون بالقرب من الحرم الإبراهيمى، حيث وصف بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى القرار، حينذاك، بأنه "سخيف".
وقبل أشهر، اعتبرت الأمم المتحدة إسرائيل، قوة احتلال فى القدس. وتعارض واشنطن أى خطوة تقوم بها وكالات الأمم المتحدة للاعتراف بفلسطين كدولة، معتبرة أن هذه القضية يجب أن تُناقش فى إطار اتفاق شامل للسلام فى الشرق الأوسط.
لكن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تدرس كل التزاماتها التعددية فى إطار الوعد باتباع سياسة خارجية محورها "أمريكا أولا"، وأن الحليفة ستظل دائمًا وأبدًا هى إسرائيل، ولذا فهى تتحرك بكل عنف فى جميع المحافل الدولية لمساندتها، إلا أن سياسة الانسحابات ربما تكون جديدة على الأمريكان فى ظل عهد ترامب.
