تميم بن حمد فى إفريقيا
رغم أن الأمير الشاب اتخذ مجموعة لا بأس بها من القرارات بعد قطع دول "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" علاقاتها مع الدوحة، فإن معظمها باء بالفشل، وكان آخرها زيارته لمجموعة من الدول الإفريقية شملت "تشاد وموريتانيا والسنغال والنيجر وجزر القمر والجابون".
بعد انتهاء الجولة الإفريقية، حاول المراقبون والباحثون السياسيون الدوليون إيجاد أى بوادر أو قرارات تدل على نجاح هذه الزيارة فلم يحصلوا على أى شىء يدل على ذلك، بل خرج هؤلاء بنتيجة واحدة فحواها أن الزيارة ما هى إلا نكاية فى دول المقاطعة فقط.
وأكد المراقبون فشل الدوحة فى تحقيق أهدافها من الزيارة، فلم تحظ بأى زخم سياسى أو اهتمام إعلامى، بل أتت بنتائج عكسية وسط تحذيرات إقليمية ودولية من الأهداف المشبوهة للزيارة الإفريقية.
فبعدما ثبت للدول الإفريقية الست ضلوع تلك الإمارة فى زعزعة استقرارها، وعملت على تقويض نفوذها فى المحيط الإفريقى من خلال دعمها للجماعات المسلحة بدأت بقطع علاقاتها مع الدوحة ولم تستجب لأى قرار لتميم.
وجاءت زيارة أمير قطر إلى السنغال فى 20 ديسمبر، لتؤكد عزلتها إفريقياً، حيث لاقى استقبالاً فاتراً من الرئيس السنغالى ماكى سال، وهو ما دفع تميم إلى مغادرة البلاد خلال 15 ساعة فقط، رغم أن الميعاد المحدد للزيارة 48 ساعة، فى إطار جولته الإفريقية.
من جانبه، كشف معهد الاستشراف والأمن فى أوروبا، فشل زيارة تميم بن حمد للدول الإفريقية فى كسر عزلته.
وقال المحلل الفرنسى إيمانويل دوبى، رئيس المعهد، إن إستراتيجية قطر التى تعتمد على دفع استثمارات ضخمة فى إفريقيا لكسر عزلتها إقليمياً، فشلت بشكل واضح.
وتحت عنوان "قطر فى مواجهة الرباعى العربى لمكافحة الإرهاب بإفريقيا"، أوضح المحلل الفرنسى لمجلة "لوبوان" الفرنسية، أن قطر سعت إلى إفريقيا لكسر عزلتها، وهو ما توّج بفشل ذريع.
وكشف دوبى عن محاولات قطر تقويض الدور السعودى فى إفريقيا، حيث تتمتع المملكة العربية السعودية بعلاقات قوية مع دول إفريقيا جنوب الصحراء، مضيفاً أن الصورة الذهنية للدوحة لدى العديد من الدول الإفريقية باتت سلبية، باعتبارها إحدى الدول الداعمة للإرهاب.
وأرجع السبب فى تلك الصورة الذهنية، إلى أن قطر ينظر إليها على أنها محفظة نقدية، وليست مستثمراً حقيقياً بمشروعات تنموية تدر أرباحاً تعود بالنفع على البلاد، حيث تتجاوز أهدافها التأثير الاقتصادى أو الثقافى، إلى الجانب الأمنى.
وتدعم الدوحة الجماعات الإرهابية فى إفريقيا، عبر مظلة الاستثمارات الاقتصادية والمساعدات الإنسانية، وهو ما تيقنت منه دول القارة، وانعكست على جولة تميم الأخيرة فى غرب إفريقيا.