دونالد ترامب
تصريحات الرئيس الأمريكى فى الآونة الأخيرة أصبحت مثار تساؤلات عديدة بين مشاهير العالم من ساسة وقادة وكتاب، كونها تزيد من حدة التوترات مع بعض الدول، وتتسبب فى أزمة دبلوماسية.. فمتى سيتوقف دونالد ترامب عن التغريد وخلق عداوات مع الحلفاء؟
بداية الأزمة مع الحليف الاستراتيجى فى دحر الإرهاب تمثلت فى تعقيب الرئيس ترامب، حول "منح باكستان أكثر من 33 مليار دولار فى شكل مساعدات على مدى 15 عامًا، متهمًا الأخيرة بالكذب".
لم تمر ساعات قليلة على اتهام ترامب، ليخرج وزير خارجية إسلام اباد خواجة آصف، ويؤكد أن تصريحات الرئيس الأمريكى ما هى إلا حركة سياسية للاستهلاك المحلى، نتجت عن إحباط واشنطن من إخفاقها فى أفغانستان".
التراشق اللفظى بين حلفاء الأمس، أثار تساؤلات عديدة عن حقيقة تواجد الجيش الأمريكى فى الأراضى الباكستانية؟
عادة لا تتواجد الولايات المتحدة الأمريكة فى أراضى الحلفاء إلا لخدمة أهدافها الجيوسياسية، عن طريق السيطرة على مجريات الأحداث، وهذا ما ينطبق على باكستان حينما استخدمتها لتحقيق مصالحها فى أفغانستان.
فالأموال التى تقدمها واشنطن إلى إسلام آباد، على مدار 15 عامًا لم تكن بدافع الأعمال الخيرية، بل كانت لقاء خدمات إضافية، وهذا ما كشفته خارجية باكستان مؤخرًا.
المثير فى الأمر، أن اتهام الرئيس الأمريكى لباكستان، لم يكن الأول، حيث سبق أن هاجم إسلام آباد وأفغانستان والهند خلال إعلانه عن استراتيجية بلاده بـ"توفيرهم ملاذًا آمنًا للإرهابيين".
لتخرج الهند مسرعة للإشادة بموقف ترامب فيما يتعلق بالإرهاب، وتلحق بها أيضًا أفغانستان لتؤكد أن باكستان لم تساعدها فى التعامل مع الإرهاب.
ورغم ذلك ظلت باكستان تتلقى الدعم المادى من الولايات المتحدة لضمان بقاء الأخيرة على أراضيها وتسهيل مهامها فى الكشف عن البؤر الإرهابية داخل الأراضى الأفغانية، إلى أن هاجم دونالد ترامب إسلام آباد مجددًا متهمًا إياها بدعم الإرهاب.
اتهام ترامب مجددًا كان بداية لتدهور العلاقات بين البلدين، وهو ما قد ينتج عنه خروج القوات الأمريكية من الأراضى الباكستانية.
ما آلت إليه الأحداث مؤخرا دفعت القيادة المدنية والعسكرية الباكستانية إلى البحث عن سبل للرد على تلك الاتهامات لإجبار الأخير على التراجع قبل أن تصل حدة الخلافات إلى أزمة قد تشعل فتيل الحرب.
السؤال هنا.. هل أصبحت باكستان "كبش فداء" للتغطية على فشل الإدارة الأمريكية فى أفغانستان؟
لقد حاول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تحميل باكستان مسؤولية هزيمة بلاده فى أفغانستان، بعد أن انتزعت حركة طالبان أراضى ونفذت هجمات كبرى، وذلك بالإشارة إلى وجود زعزعة فى الثقة بين الجانبين خلال السنوات الأخيرة، لكن يبدو أنه فقد أقدم حلفاءه فى جنوب آسيا.