البث المباشر الراديو 9090
طلاب الثانوية العامة
إذا كان هناك من يلوم على بعض مناهج الأزهر فى عملية صُنع المتطرفين من خلال تدريس أمور عفا عليها الزمن، فإن مناهج التعليم وأخطاء واضعيها تصنع فى المقابل أجيالًا مجرَّفة، لا تستطيع أن تواجه الحجة بالحجة، ولا تستطيع الوقوف أمام أصحاب العقول المتطرفة.

3 نسخ لكتاب التاريخ

الأمور زادت عن حدها، وخصوصًا فى الأيام القليلة الماضية، بعدما أثار وجود 3 نسخ من كتب التاريخ للمرحلة الثانوية العامة حفيظة أولياء الأمور، وهو ما استدعى وزارة التربية والتعليم إلى إصدار بيان لتوضيح الأمر، حيث أكد الدكتور رضا حجازى، رئيس قطاع التعليم العام، وجود كتاب تاريخ واحد فقط يحمل عنوان "تاريخ مصر والعرب الحديث" بمحتوى دراسى واحد على جميع الطلاب، ولا يوجد إضافات جديدة بطبعة الكتاب المذكور لعام 2017/2018، بل تم حذف بعض الحشو والزيادة فى طبعة الكتاب لعام 2016/2017، بالإضافة إلى النسخ المتبقية لنفس الكتاب من العام الماضى، والتى توجد فى المخازن.

وأشار حجازى، فى بيانٍ للوزارة، إلى أنه منعًا لإهدار المال العام، وإعدام كتب العام السابق، تم إعداد نشرة تعديلات لما تم بطبعة كتاب عام 2017/2018، وتوزيعها على جميع المديريات التعليمية بعدة طرق مثل "الفاكس، والبريد، واجتماع لموجهى عموم المادة"، من أجل الحفاظ على المال العام الذى يعد واجبًا وطنيًا ودينيًا فى كل مجتمع من المجتمعات، لأنه ليس ملكًا لفرد، وإنما ملك للمجتمع كله، كما نصت بعض مواد الدستور المصرى.

أخطاء المناهج.. عرض مستمر

يأتى ذلك فى الوقت الذى تم الكشف فيه عن خطأ تاريخى فادح فى كتاب الدراسات الاجتماعية للصف الأول الإعدادى متعلق بوجود "الفُرْس" فى مصر، حيث يقول الكتاب، "إن الفرس حكموا مصر واحتلوها من الأسرة 27، وحتى نهاية الأسرات الفرعونية"!، أى أن الفرس طبقًا لهذا حكموا مصر حوالى 200 سنة، وهذا غير صحيح تمامًا.

وأثيرت أيضًا، أزمة بسبب فقرة فى كتاب التربية الدينية المقرر على الصف الثالث الإعدادى، وهى التى تنص على تحريم المجسَّمات والتماثيل بقولها، حيث جاءت نصًا كالتالى "أما فيما يتعلق بصناعة المجسمات "التماثيل" فالعلماء متفقون على حرمة اقتنائها، لأنها رجس من عمل الشيطان يجب البعد عنه"، واستشهدت الفقرة بقوله تعالى، فى سورة الحج: "فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ".

وعلَّق الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، على الأمر بقوله، إن الاستشهاد بالآية خطأ، لأن صحيح الإسلام لا يحرِّم الفنون الجميلة من تصوير أو تجسيم، مستشهدًا بسيدنا سليمان عليه السلام، عندما سخَّر الله له الجن، وذلك فى قوله تعالى فى سورة "سبأ": "يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ"، ما يعنى أن سيدنا سليمان اقتنى التماثيل، والصحابة وآل بيت رسول الله عندما جاءوا إلى مصر حيث الحضارة الفرعونية، وذهبوا إلى الشام حيث الحضارة الفينيقية، وإلى العراق حيث الحضارة الآشورية، أبقوا على تلك التماثيل هناك.

أخطاء الامتحانات

فوجئ طلاب مدرسة الشيماء الابتدائية بالجيزة فى اختبار اللغة العربية باستبدال جملة "قوله تعالى" بـ "قول الشاعر"، حيث نسبت بعض آيات الذكر الحكيم الواردة فى الامتحان إلى الشعراء، ما دفع أولياء الأمور إلى وصف واضعى الامتحان بـ"غير المؤهلين".

«إيه الحل؟!»

ربما يكون الحل هو تشكيل لجنة لإعادة النظر فى المناهج، وتنقيحها، وضرورة تفعيل بروتوكولات التعاون بين وزارتى الثقافة، والتربية والتعليم، لمواجهة مثل تلك الأفكار والأخطاء التى تنبئ بكوارث كبرى مع وضع آلية لعقاب من يخطئ، لأن الخطأ فى هذه الأمور يهدر عقولًا تكون الدولة فى أشد الحاجة إليها، ولا سيما فى محاربة التطرف.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز


اقرأ ايضاً