البث المباشر الراديو 9090
قتل
جرائم قتل الزوجات للأزواج ربما تكون مسلسل لا ينقطع، نسمع عنها ونشاهدها فى حياتنا، لكن هذه الجريمة غريبة، لأنها زوجة مفترية كانت "تقشط" كل ما فى جيب زوجها أول بأول.

اكتشف زوجها سرقة 100 جنيه، لم تصارحه، لم تعلم أنه كان يريد سدادها كدين عنه أخذه من صديقه، عنفها، لم تتحمل الزوجة ضربه لها، وأمسكت يده و"عضته" ثم أمسكت السكين من يده وبدلا أن يطعنها هو قامت بطعنه فى مشهد يحمل كل معانى جبروت المرأة حينما يسيطر عليها الشيطان فى لحظة غضب وانتقام، حتى قتلته وقامت بالنداء لأشقائها وحينما حاولوا نقله للمستشفى اكتشفوا أنه فارق الحياة، فاصطنعوا فيلما من وحى خيالهم بأنه تعرض لحادث تصادم أمام المنزل، لكن المباحث اكتشفت الجريمة.. وإليكم تفاصيل الجريمة المثيرة وكيف تم اكتشاف الجريمة.

وقفت تتحسس خطى زوجها سمير، ترقبه بنظرات خاطفة، وكأنها ترتكب فعل مشين، اسمها منى، دائمة التشاجر مع زوجها، الانفعال لا يفارقها، حينما تشاهدها للوهلة الأولى تشعر وكأنها تحمل الدنيا فوق رأسها، وجهها "التكشيرة" لا تفارقه، حينما ترى زوجها لابد أن تنكد عليه عيشته وتحمله الهموم والمتاعب، مما جعله يأتى كضيف خفيف ويقضى باقى يومه على المقهى مع أصدقائه، أنجبت منه ولدا يعمل فى شركة قطاع خاص، وابنة طالبة فى الجامعة، المشاكل والتشاجر كانت الصفة التى تميز هذا البيت عن غيره، "صواتها" دائما كان يسمعه الجيران وأشقائها الذين يقطنون فى المنزل المجاور لها فى حى الحدائق، هم أول من يهرعون عليها حين يسمعون صوت عالى أو مشاجرة بينها وبين زوجها.

زوجها يعمل موظفا بسيطا، ويبلغ من العمر 67 عاما، حينما تراه كانت تسحب كل ما بجيبه، فى اليوم الأخير نشبت بينهما مشاجرة، لأنه اكتشف اختفاء 100 جنيه من ملابسه فقام بالنداء لها بصوت عالى، وسألها أين "الفلوس" التى كانت فى جيبى؟، نظرت له بانفعال ابنتك تريد مصاريف، وابنك أيضا، من أين أحضر أموال لهما؟ ضرب الزوج يد بيد، واندهش متسائلا، لماذا لم تقولى؟ هذا المبلغ كنت مقترضه ووفرته من الراتب كى أعطيه لزميل لى ووعدته، وكأن زوجها ليس واقفا أمامها ولم يفعل شيئا، تركته فى هدوء منسحبة من المشهد مما جعل الزوج النحيف يستشيط غضبا وغيظا منها، اقترب منها وجذبها من ملابسها، وحاول ضربها ودفعها، تراجعت الزوجة البدينة خطوات للخلف، وبرقت له، وشمرت عن ساعدها، وضغطت على فكيها بحركة تشمل الكثير من معانى الغيظ والغضب.

هنا اتجه زوجها ناحيتها فى حركة مسرعة وأمسك بها ودفعها فوق السرير، وأمسك بها وحاول ضربها، ولمح بطرف عينه سكينا بالقرب من السرير أمسك به، لكنها أبعدت يده عنها، ثم قامت "بعضه" تركت أثرا فى يده، مما جعله يفقد قواه ويترك السكين، ثم دفعته للخلف، فهو مريض ولا يمتلك صحة تجعله يقدر عليها، أمسكت الزوجة بالسكين، وتجاذبا الزوجين أطراف ملابسهما، حتى أمسكت الزوجة بزوجها، وطعنته طعنة فى جانبه الأيسر، سقط على إثرها على الأرض، وظل يتألم ويئن من شدة الألم لكن صوته حبيس بين ضلوعه، لا يقوى على الصراخ، فقط يمسك بموضع الألم والطعنة الغائرة التى اخترقت جانبه، وملئ الدم الأرض، نظرت الزوجة إليه وهى متعجبة، غير مصدقة أنها فعلت هكذا بزوجها، بعد عشرة السنون الطويلة، وضعت يدها على وجهها، وسقطت تبكى، بصوت متحشرج، وتردد "سمير.. أنا أسفة".

لحظة شيطان فرض فيها سطوته، وسيطر على الزوجة، لا تعرف ماذا تفعل؟ فقط تذهب ثم تعود إلى نفس المكان فى حيرة من أمرها، ثم سجدت على ركبتيها، وأمسكت بزوجها محاولة منع النزيف، لكن الدماء تزرف وكأنها شلال نهر تتدفق منه الدماء مسرعة نحو مصبها، لتغرق الأرض، فكرة وردت على عقلها وهى أن تتجه نحو نافذة الشقة وتنادى على أشقائها، وبالفعل، بصوت مرتفع قامت بالنداء عليهم، وأسرعوا نحوها، فور دخولهم أدهشهم المشهد الذى يسيطر عليه لون الدم، لم يعتقدوا أن شقيقتهم سوف تستغل صحتها وعنفوانها وتقتل زوجها هكذا، صرخت الزوجة على شقيقها الأصغر وقالت له احمله حتى نسعفه ونذهب إلى المستشفى، وبالفعل قام أشقائها بحمل الزوج المسكين، وهو فى النزع الأخير، فكم الدماء التى انهمرت منه تكفى أن يدخل فى غيبوبة ويفارق الحياة، وأثناء حمله من شقته ليأخذوه إلى المستشفى فارق الزوج الحياة فى مدخل المنزل، ووضعه أشقائها فى مكانه.

مخطط شيطانى

تركت الزوجة وأشقائها جثة زوجها، فى مدخل المنزل، بعد أن تيقنوا أنه فارق الحياة، وأخذوا يفكرون فى كيفية إفلات شقيقتهم من هذه الجريمة التى قد تؤدى بها إلى حبل المشنقة، بسرعة قالت الزوجة لأشقائها سوف نفتعل قصة من وحى الخيال أن زوجها تعرض لحادث تصادم سيارة، وجاء تليفون من مجهول من المحمول الخاص بزوجها أنه تعرض لحادث حيث صدمته سيارة أمام المنزل وتركه وهرب، وبالفعل أبلغت الزوجة الشرطة، وفى هذا الوقت عادت ابنتها من الجامعة ولمحت والدها وهو غارقا فى دمائه وفارقت روحه الحياة، ظلت تصرخ، وتبكى، وسقطت منهارة وصرخت حتى تجمع الناس على صراخها، فى هذا التوقيت كان الابن قد علم ما حدث لوالده وحضر، وبسرعة جاء المقدم تامر فراج رئيس مباحث قسم شرطة حدائق القبة، إلى مكان الواقعة وبصحبته الرائد أحمد بدر، معاون المباحث، وقاموا بمعاينة الجثة التى تم نقلها إلى المستشفى وتم إجراء الفحص الطبى عليها من قبل الطبيب المختص، وتبين أن الزوج به طعنة غائرة فى جانبه الأيسر ولم يتعرض لحادث سير فى الطريق، وقام الرائد وليد حسين رئيس قسم التحقيقات بقسم شرطة الحدائق بتحرير محضر بالواقعة، وأخطر مأمور القسم الذى بدوره قام بإخطار اللواء هشام لطفى نائب مدير الأمن لقطاع الشمال.

على الفور أمر اللواء محمد منصور، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، بتشكيل فريق بحث، بإشراف اللواء محمود أبو عمرة، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وقيادة العميد حسام عبدالعزيز، رئيس مباحث قطاع الشمال، والعقيد على نور الدين مفتش المباحث، والمقدم تامر فراج، رئيس مباحث قسم شرطة حدائق القبة.

وبتكثيف تحريات أحمد بدر، ويوسف القرشى، وأحمد عبدالحافظ، معاونو المباحث، تبين أن الزوجة دائمة الخلافات مع زوجها، وأنها سبق وأن تشاجرت معه كثيرا بشهادة الجيران وأشقائها، وأنها فى يوم الواقعة نشبت مشاجرة بينهما بسبب 100 جنيه نظرا لتكاليف المعيشة وعدم إنفاقه عليها، فقامت بعضه وطعنه فى جانبه الأيسر وسقط على إثرها غارقا فى دمائه، ولقى مصرعه وحاولت الزوجة إخفاء الجريمة، لكن بمواجهتها اعترفت بارتكابها الجريمة، وقتلها لزوجها.

تحرر المحضر بالواقعة وأحاله اللواء خالد عبدالعال، مساعد الوزير لأمن القاهرة، إلى النيابة التى تولت التحقيق وأمرت بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات.

التقينا بالزوجة القاتلة، أمام سراى النيابة، كانت شاحبة الوجه، شاردة الذهن، منكسة الرأس، تتمتم بكلمات وشفتاها تتحركان وكأنها تتكلم مع نفسها، اقتربنا منها، نظرت إلى الخلف، وقالت "اتركونى.. خلاص أنا قتلته وأخرتى حبل المشنقة".

بسؤالها عن سبب الجريمة؟ قالت "لا أعرف الشيطان السبب، بس أيضا هو عليه جانب كبير من الجريمة فهو يعلم أننى تحملت عيشته الصعبة، وتحاملت على نفسى ضيق العيش، فماذا كان يريد منى؟ هل كان يعتقد أننى سأصبر وسط ضغوط الحياة وأبنائه، لم أر معه يوم حلو منذ أن تزوجته، فقط يلقى على بالمسؤولية والحمل الثقيل ويذهب للجلوس على المقهى الذى ينفق فيه ثلث راتبه، نصحته أن يعمل مهنة أخرى أو يكتسب رزق بطريقة ما، المهم أن يكون على قدر مسؤولية أبنائه لكنه كان يضرب بكلامى عرض الحائط واليوم كانت النتيجة هو ذهب لدار الحق بعد قتلى له، وأنا أواجه مصير غامض، ومجهول ربما ينتهى بالإعدام وحبل المشنقة ربما ينتهى بالمؤبد، وها أنا أنتظر مصيرى وسط ترقب وقلق وحيرة وعدم ذوق طعم النوم.. ويا ليتنى لم أقتله".

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز