البث المباشر الراديو 9090
ماكرون
لاشك أن جميع الدول، بما فيها التى تروج حرية الرأى والتعبير، تسعى لاستقرارها الداخلى، حتى إن كان ذلك على حساب الحريات.

ومثالًا على ذلك، فرنسا -بلد الحريات- التى تعتبر فى مقدمة الدول التى تسعى لنشر حرية التعبير والرأى الآخر، إذ أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون أنه سيعدل قانون الإعلام هذا العام لمحاربة انتشار "الأخبار الكاذبة".

وجاء سبب ماكرون نحو هذا التعديل، فى أن ترويج الأخبار الكاذبة عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعى تعتبر خطرًا يهدد الديمقراطية والسياسات الداخلية للدولة، وذلك خلال حفل تقديم التهانى للصحافة بمناسبة العام الجديد.

وأكد ماكرون، خلال هذه المناسبة "إن كنا نرغب فى حماية الديمقراطيات الليبرالية، فينبغى أن يكون لدينا تشريع قوى"، مؤكدًا أن التشريع سيخص منصات التواصل الاجتماعى خاصة فى فترات الانتخابات.

ولعل الشغل الشاغل لماكرون هو كتم أنفاس وسائل التواصل الاجتماعى، ويبدو أن تناقل آلاف الوثائق الداخلية الخاصة به أثناء الحملة الانتخابية هو الدافع الأساسى فى فرض هذا القانون، إذ صرح حينها أن ذلك يعتبر محاولة لزعزعة الديمقراطية على غرار ما جرى فى الولايات المتحدة خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

لم يكتف ماكرون بذلك فقط، بل أعلن عن تعزيز سلطات هيئة ضبط الإعلام المرئى والمسموع لمكافحة أى محاولة إخلال تجريها خدمات تلفزيونية خاضعة لسيطرة أو تأثير دول أجنبية.

كان الرئيس الفرنسى، أكد، بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية، فى مايو الماضى، أن قناة "آر تى" ووكالة "سبوتنيك" العامة الناطقتين بالفرنسية ضمن أجهزة التأثير السلبى على مسار الديموقراطية فى البلاد.

كذلك لم ينس المحاولات الروسية، فى التأثير على الانتخابات الفرنسية الماضية، محاولة نشر الأكاذيب والدعاية المغرضة التى تستهدف ضرب الاستقرار الداخلى، حسب قول الرئيس ماكرون.

وكانت صحيفة "لوكنار أونشينيه" الفرنسية، ذكرت المحاولات الروسية فى التخل في الانتخابات الفرنسية الماضية، إذ أكدت أن أول هذه المحاولات كانت الرغبة فى قرصنة موقع إيمانويل ماكرون، زعيم حركة "إلى الأمام"، آنذاك، والتى رجحت استطلاعات الرأى أنه سيصل إلى الدور الثانى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.

وذكرت الصحيفة الفرنسية، أن المحاولات الروسية امتدت إلى محاولة اختراق أن موقع حركة "إلى الأمام"، الذى تعرض لحوالى 100 محاولة قرصنة فى نوفمبر 2016، مشيرًا إلى أنها ارتفعت فى يناير الماضى.

ذلك دعا الأمين العام لحركة "إلى الأمام"، ريتشارد فيراند، آنذاك، إلى دعوة السلطات العليا الفرنسية بضمان عدم تدخل قوة عظمى فى الديمقراطية الفرنسية، مضيفًا أن الأمريكيين تفطنوا إلى هذا الأمر لكن بعد فوات الأوان".

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز