البث المباشر الراديو 9090
البابا تواضروس
عشقه للأطفال يكشف عن نقاء سريرته، ويظهر حبه الكبير لهم من خلال القصص التى يرويها على القناة الفضائية التى أسسها لترعاهم وهى الوحيدة التى أطلقتها الكنيسة فى عهده وتسمى قناة "كوجى"، إنه البابا تواضروس رجل التسامح والوطنية والمحبة والمغفرة فى أجمل صورها

ولد البابا تواضروس الثانى باسم وجيه صبحى باقى سليمان، فى الرابع من نوفمبر عام 1952، وحصل على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الإسكندرية عام 1975، وحصل على بكالوريوس الكلية الإكليريكية وزمالة الصحة العالمية بإنجلترا عام 1985، وظل يعمل مديرًا لمصنع أدوية تابعا لوزارة الصحة بدمنهور، حتى ذهب فى 20 أغسطس 1986 إلى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، وظل طالب رهبنة حتى ترهبن فى 31 يوليو عام 1988، ورُسِّم قسا فى 23 ديسمبر 1989، ثم انتقل للخدمة بمحافظة البحيرة فى 15 فبراير 1990، ثم نال درجة الأسقف فى 15 يونيو 1997.

واصل البابا تواضروس مسيرة سلفه البابا شنودة الثالث الوطنية، حيث حافظ على دور الكنيسة الوطنى فى مسيرة بناء الوطن، وقاد سفينة الكنيسة الأرثوذكسية كربان حكيم وهو الدور الذى برز بشدة خلال العام الذى حكم فيه الرئيس المعزول محمد مرسى.

فى فبراير 2013 أسس مجلس الكنائس المصرية، والذى يضم قادة الكنائس المصرية فى خطوة انتظرها المسيحيون كثيرًا، ليكون أول مجلس موحد يجمعهم ويناقشون فيه قضاياهم، واتفق ممثلو الكنائس على أن يتولى البابا تواضروس رئاسة الدورة الأولى للمجلس تقديرًا له، وهذا المحور يكشف عن الفكر المسكونى –العالمى – له وهو محور يقوم على محبة الوحدة والتعاون مع مختلف الكنائس، وظهر ذلك فى زيارته الأولى للفاتيكان وفى الصلاة المشتركة مع رؤساء الكنائس والبابا فرنسيس بالكنيسة البطرسية فى أبريل 2017 وهى أيضا أول صلاة من نوعها فى الكنيسة.

وعلى محور الوطنية كان أول اختبار حقيقى للبابا تواضروس الثانى هو الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية فى أبريل عام 2013، أثناء حكم الرئيس المعزول مرسى فى واقعة غير مسبوقة فى تاريخ مصر، عقب الأحداث التى عرفت إعلاميًا بـ"أحداث الخصوص الطائفية"، وهو الحادث الذى قابله البابا تواضروس بحكمة كبيرة، واستطاع احتواء الموقف، وأخمد غضب المسيحيين من تلك الأعمال الإرهابية.

البابا فى الثورة

وخلال ثورة 30 يونيو 2013 شارك البابا تواضروس فى الاجتماعات التى سبقت عزل مرسى، كما كان حاضرًا خلال إلقاء الفريق أول حينها عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى بيان عزل مرسى بعد خروج أكثر من 33 مليون مصرى إلى الشوارع والميادين ينادون بزوال حكم الجماعة الإرهابية.

وعقب فض اعتصام الإخوان فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة يوم 14 أغسطس 2013، شنَّ أعضاء الجماعة الإرهابية هجمات أحرقوا ودمروا خلالها نحو 80 كنيسة ومبنى خدمات فى مختلف المحافظات، إلا أن البابا تواضروس رفض أى تدخل أجنبى فى القضية، وقال عبارته الشهيرة "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن" ودافع كثيرًا عن القضية المصرية أمام الضيوف والمسؤولين الأجانب الذى زاروا مصر خلال تلك الفترة، وأصبح حريصا أمامهم على التاكيد على أخذ الاقباط لحقوقهم وأن 30 يونيو ثورة شعبية وليست انقلابا عسكريا.

ومن أبرز المواقف الوطنية للبابا تواضروس، رفضه بصورة قاطعة أى حديث عن مشروع قانون أمريكى خاص بترميم الكنائس المصرية المتضررة، معلنا أن الحكومة المصرية قامت بواجبها الكامل فى إصلاح وترميم الكنائس بجهود وأموال مصرية.

كما أصدرت الكنيسة بيانا لها فى هذا الوقت أكدت فيه أن الرئيس السيسى أوفى بوعده بانتهاء الإصلاحات بنهاية العام الجارى، مشددة على أن الوحدة الوطنية فوق كل اعتبار ولا مجال للمساس بها إطلاقا.

كما رفض البابا قانون الكونجرس الأمريكى لحماية الأقباط حيث قالها بوضوح: "نحن نستقوى بالله فى السماء والمسلمين على الأرض، وروج البابا تواضروس الثانى من خلال زياراته الخارجية المتعددة لدول العالم للسياحة المصرية مؤكدا أن مصر بلد الأمن والأمان".

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز