حملة لا لخطاب الكراهية
ومؤخرا خضعت السياسية الألمانية بيتريكس فون شتورخ نائبة زعيمة حزب البديل اليمينى المتطرف، للتحقيق من قبل الشرطة بعد نشرها تغريدة تحريضية على "تويتر" و"فيسبوك"، ليلة العام الجديد، ضد المسلمين، اتهمتهم بأنهم جحافل من العصابات المغتصبين للنساء ويتسمون بالبربرية.
وجاءت تلك التغريدة بعد نشر شرطة كولونيا مجموعة من التغريدات تتضمن رسالة بعدد من اللغات بينها الإنجليزية والفرنسية والعربية والألمانية، للتهنئة بالعام الجديد، ما أغضب بيتريكس حيث اعتبرت أن التهنئة موجهة للمسلمين الإرهابيين بحسب ظنها.
ولم تكن تغريدة بيتريكس المحرضة على الكراهية ضد الإسلام والمسلمين، هى الأولى، حيث سبقها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قبل انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، حيث كان جزء من برنامجه الانتخابى أنه لن يسمح للمسلمين بدخول أمريكا بل وقد يقوم بترحيلهم إلى بلادهم أيضا، فى محاولة لاسترضاء فئات معينة لضمان نجاحه بالانتخابات، متناسيا أن ذلك يمثل تغذية لخطاب التطرف ومنح ذريعة للإرهابيين لارتكاب أعمالهم الإجرامية.
كما تصدر خطاب الكراهية صحفا عالمية، طالما طالبت بمحاربة الإرهاب ومواجهته، بينما تغذيه على الجانب الآخر عبر صفحاتها من خلال نشر كل ما يحرض ضد الإسلام والمسلمين مثل ما نشرته صحيفة شارل إبدو الفرنسية، من رسوم كاريكاتيرية تسخر من الرسول صلى الله عليه وسلم دون سبب أو مقدمات، ما أدى إلى هجمات إرهابية على الصحيفة قضت على كل من فيها، ما يؤكد فكرة أن تلك المعالجة للإرهاب جاءت بنتائج عكسية، حيث ظهر أمام العالم أن مرتكبى مذبحة شارل إبدو يدافعون عن الإسلام.
خبراء السياسة يؤكدون إن هناك خطابات غربية كثيرة، تدعم الإرهاب بشكل غير مباشر، كان آخرها خطاب السياسية الألمانية، الذى أعطت من خلاله حجة قوية للإرهاب بأن يرد عليها، خاصة أن تغريدتها ضد المسلمين غير مبررة، والتى تناست فيها أن هناك فارقا كبيرا جدا بين المسلمين الحقيقيين وبين من يدعون الإسلام ويتخذونه غطاء لأعمال عنف وإرهاب الهدف منها مصالح خاصة.
السياسيون يرون أن أول خطوة لمحاربة الإرهاب قبل الحلول الأمنية، هى وقف خطابات الكراهية فى كل دول العالم، واحترام عقيدة الآخر، وعدم خلط الأوراق والتعميم، حتى لا نجد من يتعاطف مع الجماعات المتطرفة، ويعطيهم الذريعة والعذر فى ارتكابهم أى أعمال عنف.
وكانت العديد من المنظمات المدنية فى دول العالم قد دشنت حملات بعنوان "لا لخطاب الكراهية" بعد تزايد حدته، مؤخراً حتى أصبح يهدد الإنسانية، ومنها الندوة الحوارية التى نظمتها مؤسسة المستقبل للإعلام والثقافة الفلسطينية، فى رام الله، بعنوان "الإعلام وخطاب الكراهية"، والتى شددت على أهمية تكريس العمل الإعلامى المهنى بعيدا عن الانجرار وراء دعاة خطاب الكراهية.