البث المباشر الراديو 9090
قصر هدى شعراوى
حالة من الحزن خيمت على المواطنين عامة، والأثريين خاصًة، لما شهده أحد القصور الأثرية بمحافظة المنيا، بعدما تعرض قصر المناضلة الوطنية هدى شعراوى، الكائن بوسط المدينة، لانهيار شبه كامل يوم الخميس الماضى.

يُقدر عمر القصر الذى كان مقرًا لشخصيات وطنية كبيرة فى التاريخ المصرى الحديث بنحو 115 عامًا تقريبًا.. وقد بدأت أعمال الاعتداءات عليه بسبب إغلاقه لفترات زمنية طويلة، وكان أبرز تلك التعديات فى عام 2007، بعد أن داهمه مجهولون وحاولوا وضع أيديهم عليه بحجة استئجاره من الورثة الشرعيين.

بينما تدخلت لجنة المعاينة الأثرية للقصر فى نفس العام، وأكدت قيام بعض الأشخاص بأعمال التخريب والهدم داخله، غير أن محافظ المنيا حينها تدخل وتم وقف أعمال الهدم وتحرر محضر بالمخالفات فى قسم شرطة المنيا حمل رقم 11056 لسنة 2007.

فى السياق ذاته، قال أحمد. م، أحد أهالى المنطقة المجاورة للقصر، إن الفنان القدير جميل راتب، وهو أحد أفراد العائلة، حيث تعد هدى شعراوى "عمة والدته"، عاد إلى محافظة المنيا، وتصدى لعددٍ من البلطجية الذين حاولوا اقتحام القصر عام 2009، وأجبرهم على المغادرة بالقوة وكاد الأمر يتحول إلى مشاجرة بالعصا والشوم إلى أن تدخلت الأجهزة الأمنية.

وقال مصدر بمديرية آثار المنيا، إن القصر رغم انضمامه للآثار منذ سنوات طويلة، فإنه خرج من التبعية الأثرية بسبب كثرة الأضرار التى لحقت به على أيادى الطامعين والبلطجية الذين تسللوا إليه عدة مرات بأمر من شخص ذى نفوذ كبير بمركز أبو قرقاص، وحاولوا هدمه، وبالفعل أصابوه بأضرار كبيرة، وخصوصًا جدرانه الداخلية، وقاموا بسرقة مقتنياته الزخرفية إلى أن تمكنوا من الهرب قبل تدخل أجهزة الأمن.

وأكد المصدر أن القصر ظل عدة سنوات تحت إشراف الآثار، ولكنه خرج من ذلك الإشراف، وأصبح حاليًا تابعًا لإدارة أملاك المحافظة، بعد أن تأكد مسؤولو الآثار أن الأضرار التى أصابته غيَّرت من طابعه الأثرى، وهو أمر مرفوض فى لوائح ومعاينات الآثار إلى أن انهار بالفعل مؤخرًا، وليس للورثة حق فى التعامل معه.

وأشار المصدر إلى أن محافظة المنيا لها حق التعامل الكامل مع قطعة الأرض المقام عليها القصر، وهى من تملك الآن الصلاحيات، سواء لإبقاء الوضع على ما هو عليه أو الهدم الكامل، أو توسعة الشارع، خصوصًا أن القصر مجاور لمسجد اللمطى الأثرى، وضمن الحرم الأثرى للمسجد، ولا يوجد تحويله لبرج سكنى أو ما شابه.

وعلى صعيدٍ متصل، أكد مصدر أمنى بمديرية أمن المنيا، أن القصر انهار تلك المرة بسبب سوء حالته، وأن ذلك كان متوقعًا منذ فترة طويلة، مؤكدًا أنه لا توجد شبهة جنائية فى تلك المرة لسبب الانهيار، وأن هناك قوة أمنية معينة على القصر لحين تدخل المحافظة، والتى لها حق الإشراف الكامل عليه حاليًا.

يذكر أن القصر كان ملكا لمحمد سلطان باشا، والد هدى شعراوى، وكان يشغل منصب رئيس مجلس النواب المصرى الأول فى عهد الخديو توفيق، وقد تزوجت ابنته، وهى فى سن الـ 13 من ابن عمها على الشعراوى الذى كان له دور سياسى ملحوظ فى ثورة 1919 وعلاقته بسعد زغلول، وانعكس هذا الدور عليها، فشاركت بقيادة مظاهرات للنساء عام 1919.

وأسست "لجنة الوفد المركزية للسيدات" وقامت بالإشراف عليها، وخرجت على رأس مظاهرة نسائية مكونة من 300 امرأة للمطالبة بالإفراج عن سعد زغلول ورفاقه، كما ساهمت فى تشكيل اتحاد المرأة المصرية المتعلمة عام 1914، وتأسيس جمعية الاتحاد النسائى عام 1927.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز