الشرطة
حادث قسم المقطم
كانت حالة من الغضب قد انتابت أهالى شاب توفى فى أثناء احتجازه داخل قسم شرطة المقطم، منذ ساعات، دفعتهم إلى التجمهر ومحاولة اقتحام القسم بالقوة، ما دفع قوات التأمين لتفرقتهم بإطلاق الأعيرة النارية والغاز المسيل للدموع، قبل أن تعلن مديرية أمن القاهرة، أن مديرها اللواء خالد عبدالعال، سيشرف بنفسه على جمع التحريات بشأن حادث الوفاة.
ويذكر أن قسم شرطة المقطم، تلقى إشارة من المستشفى بوفاة شاب بعد وصوله، وعلى الفور انتقل رجال المباحث إلى المستشفى لفحص البلاغ وتحرير محضر بالواقعة، وتبين أن الشاب توفى إثر تناوله جرعة من مخدر "الاستروكس"، كما تبين من المعلومات الأولية أن المتوفى مشهور عنه بيع هذا المخدر على شباب المنطقة.
الفوضى والقانون
خلفت سنوات مع بعد "25 يناير 2011"، حالة من الفوضى، انتشر فيها مشهد هجوم الجماعات الإخوانية على أقسام الشرطة، واقتحام المقرات الأمنية، وحرقها وقتل من فيها، مثل حادث "قسم شرطة كرداسة" الشهير، وما أن رحل حكم المعزول محمد مرسى وجماعته الإرهابية، حتى بدأت الدولة فى صياغة تعامل جديد بين الشعب والشرطة، يقوم على التكامل والمساواة والعدل.
وبالأمس القريب، وبالتحديد بالنظر إلى حادث كنيسة "مار مينا" فى حلون، شهدت مصر والعالم، أعظم تكاتف من أجل محاربة الإرهاب، عندما تلاحم أبناء من الشعب مع شرطيين لإنقاذ الكنيسة والأبرياء من موت محقق على يد إرهابى، الأمر الذى يعكس مدى ثقة العلاقة على أرض الواقع.
ويتضح من ذلك أن هناك خيطًا رفيعًا بين الفوضى والقانون، لا سيما أن مشاعر الغضب لدى أهل الشاب المتوفى كانت قوية، لكنها موجهة بموروث الماضى الذى خلفته فوضى حكم مرسى، وتناست أن مصر دولة قانون، تحتاج فقط الانتظار حتى يحصل كل إنسان على أرض الوطن على حقه.
فتنة الطابور الخامس
بدوره قال اللواء فاروق المقراحى، الخبير الأمنى: "إن ميراث الفوضى وكل ما حدث ويحدث أمور ترسخت فى داخل بعض الأفراد من الشعب الذين لا تزال أحداث 25 يناير، تدور فى آذانهم فاعتقدوا أن أسلوب العنف فى اتخاذ الحق هو المسيطر".
وتابع المقراحى لـ"مبتدا": "نحن فى دولة قانون والدولة التى لا تتستر على أحد، ووزارة الداخلية من أكبر أو أشد الجهات التى تحاسب أفرادها ضباطا وجنودا لأنها الجهة الوحيدة التى تتعامل يوميا صباحا ومساء مع المواطنين وأن عملها فى الأساس هو حماية المواطن وأخذ حقه وليس التعدى عليه، ولكن ميراث برامج التوك شو الليلية قبل وبعد أحداث 25 يناير، هى التى أدت ببعض الناس إلى سلوك هذا الطريق فليس بكسر هيبة الدولة وكسر هيبة القانون".
وأضاف: "لا نستبعد أن يكون هناك بنزين على النار وفتنة الطابور الخامس وجماعة الإخوان الإرهابية و6 إبريل، والاشتراكيين الثوريين والنشطاء الذين لا عمل لهم سوى أنه يمتلك "بذلة" ويخرج علينا هؤلاء جميعًا لا يريدون لمصر خيرًا أو لا يردون لمصر أن تتقدم وينتهزون الفرص، ليقولوا "نحن على أعقاب ثورة 25 يناير جديد"، ليظهروا حقدهم على الوطن بالعودة إلى الخلف وهذا مستحيل".
واستكمل: "إن كان أهل المجنى عليه أو المتهم أو الجانى أو المقبوض عليه، أصحاب حق فالداخلية أول من يعيد الحق إليهم، ولكن ليس بهذا الأسلوب ولا بهذه الطريقة، لأن الفوضى لن تجلب إلا فوضى".