البث المباشر الراديو 9090
نيويورك تايمز
لا تزال سياسة "عصا الإعلام"، التى ينتهجها الغرب قائمة، تُرفع فى وجه الدول أو المؤسسات أو الأشخاص، وفقًا لنفس الهدف، الساعى لـ"خلق رأى عام مناهض"، و"نيويورك تايمز" مثال حى، وشاهد عيان، أبرزته الساعات القليلة الماضية فى مصر.

تسريبات

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، السبت، فحوى تسجيلات قالت إنها مسربة، تضمنت توجيهات من "ضابط مخابرات مصرى"، لمن وصفتهم بمقدمى البرامج الحوارية البارزين، وهم عزمى مجاهد ومفيد فوزى وسعيد حساسين، بالإضافة إلى الممثلة يسرا، ويُفهم منها قبول القاهرة ضمنيًا لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

بدورها، كذبت القاهرة تقرير الصحيفة الذى أعده الكاتب الصحفى، ديفيد كيركباتريك، عبر بيان للهيئة العامة للاستعلامات فى مصر، أشار إلى أن نشر ادعاءات بشأن موقف مصر من قضية القدس، أمر لا يليق بصحيفة كبيرة مثل "نيويورك تايمز".

وقال البيان: "مواقف مصر من القضايا الدولية لا يتم استنتاجها من تسريبات مزعومة لشخص مجهول، وإنما يعبر عنها رئيس الدولة، ووزير الخارجية، والبيانات، والمواقف الرسمية، وجميع هذه الجهات أعلنت مواقفها بشأن القدس، وترجمته فعليا فى مواقف وإجراءات فى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى".

مصر فى عين "نيويورك تايمز"

منذ أسبوعين بالتحديد، نشرت "نيويورك تايمز" مقالًا تحت عنوان "مصر حليف فظيع"، انتقدت فيه السياسة المصرية فى الأعوام الماضية، والتى سلكت طريقًا يبعد عن توجهات الولايات المتحدة، بل وأضرّ بمصالحها الخارجية، فى ضوء إحراج القاهرة لواشنطن فى مجلس الأمن، بعد أن تقدمت بمشروع قرار يبطل قرار الرئيس الأمريكى ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ما دفع الولايات المتحدة لاستخدام حق الفيتو للإعتراض على القرار وحدها فى مواجهة إجماع دولى.

وسلط المقال الضوء على تأجيل زيارة نائب الرئيس الأمريكى، مايك بينس، إلى مصر وإسرائيل، إلى منتصف يناير الحالى، قالًا: "عندما يزور بينس مصر فإنه سيسير على خطى العديد من المسؤولين الأمريكيين، الذين توقفوا فى القاهرة ليثنوا على الشراكة الإستراتيجية بين الدولتين، هذا الحديث قد أصبح فارغًا وعفا عليه الزمن، ويجب على بينس خلال زيارته لمصر ألا يهتم بهذة الأمور الشكلية الآن".

واستكمل المقال: "مصالح الولايات المتحدة ومصر أصبحت متباينة بشكل كبير، ولم يعد هناك هدفًا مشتركًا فى العلاقة بينهما كما كان، يجب على بينس أن يكون واضحًا فى أن الدولتين بحاجة إلى إعادة تقييم للعلاقات، بدءًا من تخفيض مهول للدعم العسكرى الأمريكى إلى مصر، والذى من شأنه أن يرسل رسالة هامة إلى كل متلقى للدعم الأمريكى بأن المساعدة الأمريكية ليست "غير مشروطة"، كما يعتقدون".

ويشرط المقال أنه فى ظل التصرفات الإشكالية لمصر، فإنه يجب تخفيض المساعدة العسكرية السنوية حوالى 500 – 800 مليون دولار، وبشكل يتواءم مع القيمة الحقيقية التى تحصل عليها الولايات المتحدة من العلاقة، فحرمان مصر من الشعور بأحقية الحصول على الدعم قد يعطى نوعًا من النفوذ للحصول على تنازلات من القاهرة، وزيارة بينس هى فرصة للتأكد من حصول الولايات المتحدة على تعويضات مقابل إلتزاماتها تجاه مصر، "ما سيعيد مصداقية وسمعة الولايات المتحدة اللتين تشوهتا فى المنطقة"، بحسب رؤية الصحيفة.

إشعال الفتن ونشر الأكاذيب

وبالرجوع إلى ما نشرته الصحفية الأمريكية، عن مصر، فى العديد من الملفات العالقة والأزمات، يتضح أنها اتخذت منهجًا معاديًا، لا سيما بعد رحيل حكم "الإخوان"، بل وساهمت فى نشر الأخبار الكاذبة، لتأجيج الرأى العام، لا سيما فيما يتعلق بأزمة الطالب الإيطالى جوليو ريجينى.

كانت "نيويورك تايمز"، قد ذكرت أن واشنطن حصلت على أدلة قاطعة بتعرض ريجينى للخطف والتعذيب والقتل من قبل عناصر الأمن المصرية، وذلك فى غضون أسابيع بعد الكشف عن مقتله، واستشهدت بمصدر "لم تسمه" فى إدارة الرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، ذكر أن الأخير "سلّم أدلة دامغة على مسؤولية السلطات المصرية، إلى حكومة رئيس الوزراء الإيطالى السابق ماتيو رينزى، بناءً على توصية من وزارة الخارجية والبيت الأبيض".

على الجانب الآخر نفت الحكومة الإيطالية، هذه المزاعم ونقل التلفزيون الحكومى عن مصدر مسؤول فى رئاسة الوزراء الإيطالية، قوله: "لم تردنا من الولايات المتحدة أى أدلة قاطعة، كما زعمت صحيفة نيويورك تايمز".

اللعب على الأزمات

لم تكتف الصحيفة اللعب على الأزمات السياسية، بل راحت وحذرت من تبعات أزمة السكر فى مصر على سبيل المثال، وعنونت الصحيفة تقريرًا لها فى وقت الاحتفالات المصرية بذكرى نصر أكتوبر خلال 2016، قائلة: "مصر المحبة للحلوى تعانى أزمة سكر.. الشعب سينفجر"، مؤكدة أن أسابيع من نقص السكر فى الدولة أصابت المواطنين بالذعر وكشفت الغضب الكامن داخلهم تجاه الحكومة.

وأشارت الصحيفة إلى أن السكر لم يكن السلعة الأساسية الوحيدة التى شحت بالسوق المصرية، ولكن الأمر نفسه حدث مع لبن الأطفال ومع الأرز وغيرها من السلع، لتتكشف حقيقة الصحيفة الأمريكية فى محاولة التأجيج المستمر للرأى العام ضد مصر، وإدارتها.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز


اقرأ ايضاً