البث المباشر الراديو 9090
نيويورك تايمز
لم تكن فضيحة "نيويورك تايمز" الأخيرة، بشأن التسريبات المزعومة عن توجيهات ضابط مصرى لإعلاميين بارزين من أجل تبرير قرار القدس لترامب، الأولى من نوعها، فالصحيفة الجنائية للجريدة الأمريكية مليئة بالجرائم.

فضيحة جيسون بلير

فى عام 2003، قدم اثنان من كبار المحررين فى الصحيفة الأمريكية استقالتهما بعد ما يقرب من 5 أسابيع من كشف فضيحة أحد المحررين الجدد والصاعدين فى الصحيفة الشهيرة، لاعتياده فبركة وتزييف كتاباته‏،‏ حتى بلغ إجمالى ما كتبه من أخبار وتحقيقات من هذا النوع نحو 36 موضوعًا‏، وهو ما أثار عاصفة من الجدل بشأن مصداقية الصحيفة الأوسع انتشارًا على مستوى العالم‏.‏

وتسببت هذه الفضيحة، فى استقالة رئيس التحرير التنفيذى، هاويل راينز، "كان يبلغ من العمر 60 عامًا آنذاك"، ومدير التحرير التنفيذى، جيرالد بويد، "كان يبلغ من العمر 52‏ عامًا"، كما أعلن مالك الصحيفة وناشرها آرثر سلزبرجر، فى صالة التحرير الرئيسية للصحيفة بالطابق الثالث فى مبناها الشهير بوسط مدينة نيويورك احترامه الشديد لزميليه المستقيلين‏، وقال إنهما أقدما على خطوة جيدة انطلاقا من مبدأ انتمائهما للصحيفة العريقة.

بدأت القصة عندما أقدم الصحفى جيسون بلير، على كتابة تقارير وصفت بأنها مليئة بالأخطاء والتجاوزات‏، وهو الأمر الذى بدأت معه سلسلة من المشاعر السلبية بين أبناء المؤسسة‏،‏ بسبب رفض الكثيرين لأسلوب التعامل مع غير المهنيين.

وأثبتت هذه الأزمة قصورًا بالغًا فى عملية الاتصال الداخلى بين قيادات العمل الصحفى وبين غرفة الأخبار‏،‏ أحد أهم أقسام الصحيفة،‏ الأمر الذى أدى إلى وقوع الصحيفة فى أخطاء مهنية حولتها إلى ما يشبه الجزر المنعزلة‏، وهو ما دفع مالك الصحيفة وناشرها ليقول أن قلبه يعتصر ألما على ما حدث للكثيرين ممن عملوا وتتلمذوا على يد كل من راينز وبويد.

فضيحة العراق

أصدرت "نيويورك تايمز"، مذكرة استثنائية بشأن تغطيتها للعراق واعترفت بأنها تعرضت للتضليل بسبب وجود أسلحة دمار شامل، من مصادر منها الزعيم العراقى المثير للجدل أحمد الجلبى، وقال محررو الصحيفة فى مذكرة للقراء، نشرت تحت عنوان "التايمز والعراق" إنهم وجدوا "عددا من حالات التغطية لم تكن دقيقة كما كان ينبغى أن تكون".

وتابعوا: "إذا نظرنا إلى الوراء، كنا نتمنى لو كنا أكثر عدوانية فى إعادة النظر فى الادعاءات كدليل جديد ظهر - أو فشل فى الظهور".

وقالت الصحيفة إنه تم تشجيعها على الإبلاغ عن ادعاءات "مسؤولين أمريكيين مقتنعين بضرورة التدخل فى العراق"، بيد أنها اعترفت للمرة الأولى بأن حسابات الأسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية فى العراق لم يتم التحقق منها بشكل مستقل.

واعترفت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه عندما كتب صحفيون آخرون قصصًا يبدو أنها تتناقض مع ادعاءات برنامج أسلحة الدمار الشامل فى العراق، دفنت تقاريرهم، وقالت إنه كان على المحررين أن يطعنوا فى صحفيين على معلوماتهم لكنهم "ربما كانوا عازمين جدا على الاندفاع بالمجارف".

وأضافت أن "المواد التى تستند إلى ادعاءات مزعجة بشأن العراق تميل إلى الحصول على عرض بارز، فى حين دفنت فى بعض الأحيان مقالات المتابعة التى تسمى الأصليات موضع الشك وفى بعض الحالات لم يكن هناك متابعة على الإطلاق".

وقالت الصحيفة إنها تعتبر "قصة أسلحة العراق ونمط المعلومات الخاطئة أن تكون أعمالا غير مكتملة"، مضيفة "نعتزم تمامًا مواصلة تقديم تقارير عدوانية تهدف إلى تحديد الوضع".

ومن المعروف أن أحد الصحفيين النجمين فى صحيفة نيويورك تايمز، جوديث ميلر، اعتمد اعتمادًا كبيرًا على الجلبى للحصول على قصص عن أسلحة الدمار الشامل المزعومة فى العراق، بحسب اعتراف الصحيفة.

ونقلت الصحيفة، أيضًا عن مقال نشر فى 20 ديسمبر 2001، عن تحقيق لصحفى عراقى، قال فيه إنه عمل شخصيًا على "تجديد المنشآت السرية للأسلحة البيولوجية والكيميائية والنووية فى آبار تحت الأرض وفيلات خاصة وتحت حكم صدام مستشفى الحسين فى بغداد مؤخرًا منذ عام".

إلا أنه أضاف أنه عندما طلب من المنشق مؤخرًا أن يحدد للمسؤولين الأمريكيين المواقع، التى ادعى أنه عمل فيها، فإنه فشل فى القيام بذلك، وأضافت الصحيفة أن المسؤولين لم يجدوا أى دليل على وجود مثل هذه الأسلحة.

وقد أدت هذه الفضيحة إلى رحيل المحرر آنذاك، هاول رينز، ويعتبر على نطاق واسع أنه قد أضر بشكل خطير بصورة الصحافة الوطنية فى البلاد.

وأظهرت الأبحاث آنذاك، أن أكثر من نصف صحفيى الأخبار و46٪ من صحفيين محليين فى الولايات المتحدة "يعتقدون أن الصحافة فى نيويورك تايمز تسير فى الاتجاه الخاطئ".

كانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قد نشرت، السبت، فحوى تسجيلات قالت إنها مسربة، تضمنت توجيهات من "ضابط مخابرات مصرى"، لمن وصفتهم بمقدمى البرامج الحوارية البارزين، وهم عزمى مجاهد ومفيد فوزى وسعيد حساسين، بالإضافة إلى الممثلة يسرا، ويُفهم منها قبول القاهرة ضمنيًا لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

بدورها، كذبت القاهرة تقرير الصحيفة الذى أعده الكاتب الصحفى، ديفيد كيركباتريك، عبر بيان للهيئة العامة للاستعلامات فى مصر، أشار إلى أن نشر ادعاءات بشأن موقف مصر من قضية القدس، أمر لا يليق بصحيفة كبيرة مثل "نيويورك تايمز".

وقال البيان: "مواقف مصر من القضايا الدولية لا يتم استنتاجها من تسريبات مزعومة لشخص مجهول، وإنما يعبر عنها رئيس الدولة، ووزير الخارجية، والبيانات، والمواقف الرسمية، وجميع هذه الجهات أعلنت مواقفها بشأن القدس، وترجمته فعليا فى مواقف وإجراءات فى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى".

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز


اقرأ ايضاً