البث المباشر الراديو 9090
جمال عبدالناصر
فى عام 1880 كانت تعيش أسرة "سلطان" فى قرية بنى مر بمحافظة أسيوط، التى اشتهر أفرادها بالشجاعة والكرم وحدة الذكاء، وكانت تتخذ لنفسها مقاما بالجهة البحرية من البلدة، والتى أطلق عليها "رهبة آل سلطان".

المشهد الأول - "بنى مر - الإسكندرية"

عاشت الأسرة على الزراعة، شأن باقى الأسر، حيث كان الاهتمام بالتعليم قليلا، وعندما أنشئ أول كتاب بالقرية كان أول الطلاب فيه طفلا اسمه "عبدالناصر حسين"، المولود فى 11 يوليو 1888.

بيت الأسرة

سافر عبدالناصر إلى الإسكندرية وأكمل تعليمه وتوظف فى هيئة البريد، بل وتزوج من فتاة تنتمى إلى إحدى الأسر الكريمة بالمدينة الساحلية فى 1917، حتى أنجب نجله الأول "جمال" فى 15 يناير 1918 بشارع قنوات فى حى باكوس الشعبى.

المشهد الثانى - سؤال على مائدة الطعام

جلس الأب عبدالناصر وزوجته على مأدبة طعام ومعهما الطفل جمال، الذى لم يكن يبلغ وقتها التاسعة من عمره.

سؤال عجيب قطع به الطفل صمت الأسرة الصغيرة وهو: "لماذا نأكل نحن اللحم، والفلاحون الذين يرعون الماشية ويربونها لا يأكلونها؟"، فصمت الأب ولم يستطع الإجابة على هذا السؤال الذى نطق به طفل صغير، وهو السؤال الذى دارت حوله كل أفكار الزعيم جمال عبدالناصر فى حياته.

جمال مع والده وشقيقه

الأب أدرك منذ البداية أن ابنه "الطويل" مقارنة بين زملائه، حاد الذكاء، الذى يميل إلى العزلة والانطواء والتفكير بصمت، سيصبح شخصا مختلفا ولاشك، فعامله منذ هذا السن معاملة الرجال.

المشهد الثالث - رحيل قبل الأوان

جاء الطفل جمال إلى القاهرة ليدرس فى مدرسة "النحاسين" الابتدائية، ورعاه عمه الأستاذ خليل، الذى لاحظ أيضا انطواء الطفل وعدم اختلاطه بأقرانه بالشكل الأمثل، حيث كان جمال يقضى وقتا طويلا فى مراسلة أبيه وأمه بخطابات يخبرهم فيها عن حالته، ويطمئن منهم على صحتهم أيضا.

سنة واحدة على هذا الحال، حتى انقطعت أخبار الأم نهائيا، فسأل الطفل أباه فى أحد الخطابات، إلا أنه راوغه بشدة.

فى مدرسة النحاسين

وقت طويل مر على الطفل جمال وهو لا يدرى عن أمه شيئا، حتى سافر فى يوم إليهم للزيارة، وهنا عرف أن أمه غادرت الدنيا إلى عالم الآخرة، تاركة إياه وأشقائه عز العرب والليثى وشوقى الصغير، فى معية ورعاية الأب.

ماتت الأم الطيبة، وقد أخفى عنه الأب النبأ لفترة طويلة، وتألم جمال كثيرا لهذا الخبر، ومكث إلى جوار أبيه لفترة.

المشهد الرابع - أول مظاهرة

فى سنة 1930 استصدر إسماعيل صدقى، رئيس الوزراء، مرسوما بإلغاء دستور 1923، فثارت جموع الشعب، وانطلقت المظاهرات من كل شوارع القاهرة والإسكندرية، لتهتف لمصر وضد الاستعمار.

كان من بين الخارجين الصبى جمال، الذى خرج من مدرسته بالإسكندرية، ليهتف بعلو صوته "تحيا مصر.. ويسقط الاستعمار".

وصل الصبى جمال إلى ميدان المنشية، فانهال عليه رجال البوليس بالضرب، حيث أصابته عصا أحدهم لتنفجر من رأسه الدماء الغاضبة.

ربما تملكته من هذا اليوم روح الثورة، ربما تملكته روح قوة الوقوف فى وجه الظلم، وفى وجه الاستعمار.

المشهد الخامس - فولتير ويوليوس قيصر

لم تكن الكتب المدرسية هى ما يجذب الطالب جمال عبدالناصر، بل كانت تجذبه كتب أخرى.

كان من الطبيعى أن يميل إلى القراءة، إلا أن أهم ما قرأه وأثر فى شخصيته رواية توفيق الحكيم المهمة "عودة الروح".

قرأ جمال "الأيام" لطه حسين أيضا، مستلهما إرادة الرجل الجبارة لصنع المستحيل، انجذب نحو سير القادة والزعماء، فقرأ كتبا مبسطة تحكى عن قصص القائد الفرنسى الكبير نابليون بونابرت، وكذلك الخليفة عمر بن الخطاب، وغاندى وهانيبال والإسكندر الأكبر.

قرأ لفولتير وجان جاك روسو والكثيرين من فلاسفة العصر الحديث، كل ذلك أهله لأن يكون عضوا فى هيئة تحرير المجلة المدرسية لمدرسة النهضة المصرية الحديثة الثانوية، وكان أول موضوع يترجم كل تطلعاته السابقة مقال عنوانه "فولتير.. رجل الحرية".

ولأن الزعامة كانت تضرب فى جذوره، جسد الطالب جمال شخصية البطولة فى مسرحية "يوليوس قيصر"، والتى عرضتها المدرسة فى حفلها السنوى، حيث وقف الصبى الذى نضج قبل أوانه أمام وزير المعارف أحمد نجيب الهلالى فى مسرح "برينتانيا"، ليمثل دور القائد الرومانى العظيم.

المشهد السادس - رصاصة فى الرأس

العام 1935 كان يمثل لجمال الكثير. فى 13 نوفمبر منه وقف جمال ليهتف بكل قوة ضد ظلم القصر والاستعمار، فى فناء مدرسته، وكان المجتمع ككل يغلى، إلا أن طلاب المدارس والجامعات كانوا فى الصفوف الأولى.

والده يطمئن عليه

الأحداث تفاقمت بقوة، والغضب زاد بشدة، خصوصا بعد أن واجه البوليس تلك التظاهرات بالقمع الشديد الذى وصل إلى الرصاص الحى، وكان جمال هو مندوب اللجنة التنفيذية لطلبة المدارس الثانوية، وكان هو أحد المحركين الرئيسيين لحركة التظاهرات، حيث أنه اجتمع فى ميدان الإسماعيلية "التحرير" ليتفق مع نظرائه على خريطة التحرك.

كان جمال يتقدم صفوف مظاهرات طلاب المدارس، التى اتخذت قراراها للتوجه للالتحام بتظاهرات الجامعة المصرية، إلا أن حادث فتح كوبرى عباس حال دون ذلك.

المدهش أن الفتى شديد الذكاء ابتكر حيلة الوصول إلى الجامعة عبر المراكب الشراعية، وبالفعل استأجر هو وزملاء له عدة مراكب ليعبر بها النيل، إلا أن رصاص الشرطة وبعض جنود الإنجليز كان بالمرصاد، فقتل اثنين من زملائه وأصابه هو برصاصه فى جبينه.

انتصر جمال ورفقائه، وعاد دستور 1923 من جديد.

المشهد السابع - الكلية الحربية

- عضو بلجنة كشف الهيئة بالكلية الحربية: اسمك إيه؟

جمال: جمال عبدالناصر حسين

- عضو اللجنة: أبوك بيشتغل إيه؟

جمال: موظف بمصلحة البريد

- عضو اللجنة: موظف كبير؟

جمال عبدالناصر: لأ.. موظف بسيط

- عضو اللجنة: بلدكم إيه؟

جمال: بنى مر.. مركز أسيوط

- عضو اللجنة: فلاحين يعنى؟

جمال عبدالناصر: أيوه

أول صورة له فى الكلية الحربية

- عضو اللجنة: فيه حد من عيلتكم كان ضابط جيش؟

جمال عبدالناصر: لأ

- عضو كشف الهيئة بالكلية الحربية: أمال إنت ليه عاوز تبقى ضابط؟

جمال عبدالناصر: علشان أبذل دمى فداء للوطن

- عضو اللجنة: عندكم أملاك؟

جمال عبدالناصر: إحنا ناس كادحين

- عضو اللجنة: فيه حد اتكلم علشانك؟

جمال عبدالناصر: أنا واسطتى ربنا

- عضو لجنة كشف الهيئة: أنت اشتركت فى مظاهرات 1935؟

جمال عبدالناصر: أيوه

  • عضو لجنة كشف الهيئة: طيب اتفضل

هذا الحوار تكرر مرتين، الأولى فى يونيو سنة 1936، وتم رفض قبوله طالبا فى الكلية الحربية رغم نجاحه ولياقته الطبية، ومرة أخرى فى أغسطس من العام نفسه.

والمرة الثالثة كانت فى مارس من العام 1937، وفيها نجح جمال فى الالتحاق بالكلية التى طالما أحبها لإيمانه بأن الجيش هو الطريق الوحيد لتحرير الوطن، تاركا دراسة الحقوق التى استغرق فيها 5 أشهر كاملة.

المشهد الثامن - زغلول

مرت سنوات الكلية الحربية بحلوها ومرها، واستطاع أن يبرز اسم جمال عبدالناصر فيها بقوة، طالبا ومدرسا، وطاف جمال شرق مصر وغربها، وشمالها وجنوبها، وشارك فى حرب فلسطين وكانت له بطولات كبرى.

عاد جمال إلى مصر محملا بقوة كبيرة ضد الاستعمار، بعد معاناته من حرب ضروس، وحصار بالفلوجة.

إيمانه الأول والرئيسى بأن الجيش هو طريق الحرية والتحرر سيطر عليه، فالتحق بتنظيم الضباط الأحرار، وعُرف البيكباشى جمال عبدالناصر بين أعضاء التنظيم باسم حركى ألا وهو "زغلول".

المشهد التاسع - المنشية

قامت ثورة يوليو، وطرد الضباط الأحرار، الملك فاروق، بقيادة حقيقية من جمال عبدالناصر وظاهرية من اللواء محمد نجيب، وانتخب جمال عبدالناصر رئيسا للجمهورية، ومرت الأحداث بسرعة شديدة على الرجل، ليأتى يوم وحدث مهم فى حياته.

جلس عبدالناصر حسين "أبو جمال" فى صفوف المشاهدين والمستمعين لابنه، بميدان المنشية يوم 26 من شهر أكتوبر فى سنة 1954.

وما أن أطلق الإخوانى محمود عبداللطيف رصاصات مسدسه فى اتجاه جمال حتى سقط الأب مغشيا عليه، بينما ظل الزعيم يخطب فى الناس قائلا: "إذا مات جمال عبدالناصر.. فكلكم جمال عبدالناصر".

أفاق عبدالناصر فوجد ابنه أمامه يبتسم ويقول له "أنا بخير".

المشهد العاشر - النكسة

لم يكن المصور التلفزيونى يعرف ماذا يحدث على أرض المعركة فى سيناء، إلا أنه كان يتابع الوجوه الحزينة فى قصر الرئاسة، مثل كل المصريين فى الأيام الأربعة التالية ليوم 5 يونيو 1967.

جاء مصور التلفزيون الخاص بالزعيم ليجلس فى غرفة غير اعتيادية بمقر القيادة، وضع كاميرته فى وضع غير محبب، لينتظر المجهول مثل الكثيرين، وفجأة يدخل الزعيم جمال عبدالناصر ليجلس على الكرسى، ويضع أوراقه أمامه ليسأل عن جاهزية الكاميرا، فيخبره المصور بأنها جاهزة.

ينطلق الزعيم بالكلمات: "أيها الـخوة: لقد تعودنا معاً فى أوقات النصر وفى أوقات المحنة.. فى الساعات الحلوة وفى الساعات المرة، أن نجلس معاً، وأن نتحدث بقلوب مفتوحة، وأن نتصارح بالحقائق، مؤمنين بأنه من هذا الطريق وحده نستطيع دائماً أن نجد اتجاهنا السليم، مهما كانت الظروف عصيبة، ولا نستطيع أن نخفى على أنفسنا أننا واجهنا نكسة خطيرة، لكننى واثق بأننا جميعاً نستطيع أن نجتاز موقفنا الصعب، أمامنا الآن عدة مهام عاجلة، المهمة الأولى: أن نزيل آثار هذا العدوان علينا، وأن نقف مع الأمة العربية موقف الصلابة والصمود، وبرغم النكسة، فإن الأمة العربية بكل طاقاتها وإمكانياتها قادرة على أن تصر على إزالة آثار العدوان".

وأضاف: "المهمة الثانية أن ندرك درس النكسة ونصل إلى نقطة مهمة فى هذه المكاشفة بسؤال أنفسنا: هل معنى ذلك أننا لا نتحمل مسؤولية فى تبعات هذه النكسة؟ وأقول لكم أننى على استعداد لتحمل المسؤولية كلها، ولقد اتخذت قراراً أريدكم جميعاً أن تساعدوننى عليه: لقد قررت أن أتنحى تماماً ونهائياً عن أى منصب رسمى وأى دور سياسى، وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدى واجبى معها كأى مواطن آخر وتطبيقاً لنص المادة "110" من الدستور المؤقت الصادر فى شهر مارس سنة 1964، فلقد كلفت زميلى وصديقى وأخى، زكريا محيى الدين، بأن يتولى منصب رئيس الجمهورية، وأضع كل ما عندى تحت طلبه".

يبكى المصور ويبكى المصريون جميعا، ويصرخوا صرخة واحدة.. لا تتنحى.

المشهد الحادى عشر.. قفزة إلى تاريخ حديث

عبدالناصر يتحدث إلى نفسه: "لم أكن أتخيل بعد هذه الصداقة وكل هذا الحب أن يتم اتهامى بقتل رفيق رحلتى عبدالحكيم عامر، لقد ظهرت إلى الجميع وأكدت أننى أتحمل المسؤولية كلها، بل وأعلنت ابتعادى عن المشهد، إلا أن الشعب المصرى قرر إعادتى من أجل أمر واحد وهو الانتصار، ولأن بداية طريق الانتصار هو معرفة الأخطاء كان من الضرورى أن نحاسب أنفسنا جميعا، وأنا أولهم، فحكيم الذى سميت ابنى على اسمه، والذى سمى ابنه على اسمى، كان مسؤولا عن الجيش، والجيش هو الذى خسر فى معركة يونيو، لذا كان الحساب طبيعيا، أما عن وقائع الليلة التى رحل فيها فيعلمها الله تعالى، لقد أحزننى وفاته أيا كانت الطريقة التى مات بها. لقد أشعرتنى بأن جزءًا منى قد ذهب".

المشهد الثانى عشر .. الماء الدافىء والملح

خرج جمال عبدالناصر من مؤتمر القمة إنسانا منهكا متعبا، وقال للقريبين منه إنه سيضع قدميه فى الماء الدافئ والملح، ثم ينام يوما كاملا، ويدلل الراحل محمد حسنين هيكل على ذلك أن ناصر شعر بوعكة شديدة وهو يودع أمير الكويت الأمير صباح السالم الصباح "آخر الزعماء العرب المغادرين أرض المطار"، وطلب أن تأتى السيارة ليستقلها، حيث كانت طبيعته أن يسير هو إليها، لكن شعوره بالألم كان أقوى منه.

على الفور طلب الزعيم من سكرتيره محمد أحمد، أن يحضر الطبيب الخاص به، الصاوى حبيب، ولما حضر تأكد أنها نوبة قلبية جديدة يعانى منها قلب الزعيم، فاستدعى طبيبين آخرين، وعددا ممن سيروا أمور البلاد خلال غياباته المتكررة.

المشهد الثالث عشر والأخير.. مات السبع

رقد جمال عبد الناصر متمددا فى فراشه بالبيجامة الزرقاء فى حجرة نومه الواسعة، وقد أصيب بنوبته القلبية الثانية فى الخامسة من يوم 28 سبتمبر من العام 1970، وكسر الزعيم تعليمات الطبيب بالراحة ومد يده ليفتح راديو "الترانزيستور" المجاور لسريره، حيث ملأت الحجرة أنغام اللحن المميز الذى تمهد به القاهرة لنشرة الأخبار، وعاد يتمدد فى رقدته يتابع الموجز، ثم أقفل الراديو قائلا: "لم أجد الخبر الذى كنت أتوقع أن أسمعه!". وبعد ذلك بدقائق أسلم روحه لله وغادر الدنيا.

عن هول اللحظة يقول هيكل، إن الزعيم أسلم روحه لله بهدوء شديد، حتى إنه لم يهتز إلا عندما أرسل جهاز الصدمة الكهربائية ثلاث شحنات راعدة، عبر جسده الطاهر، فكان المرجو أن تؤدى هذه الصدمات إلى دفع قلبه أن يخفق من جديد، لكن قضاء الله قد حل، وانتقلت عدوى يأس الأطباء إلى كل من حول الزعيم فى هذه اللحظات.

غطى الطبيب وجه الزعيم بملاءة بيضاء وانطلق ينتحب، دون أن يحاول السيطرة على نفسه، ثم أبلغ زوجته السيدة تحية، التى دخلت إلى الحجرة وأزاحت الغطاء لتقبله على جبينه.

التفت حسين الشافعى صوب القبلة يركع ويصلى، بينما وقف أنور السادات خلف السرير المسجى عليه جسد الزعيم، وأخذ يتلو آيات من القرآن، أما هيكل نفسه فأخذ يردد كلمات مثل "يا رب.. مش معقول"، نزل الجميع من الغرفة، وأنين الزوجة يتردد فى الآذان.

طال الحديث فى ما بين عقلاء الدولة، فنصح هيكل الجميع بضرورة الدعوة لاجتماع مشترك بين مجلس الوزراء واللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكى، للإعلان عن موت الزعيم، وتنصيب أنور السادات رئيسا مؤقتا حسب نص الدستور، فلم يعترض أحد، وفى هذه الأثناء ذهبت سيارة إسعاف لنقل جثمان عبد الناصر إلى قصر القبة، حيث صاغ هيكل أيضا بيان الوفاة.

السادات طلب منه أن يذيع البيان بنفسه، ولكن هيكل رفض، مؤكدا ضرورة أن يشعر المصريون بالاستمرار بعد معرفة نبأ موت الزعيم. ولكن ما حدث هو حزن عام.

فبعد انتهاء السادات من تلاوة البيان اندفع الناس من بيوتهم فى جوف الليل واتجهوا إلى محطة الإذاعة على ضفاف النيل "هم دائما طوال تاريخهم فى لحظات الانفعال القصوى يهرولون إلى النيل"، بينما تحلقت النسوة يصرخن ويعددن "السبع مات.. السبع مات".

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز