مولد الحسين
ومن المقرر أن يشهد الاحتفال وفقًا لما جرت عليه العادة، تواجد عشرات الآلاف من مريدى ومحبى آل البيت الكرام من شتى محافظات الجمهورية ومن خارج مصر، ويصطحب الاحتفال بالمولد العديد من الطقوس والعادات فى مشهد يمثل مزيد من الفرحة والبهجة لدى الزوار.
فرحة لزوار الحسين
وأكد الشيخ عبد الهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، أن الاحتفال بمولد الإمام الحسين رضوان الله عليه، سيكون رسالة بأن مصر تتمتع بالأمن والأمان، مؤكدًا أن بدء الاحتفال سيكون بعد غدٍ الثلاثاء، فى حضور لفيف من مشايخ الطرق ومريدى آل البيت الكرام.
وأوضح شيخ مشايخ الطرق الصوفية، أن الاحتفال سيستمر حتى نهاية الأسبوع القادم، وأن مشايخ الطرق الصوفية حريصة أشد الحرص على أن يكون الاحتفال يتميز بأخلاق المتصوفة من نشر المحبة والسلام، وأن هناك تنسيق على أعلى مستوى بين المجلس الأعلى للصوفية وبين الجهات المعنية، وفى مقدمتهم الأجهزة الأمنية، من أجل خروج الاحتفال بشكل أمان.
وتابع:" أنه يتعين على جميع مشايخ الطرق الصوفية، أن تلتزم بتعليمات الجهات فى تدشين السرادق الخاصة بالطرق الصوفية وعدم إعطاء أى فرصة من محاولات النيل من موالد الصوفية من قبل الأيادى الخبيثة التى تستهدف الوطن ومؤسساته، عقب نشوب ثورة الثلاثين من يونيو، منوهًا أن أبناء الصوفية سيضربون أروع الأمثلة فى التعاون وخدمة زوار الحسين، وأن المولد ليس مناسبة صوفية بحسب بل يشارك به جموع المصريين ولفيف من أبناء الخارج، ويعد بمثابة فرحة عارمة لدى عشاق مريدى الحسين باستقبال مولده من كل عام.
سرادق للصوفية بالحسين
تحرص مشايخ الطرق الصوفية والبالغ عددهم وفقًا للإحصاءات الرسمية لمشيخة الطرق الصوفية 76 طريقة مسجلة وفقا للقانون رقم 118 لسنة 1976 على أقامة العديد من السرادق فى أنحاء مختلفة من محيط ساحة الحسين.
وتستهدف مشايخ الطرف والمحبين للحسين ولا آل بيته النبى الحبيب المصطفى من تلك السرادق خدمة زوار الحسين فى تقديم المأكل والمشرب لهم طول أيام المولد خاصة المأكولات المعروفة بالمولد من فتة ولحمة.
بينما تقام بالعديد من السرادق حلقات الذكر والابتهالات، فضلا عن استضافة صغار المنشدين من شباب الإنشاد من الجنسين، مقدمين حلقات غنائية وابتهالات تثير إعجاب وفرحة الزوار من كل الأطياف والأعمار.
حلوى ولعب أطفال
وخلال تلك الأونة وعلى مدار احتفالات المولد بالحسين، تنشر فى الساحات المحيطة بالمسجد العديد من بائعى الحلوى، والذين يفترشون مداخل ومخارج المسجد قاصدين بيع الحلوى لزوار المولد.
وفى المقابل ووفقا لما جرت عليه العادة، تهتم الأسر المصرية بشراء الحلوى من بائعى الحلويات بالمولد كنوع من العادة، فضلا عن اصطحاب الأطفال وأفراد الأسرة فى فرحة وبهجة عارمة تملئ قلوب الزوار.
فيما تنتشر الملاهى والمراجيح بساحات الحسين، وكذلك يفترش بائعى الكتب الدينية والسبح مداخل وأبواب المسجد، خاصة كتب السيرة النبوية وكتب للسيدة زينب والإمام على والحسن والحسين رضوان الله عليهم، نتيجة لحرص قطاع عريض من الزوار على شراء الكتب الدينية فى تلك الذكرى.
روائح العطر والمسك
تقوم وزارة الأوقاف ممثلة فى مجلس إدارة الحسين فى تنظيف جميع مداخل ومخارج المسجد، وكذلك القيام بنظافة الفرش الخاص بالمسجد استقبالا لزوار الحسين من كل عام.
وتشدد الوزارة على خطيب مسجد الحسين وعلى جميع العاملين، على عدم السماح بممارسة أى طقوس مخالفة للشرع عند الضريح، خاصة الطقوس الشيعية، حيث يذهب المعتقد الشيعى إلى القيام بمسح أحذية زوار الحسين من باب خدمة زواره، الأمر الذى ترفضه الوزارة وبشدة.
وفى المقابل تقيم بعض الطرق الصوفية داخل صحن المسجد، حلقة الذكر الخاصة بالطريقة فى وسط حضور عدد من أبناء الطريق وبمعرفة ورعاية شيخ الطريقة.
وفى المقابل تنتشر الحركات السلفية فى مختلف أرجاء الحسين منذ نشوب الاحتفال وحتى نهايته، وذلك لرصد أى تواجد شيعي، غير أن إدارة المسجد تقوم بتهيئة الضريح لاستقبال زواره بالعديد من روائح العطر والمسك.
احتفال رسمى
وفى الليلة الكبيرة تقيم مشيخة الطرق الصوفية احتفال رسمى لها بمولد الحسين، حيث يحرص شيخ مشايخ الطرق الصوفية على إلقاء كلمة عقب صلاة العشاء داخل صحن المسجد، فى حضور مشايخ الصوفية وأعضاء المجلس الأعلى ولفيف من المسئولين وعدد من نواب مجلس النواب.
كما تقيم المشيخة سرادق خاصة بها تستقبل المهنئين من كافة الأطياف، ويكون السرادق بجوار ساحة الحسين وتقام به حلقات الذكر طول أيام الاحتفال.
تهامى ليالى المولد
قال المنشد والمبتهل محمود التهامى، نقيب المنشدين والمبتهلين، أنه سيقوم بإحياء الليلة الكبيرة يوم الثلاثاء بعد القادم بابتهالات فى حب آل البيت.
وأوضح التهامى، أن المولد هذا العام سيكون رسالة قوية بأن مصر عصية على الإرهاب، وأنه لديه شوق كبير على لقاء جمهوره، خاصة وأن مولد الإمام الحسين يعد فرصة كبيرة للتلاقى مع جمهور الدراوييش ومحبى أل اليبيت.
وتابع:" أنه والده الشيخ ياسين التهامى سيقوم بإحياء الليلة الختامية" اليتمية" يوم الأربعاء بعد المقبل، وأنه سيقدم العديد من قصائد ابن الفارض، وأنه يثق فى قوة الأجهزة الأمنية فى تأمين احتفالات المولد والذى يشهد ما يتجاوز المئة ألف.
مقاهى الحسين
يعد مولد الحسين، والذى يقام مرتين من كل عام، الأولى مطلع العام ويسمى مولده، والآخر رجبية الحسين وتمثل ذكرى دخول الرأس الشريفية للقاهرة، مناسبة قوية للشغل وكسب الرزق خاصة لمقاهى الحسين.
فمقاهى الحسين تنظر للمولد مناسبة قوية لوجود الزبائن، حيث تقوم الأسر بالجلوس على المقاهى المجاورة فى الحسين فى إطار عائلى وأسرى يربطهما ويجمع بينهما كل مشاعر الحب والمودة.
غير أن مشاعر الحب لا تختفى عن مولد الحسين، بل تتجلى الكثير من مشاعر الحب بين الفتيات والشباب فى مولد الحسين، فيقوم البعض بمطالبة عازفى العود بتقديم أكثر من فقرة عزف موسيقية له فى وجود الحبيبية، الأمر الذى يجعل من عازفى العود منتشرين فى أرججاء الحسين.
