تميم بن حمد
مساع قطر لشراء الدعم الإفريقى، ودعم الكيانات الملوثة تحت ستار العمل الخيرى، لم تنطوى على قادة إفريقيا، وهو ما ظهر من خلال التهميش السياسى والإعلامى لزيارة أمير الدوحة، بل وصل الأمر إلى خروج عدد من المسؤولين إقليميا ودوليا بتحذيرات من الأهداف المشبوهة للزيارة.
ويبدو أن استراتيجية قطر فى إفريقيا والتى اعتمدت على ضخ استثمارات ضخمة لتحقيق أهدافها وكسر عزلتها فشلت بشكل واضح، بعد أن أظهر تميم مساعيه لتقويض الدور السعودى، متناسيا العلاقات القوية بين المملكة ودول القارة السمراء.
والحقيقة أن الدول الإفريقية تنظر إلى الدوحة باعتبارها محفظة نقدية فقط، وليست مستثمرًا حقيقيًا بمشروعات تنموية تدر أرباحًا تعود بالنفع على البلاد.
فبدلًا من محاولات أمير قطر لتشويه صورة السعودية خاصة والدول المقاطعة عامة أمام قادة إفريقيا، كان الأحرى له أن يتكفل بإيجاد سبيلًا لسد احتياجات شعبه من السلع الغذائية والتى تقدر بنحو 90%، والبدء فى خلق فرص للاستثمار مجددًا بعد أن فقد ثقله بالمنطقة العربية.
ورغم تحذير المراقبين والخبراء من سعى "تميم" للتغلغل فى القارة السمراء من خلال إغراءات المال عبر ما تسميه العمل الخيرى ودعم العلاقات الاقتصادية، إلا أن الأمير تميم لم يتراجع عن موقفه، وأخذ يوجه طعنات فى ظهر الوطن العربى.
المحاولات اليائسة التى يقوم بها الأمير الصغير من أجل الحد من الخسائر الاقتصادية الفادحة، والعزلة الدولية التى يعيشها، تحولت إلى كتل نارية عصفت بكل ما هو يابس فى الدويلة الصغيرة، وذلك بعد كشف الستار عن الجهد التخريبى لها من أجل ضرب استقرار مصر وليبيا.
السعى القطرى لبناء شريان دائم للتطرف فى عدد من بلدان إفريقيا، كان بداية لتحويل مالى إلى ملاذ للإرهابيين من مختلف العالم تحت راية "حركة التوحيد والجهاد المتطرفة"، التى توجه سهامها لمعارضى الدوحة من الدول المجاورة.
فعادة ما تركز الدويلة الصغيرة على 5 تنظيمات إرهابية تعتمد على تجارة المخدرات والسلاح، أهمها حركة "تحرير أزواد" و"أنصار الدين" و"أنصار الشريعة" و"كتائب أنصار الإسلام والمسلمين" بجانب تنظيم القاعدة.
وما زاد الأمر سوءًا هو وجود تأكيدات وأدلة تثبت توفير قطر الغطاء السياسى للجماعات الإرهابية، فى مناطق الصراع "سوريا - اليمن - ليبيا - العراق"، رغم أن القانون الدولى يجرم تلك الممارسات، إلا أن الدوحة غضت الطرف عما تقدمه من دعم لوجيستى للمتطرفين، بحسب مسؤول فى وزارة الخزانة الأمريكية، نقًلًا عن صحيفة "التليجراف" البريطانية.
ووفقًا للصحيفة، فإن قطر لم تكتف بدعم التنظيمات الإرهابية كـ"القاعدة والحوثيين"، بل جعلت خزائنها تحت إمرة الإخوان المسلمين فى قارة إفريقيا.
وفى هذا الصدد يجب التأكيد على أن الدعم اللوجيستى الذى تقدمه الدوحة لحلفاء الشر قد يعجل برحيل نظام "آل حمدين" من سدة الحكم، بعد أن تعالت الأصوات المناهضة فى الشارع القطرى.