البث المباشر الراديو 9090
ترامب وكيم
أخذ الصراع بين كوريا الشمالية وأمريكا وحلفائها فى التراجع تدريجيًا مؤخرا، لكنه عاد ليصبح حديث الساعة اليوم، وذلك بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب استعداده للحوار المباشر مع بيونج يانج، فى خطوة ينظر لها العالم بحذر شديد.

بالأمس كانت لغة التهديد والوعيد هى السائدة بين القطبين الأمريكى والكورى، وتبعها حرب تصريحات، حيث وصف الرئيس ترامب نظيره كيم بالمضطرب عقليًا، ليرد عليه الأخير بأنه هتلر، ليظل التوتر سائدا حتى بلغ ذروته، ويصل إلى إمكانية إشعال حربًا نووية.

واليوم فاجأنا الرئيس الأمريكى بعدوله عن توجيه ضربة عسكرية إلى كوريا الشمالية، واستعداده للحوار المباشر مع زعيمها دون أى شروط مسبقة، بحسب تصريحات وزير الخارجية ريكس تيلرسون.

وتأكيدًا على ذلك، خرج ترامب فى مؤتمر صحفى ليدلى بتصريحات حول إيمانه بالحوار، وعدم وجود مشكلات تعوق التواصل المباشر مع نظيره الكورى الشمالى.

تصريحات ترامب جاءت فى أعقاب إعلان كوريا الشمالية تحقيقها الهدف الأكبر بأن تصبح دولة نووية وإمكانية استهدافها للقارة الأمريكية برمتها.

التراجع المفاجئ للإدارة الأمريكية عن مجابهة زعيم بيونج يانج، أثار تساؤلات عديدة أهمها: هل نجح كيم ببث الرعب فى نفوس إدارة ترامب؟

لا يُعتقد أن قرار ترامب جاء بدافع الخوف من الزعيم الكورى كما يردد الكثيرون فى المحافل الدولية، لكن يبدو أن توجيه ضربة عسكرية مباشرة إلى بيونج يانج سيغير من توازن القوى فى المنطقة، وقد يضع منطقة شرق آسيا بالكامل فى خطر بالغ.

ليس هذا فقط، ولكن فقدان الإدارة الأمريكية لدعم روسيا والصين، يشكل صعوبة بالغة فى توجيه ضربة محدودة لردع قدرات كوريا الشمالية.

الضربة الموجعة التى تلقاها ترامب أيضًا، تمثلت فى تراجع الشعب الكورى الجنوبى عن مواقفه المعادية مع جارته الشمالية ورفضه تأييد التصعيد العسكرى.

موقف الشعب الكورى الجنوبى، دفع الحكومة إلى اقتراح عقد محادثات عسكرية مع نظيرتها الشمالية، لوقف جميع التصرفات العدوانية فى الخط العسكرى الفاصل، وعقد اجتماع الصليب الأحمر لمناقشة لم شمل الأسر المشتتة.

المحادثات الثنائية التى ستجمع الشقيقين، كانت إحدى الأسباب التى دفعت الإدارة الأمريكية إلى الترحيب بالحوار المباشر، واعتبرتها خطوة نحو تحسين العلاقات، رغم ما تنتهجه واشنطن من قمع وحصار اقتصادى بحت لكوريا الشمالية.

يمكننا القول إن الرئيس الأمريكى يخشى تكرار تجربة النووى مجددًا، بعد ما عانته هيروشيما ونجازاكى من دمار، خلفت ورائها ملايين القتلى، ما يؤكد أن الحرب العسكرية بين البلدين مستبعدة، وأن نظرية أمريكا فى السيطرة على العالم ستبوء بالفشل.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز