
الاستزراع السمكى بقناة السويس
القيادة السياسية من جانبها تنبهت سريعًا لسد هذه الفجوة فى الإنتاج السمكى، وشرعت فى التوسع فى مشروعات الاستزراع البحرى، ويأتى على رأس هذه المشروعات المشروع القومى للاستزراع السمكى بهيئة قناة السويس، والذى بدأته "الهيئة" فى الوقت ذاته مع مشروع قناة السويس الجديدة، وافتتح المرحلة الأولى والثانية منه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بطاقة 1044 حوضًا كخطوة استرشادية من المرحلة الأولى نحو استكمال المشروع الكبير بطاقة 4440 حوضًا، على أن يتم الانتهاء من المرحلة الثالثة والنهائية من منتصف إلى نهاية العام الجارى 2018.
يهدف مشروع الاستزراع السمكى إلى المساهمة فى تحقيق الأهداف العامة للدولة لسد الفجوة الغذائية، وتنمية منطقة قناة السويس، وسيناء وخلق مجتمعات عمرانية جديدة.
ويستفيد المشروع من الإمكانيات غير المحدودة التى تمتلكها منطقة شرق قناة السويس من حيث توافر نوعية التربة المناسبة للاستزراع البحرى، حيث تمتد رقعة واسعة من الأراضى على الجانب الشرقى لقناة السويس، بالإضافة إلى توافر المياه المالحة ذات الجودة العالية من قناة السويس، بالإضافة إلى توافر الكوادر الفنية المؤهلة للاستزراع البحرى.
للاستزراع عوائد كبيرة
نجح مشروع الاستزراع السمكى حتى الآن فى توفير 3 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، فى حين تشير دراسات الجدوى إلى وصول عدد الفرص التى يوفرها المشروع بعد اكتمال تنفيذه إلى 10 آلاف فرصة فى المهن والتخصصات كافة، كما يعمل "المشروع" على تقليل الاستيراد من الأسماك، وتصدير فائض الإنتاج عن استهلاك السوق المحلية إلى الأسواق العالمية بما يوفر العملة الصعبة ويدعم الاقتصاد المصرى.
مكونات المشروع
يتكون المشروع القومى للاستزراع السمكى بهيئة قناة السويس من 3 مراحل رئيسة، بإجمالى 4440 حوض سمك على 5 أحواض ترسيب رئيسية، تضم أسماكًا بحرية عالية الجودة منها "دنيس، ولوت، وثعبان البحر، وسهلية، وقاروص، وأسماك العائلة البورية، والبلطى".
فيما تتكون المرحلة الثانية من المشروع، والتى افتتحها الرئيس السيسى خلال ديسمبر من العام الماضى، من ترعتين رئيسيتين بإجمالى 16 كيلو مترًا، ومصرفين رئيسين بإجمالى 12 كيلو مترًا، و75 مصرفًا، وترعة فرعية بإجمالى 50 كيلو مترًا.
وتم إنشاء محطة رفع رئيسة لرى أحواض العائلة البورية بطاقة 12 مترًا مكعبًا/ ثانية بالحوض رقم 23.15، ومحطة رفع مياه بطاقة 3.5 متر مكعب/ ثانية لكل منها بالحوض رقم 21، كما تم توفير زريعة المرحلة الثانية بالكامل لكل من أسماك "دنيس، ولوت، وقاروص، وجمبرى، وثعبان البحر، والعائلة البورية"، وذلك فى حضانات داخل المشروع ومفرخ محلى، كما تم التعاقد مع إحدى الشركات العالمية لإنشاء مصنع الأعلاف بالمنطقة الصناعية بالقنطرة شرق بطاقة إنتاجية 150 ألف طن سنويًا مقسَّمة على 3 خطوط، بالإضافة إلى الانتهاء من الدراسات بالمفرخ، والحضان بطاقة إنتاجية 160 مليون إصباعية أسماك بحرية، وكذلك 500 مليون يرقة طمبى سنويًا.
وأحرزت شركة قناة السويس للاستزراع السمكى تقدمًا ملحوظًا فاق البرامج الزمنية الموضوعة فى دراسات الجدوى، حيث بدأت بالفعل فى تنفيذ المرحلة الثالثة من المشروع، وتم حفر 55 مصرفًا وترعة فرعية بنسبة 85% من إجمالى المرحلة، وقد تمت مراعاة منع دخول النباتات والأعشاب إلى داخل الأحواض، وذلك عن طريق وضع حواجز شبكية عند منبع قنوات الرى والصرف.
ومن المخطط أن يحتوى المشروع على وحدة بيطرية تشمل معامل وتحاليل وأبحاث لضمان سلامة المياه والغذاء، وصحة الأسماك وخلوها من الأمراض، ومعمل فحص وتحاليل بيطرية على أعلى مستوى، على أن يتم تجهيزه للحصول على شهادة الأيزو، وذلك لفحص عينات الرى والصرف ومطابقتها بالمعايير المسموح بها، وكذلك فحص عينات الأسماك للتأكد من سلامتها من الأمراض، كما سيضم المشروع مركزًا لتدريب العاملين بمشروع الاستزراع للعمل على توفير كوادر بشرية قادرة على التعامل الفائق مع المزارع السمكية البحرية، وهو ما يضمن فى النهاية أقصى جودة وإنتاجية للأسماك المستزرعة.
ويضم المشروع مخازن تنقسم إلى "رئيسة وفرعية" للأعلاف والمعدات، والمهمات وقطع الغيار، على أن يتم تنفيذ المبانى كافة باستخدام تكنولوجيا عالية للتأمين، ووحدة إطفاء تعمل ذاتيًا حالة حدوث حريق طبقًا للكود المصرى.
مراعاة الآثار البيئية
أخذت الدولة فى الاعتبار أن يتوافق "المشروع" بصورة كاملة مع المعايير والاشتراطات البيئية بهدف صيانة، وحماية حقوق الجيل الحاضر فى الحصول على احتياجاتهم دون المساس بحق الأجيال القادمة، وهو ما يطبق مبدأ التنمية المستدامة، وقد تعاونت هيئة قناة السويس مع معهد الاستزراع السمكى بجامعة قناة السويس فى إجراء هذه الدراسة لمشروع الاستنراع السمكى، حيث حرصت الهيئة على التفكير فى العناصر البيئية بصورة متوازية مع الجهود المبذولة فى التنمية حتى يتم وقاية هذه العناصر من المخاطر المحدقة بها، وتوفير تقييم الأثر البيئى من خلال البيانات والمعلومات عن البيئة المستهدفة للمشروع.
ويمكن تقسيم الأثر البيئى للمشروع لعدة محاور أهمها:
تغذية الأسماك
تتم تغذية الأسماك المستزرعة على علائق تجارية مصنَّعة وذات مواصفات غذائية وتصنيعية فائقة، وتحتوى هذه العلائق على نسبة بروتين خام لا تقل عن 42%، ودهون خام لا تقل عن 10%، بالإضافة إلى المعادن، والفيتامينات اللازمة لزيادة معدلات النمو.
معالجة مياه الصرف
تم الأخذ فى الاعتبار عند إعداد الدراسات الخاصة بالمشروع ليتوافق بصورة كاملة مع المعايير والاشتراطات البيئية بهدف صيانة، وحماية حقوق الجيل الحاضر فى الحصول على احتياجاتهم دون المساس بحق الأجيال القادمة، وهو ما يُطبق مبدأ التنمية المستدامة.
وقد تعاونت هيئة القناة مع معهد الاستزراع السمكى بجامعة قناة السويس فى إجراء هذه الدراسة للمشروع، حيث حرصت الهيئة على التفكير فى العناصر البيئية بصورة متوازية مع الجهود المبذولة فى التنمية حتى يتم وقاية هذه العناصر من المخاطر المحدقة بها وتوفير تقييم الأثر البيئى من خلال البيانات والمعلومات عن البيئة المستهدفة للمشروع.
نقل الزريعة وأقلمتها
يتم نقل الزريعة طبقًا للطرق العلمية المتبعة فى هذا المجال داخل أكياس بولى إثيلين "بلاستيك" مملوءة بنسبة 1:3 هواء، وماء، وتغطى الأكياس بغطاء مبلل، ويتم النقل فى أثناء الليل لتفادى التعرض لأشعة الشمس، وارتفاع درجات الحرارة، وفى حالة النقل من الأماكن البعيدة عن المشروع مثل محافظات الإسكندرية وشمال وجنوب سيناء يتم النقل باستخدام سيارات نقل الزريعة المجهزة لذلك والمملوكة للهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، وعند وصول الأسماك إلى موقع المشروع يجرى عليها عمليات الأقلمة على درجات الحرارة والملوحة بأحواض المشروع.
متابعة معدلات نمو الأسماك
تتم متابعة نمو الأسماك المستزرعة بأخذ عينة من الحوض كل أسبوعين ووزنها، وحساب متوسط وزن السمكة الواحدة وتُسَجل فى السجل الخاص بمتابعة أوزان السمك لكل حوض، ويُراعى أن تُؤخذ العينة من أكثر من مكان بالحوض، وتحسب كمية العلف اللازمة لتغذية الأسماك بالحوض على أساس الوزن الجديد.
وسائل الأمن والسلامة
تعد وسائل الأمن والسلامة للمشروع مهمة جدًا لحماية العاملين فى جميع مرافق المشروع، وذلك من خلال اتخاذ الإجراءات والوسائل الضرورية منها، معدات إطفاء الحريق، وتزويد الموقع بمعدات الإسعافات الأولية، وعيادة للعلاجات ضد سموم الثعابين، والزواحف الأخرى، وعلاجات للحروق، وتزويد العاملين بالملابس والواقيات الخاصة بالأمن والسلامة.
