
سامى كمال الدين
كان المحققون قد أجروا مقارنة تقريبية للأصوات المذاعة، فى التسجيل ومن خلال التقنيات الحديثة تبين أن صاحب الصوت هو المذيع الإخوانى الهارب فى تركيا.
لم يفرق المذيع الإرهابى عن غيره من أبناء الجماعة كثيرًا، فقد هرب إلى تركيا ليطل عبر شاشة إرهابية من خلال برنامج "الحرام"، الذى اختاره من اسم كتاب ألفَه من قبل عام 2012 بعنوان "الصحافة الحرام".
هذا الكتاب لا نحتاج لتصفحه، فغلافه يُغنى القارئ عن فحواه، إذ صّدر فيه صورًا لعدد من الكتَاب المصريين ورؤساء التحرير الذى وضعتهم جماعة الإخوان فى قوائم الاغتيالات لاحقًا، لمواقفهم التى تُعتبر ضد مصالح المرشد وعشيرته، فكان واضحًا أن ما بداخل الكتاب ما هو إلا هجوم على الصحافة والصحفيين بمصر، خصوصًا من هم ليسوا على هوى الجامعة، واتهمهم بالفساد والتضليل.
لكن بداية ظهور كمال الدين بشكل ملحوظ، كانت مع تولى الجماعة الحكم، وبعد تأليفه كتابه الصادر عن دار "كيان" وقتها، ظهر فى حوار مُطول مع المذيع الإخوانى خالد عبد الله على فضائية الناس فى أبريل 2013، وهاجم فيه بعض الإعلاميين، كما ظهر على قناة مصر 25 الإخوانية، وكان ضيفًا دائمًا على قنوات الجزيرة، وأيضًا قناة مكملين، ولا يزال حتى الآن يحصل على مئات الدولارات.
سامى كمال الدين الذى بدأ كتابه عن المهنية والقيم الصحفية، ومواثيق الشرف، يعد أكثر من تورط فى فضائح مهنية، بداية من تعيينه الذى تم مجاملة لوالد زوجته، الكاتب سليمان الحكيم بالأهرام فى عهد الراحل إبراهيم نافع، وبعدها عمل بمجلة نصف الدنيا، لكنه سرق موضوعًا صحفيًا وباعه إلى صحيفة الدوحة القطرية، حتى تم طرده من المجلة عقب هذه الفضيحة.
بعد ثورة 30 يونيو هرب سامى مع قيادات الجماعة الإرهابية إلى تركيا، وأنتج له أيمن نور فى قناة الشرق برنامجا "الحرام، وفى المليان"، وكان يحرض من خلالهما على مصر وقوات الأمن، كغيره من مذيعى القناة الإخوانية.
على مدار 4 سنوات عمل فى قناة الشرق ظل كمال الدين يهاجم مصر وشعبها، ولم يترك إعلاميًا فى مصر إلا واتهمه بالفساد وعدم المهنية.
كانت أزمته منذ عامين تقريبًا مع الإخوانية آيات عرابى صدمة فى أوساط الجماعة الإرهابية لاختلافهما على بعض الأمور التنظيمية، خصوصًا أنهما قادا التظاهرات فى أمريكا ضد الدولة المصرية.
ظهور والد زوجته سليمان الحكيم على قناة مكملين فى شهر أكتوبر الماضى، لا يحتاج إلى تفكير أن سامى كمال الدين كان حلقة الوصل بين القناة و"حماه".
لم يمر العام 2017 حتى كُشف عن فضحية مدوية لقناة الشرق التى يعمل بها كمال الدين، وكانت الأزمة الكبرى حينما سرق أيمن نور أموال القناة، ولم يُعر "سامى" مذيعه المقرب بعد الإرهابى معتز مطر أى اهتمام.
وسرعان ماخرج كمال الدين إلى الملأ، متهمًا أيمن نور بالنصب، قائلا: إنه "متضامن مع كل زملائه ضده".
وأبدى المذيع الإخوانى استياءه من فساد قناة الشرق، وقال: "أتمنى وضع حد للظلم الذى نتعرض له فى قناة الشرق".
تاريخ سامى كمال الدين من خلال السطور السابقة يؤكد أنه بحث عن مصدر بديل للشرق، فلم يجد إلا قناته الثانية "مكملين"، وقدَم لهم مسرحية التسريبات عربونًا لعلهم يُنتجون له برنامجًا جديدًا، أو أنه أراد إعلان فوزه فى معركة (الشرق ومكملين) على إذاعة التسجيلات، حيث كانت بينهم معركة على إذاعتها.
وللتأكد من الصوت الذى ظهر فى التسجيلات، يقدم "مبتدا" مقاطع صوتية للمذيع الإخوانى عبر برنامجه فى قناة الشرق ومن التسجيل المسرب، ليؤكد أنه نفس الشخص الذى هاتف الإعلاميين والفنانين وسجَل لهم، وما بقى الآن هو اعتذار صحيفة "نيويورك تايمز" على هذه السقطة الكبيرة التى ورطها فيها مراسلهم بالقاهرة، ديفيد كيركباتريك، المنحاز دائمًا فى تقاريره لجماعة الإخوان.
