البث المباشر الراديو 9090
انقطاع الكهرباء - صورة أرشيفية
6 مشاهد "إخوانية" كارثية تغيرت خلال 5 سنوات، كان من أهمها مشهد طوابير السيارات أمام محطات الوقود، والذى استمر لأشهر عدة بسبب نقص الخدمات البترولية، إضافة إلى انقطاع الكهرباء الذى كان لا يفارق يومًا من الأيام.

تداركت مصر أزماتها بسرعة كبيرة. البلاد التى تنهار بالشكل التى كانت عليه الدولة فى عهد جماعة الإخوان الإرهابية، تحتاج إلى وقتٍ طويل حتى تعود إلى شكلها الطبيعى.

أول المشاهد التى تبدلت فى السنوات التالية لحكم الإخوان هو مشهد الحكم نفسه، حيث صار حكم مصر حكمًا مؤسسيًا، لا عن طريق جماعة هى الآمرة الناهية.

المشهد الثانى

ولا شك هو الدستور، والذى توافق عليه المصريون بنتيجة كبيرة، فى حين كانت الجماعة تحكم بدستور غير متوافق عليه وطنيًا من جموع الشعب المصرى، ما أدى إلى زيادة حالة الاستقطاب فى الشارع المصرى، لأنه لا يعبِّر عن تنوع المصريين.

المشهد الثالث

هو حكم دولة القانون لا دولة تجَّار السلاح والإرهابيين، حيث أفرج الإخوان عن سجناء جهاديين استوطنوا سيناء، وسعوا إلى تكوين إمارة إسلامية متطرفة تستمد العون من أنفاق التهريب مع قطاع غزة الذى حظى بكل الدعم والحماية من رئيس الدولة ذاته، نفّذت هذه الجماعات فعلا خسيسًا بقتل 16 شهيدًا من رجال القوات المسلحة وقت الإفطار فى شهر رمضان المبارك.

لقد استهتر الإخوان بالقانون والدستور، حيث لم يمتثل مرسى لحكم المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان، وأعاده مرة أخرى فى تخطٍ فج لحدود سلطته، فوصل مرسى إلى أعلى درجات تحدى السلطة القضائية فى الإعلان الدستورى الذى أصدره أواخر عام 2012، والذى أعطاه سلطات شبه مطلقة فى الحكم، على رأسها عدم قابلية قراراته للطعن عليها من الجهات القضائية المختصة.

الآن الكل تحت طائلة القانون، لا فرق بين موظف كبير أو صغير أمام قوة القانون، ولعل ضربات هيئة الرقابة الإدارية المتتالية ضد بؤر الفساد أبرز هذا التغيير.

المشهد الرابع

التى تغيرت هى تبعية دولة كبيرة بحجم مصر إلى دولة صغيرة بحجم قطر، وهو الأمر الذى لم ترض عنه دوائر الساسة المصريين، ولم تأت قضية تخابر الرئيس الأسبق مع قطر من فراغ، فالدوحة وأميرها السابق والحالى، لجأت إليها جماعة الإخوان منذ فترة سابقة على وصولهم لكرسى حكم مصر، وزادت بقوة ووضوح أثناء وجودهم فى قصر الرئاسة، فزادت المِنَح والهبات، والمقابل بيع البلاد لهم، وتسريب معلومات يحاكم عليها مرسى حاليًا.

صارت مصر الآن دولة ذات استقلالية فى التحركات الدبلوماسية، والمواقف السياسية الخارجية، وأصبحت دولة ذات قرارات متوازنة فى الملفات المهمة، لا تحركها فى ذلك التبعية، ولكن الضمير الوطنى والحفاظ على الأمن القومى، ولعل الرفض المصرى لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وتزعُّم اتجاه لرفضه فى مجلس الأمن والأمم المتحدة خير دليل.

المشهد الخامس

الذى تغير هو المشهد الذى كان يقلق كل بيت فى مصر، وهو مشهد انقطاع التيار الكهربائى، حيث تفاقمت أزمة الكهرباء فى كل ربوع مصر، ولأشهر كثيرة، وهذا ما دفع مرسى للخروج مرة ليحدث الناس عن الأزمة فقال "أزمة الكهرباء ليست مستحدثة"، مشددًا على ضرورة ترشيد الاستهلاك، متسائلاً: "ترضوا نمد إيدينا لحد؟!".

وأضاف: "الواحد قلبه بيتقطع لما نقطع الكهربا على المواطنين"، مؤكدًا أنه يبذل جهدًا كبيرًا لحل المشكلة، حتى لا يشعر بها المواطن المصرى، مؤكدًا أنه على المصريين أن يصبروا.

خلال السنوات الماضية عملت مصر على إنشاء شبكات جديدة للكهرباء، وكذلك صيانة محطات أخرى قديمة، ما أدى إلى علاج هذه الأزمة.

المشهد السادس

فكانت أزمة الوقود المتفاقمة فى كل ربوع مصر، ففى عهد الإخوان تم اكتشاف بيارات الوقود فى سيناء كان كارثة حقيقية، فالجماعة لجأت لكل الحيل لتصدير هذا الوقود لحلفائها، كان سبب هذه السياسة غير الرشيدة أن احتدت أزمة البنزين والسولار فى محطات مصر، وأصبح عبء تموين السيارات بالبنزين حديث الجميع.

أصبح الوصول إلى الأنبوبة فى عهد مرسى، مثل الحلم.. تفاقمت أزمة اختفائها بشكل غريب، وصارت الطوابير أمام المستودعات مئات الأمتار، وفشل الإخوان ووزيرهم، الذى يًحاكم حاليًا، باسم عودة، فى حل الأزمة التى ارتفع معها سعر الأنبوبة لأكثر من 50 جنيهًا، الأمر الذى دعا المواطنين للخروج فى مسيرات حاشدة للاحتجاج على حكومة هشام قنديل.

هذا الأمر تغير تمامًا ولاسيما مع الاكتشافات الجديدة، وأيضًا استيراد كميات كبيرة من الوقود اللازم، بطرق عدة، وأهمها استخدام العلاقات الطيبة للدولة المصرية الوطنية بعدد من الدول الأخرى، ومنها الجزائر على سبيل المثال لا الحصر.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز