المتهم فى قتل تاجر مخدرات الوايلى
الحيرة سيطرت على الأهالى، البعض هرع لإبلاغ الشرطة والبعض الآخر تجمع بالقرب منها، وقاموا بتغطية جثة الشاب التى بدت عليها علامات التيبس، وبها طعنات بالرقبة، ومسجاة على ظهرها.
همسات من هنا وهناك، قطعها دخول رجال الشرطة لمكان الواقعة، وتفريقهم الأهالى، لفحص الجثة، وبعد معاينتها تبين أن الشاب مطعون 7 طعنات.
خطة بحث
تم وضع خطة بحث، لحل لغز الجريمة، كما اعتمدت خطة البحث على فحص علاقات المجنى عليه، وخلافاته للتوصل إلى شخص ما قد يكون وراء ارتكاب الواقعة.
كما تم الاستعانة بأحدث الوسائل والتقنيات الحديثة فى تتبع الهاتف المحمول الخاص بالمجنى عليه، وفحص المشهور عنهم ارتكاب مثل هذه الوقائع بمنطقة الحادث، ومتابعة الصفة التشريحية للجنى عليه للوقوف على إصابته وكيفية حدوثها والأداة المستخدمة.
كما ناقش فريق البحث أهل وأقارب المجنى عليه، لتحديد خط سيره وسبب تواجد جثته فى المكان الذى تم العثور عليه، وكثفت المباحث تحرياتها وتجنيد المصادر السرية للحصول على معلومات، وأسفرت جهود البحث، التى أشرف عليها اللواء خالد عبدالعال، مدير أمن القاهرة، واللواء قاسم حسين، مدير شرطة النقل والمواصلات، بالتعاون مع الأمن العام، عن كشف هوية مرتكب الواقعة، "م.م.إ.ح"، 29 سنة، عاطل، مقيم حدائق القبة، والسابق اتهامه فى قضيتين سلاح دون ترخيص وضرب وإحداث عاهة مستديمة.
تم ضبط المتهم، بعد صدور إذن من النيابة العامة، واعترف بارتكاب الواقعة، وقال فى اعترافاته إن المجنى عليه كان دائم الاتصال به، وتعرف عليه عن طريق "ديلر" مخدرات، وهو صديق مقرب له، وأبلغه أن هذا الشاب يريد الإتجار فى المخدرات.
وتابع الجنى عليه: "لم أقتنع به فى بداية الأمر، شعرت أنه شاب برىء ليس له فى هذا الطريق الحرام، الذى غالبًا تكون نهايته الموت أو السجن، لكن كانت نظراته تقول أنه يريد السير فى هذا الطريق، كما أن أصدقاء السوء أخذوه إلى هذا الطريق الذى سلكته دون إرادتى نظرًا لحاجتى للمال، ومن يدخل هذا الطريق لا يخرج منه سوى بالموت أو على السجن.. هذا الشاب لم يكن مجرد ديلر عادى لكنه قبل أن يكون ذلك كان صديقى، فهو كان يأخذ منى الأقراص المخدرة ويوزعها على أصدقائه وزبائنه بالمناطق فى زمن قياسى".
واستطرد قائلًا: "تحول الديلر وبائع الكيف إلى متعاطى أيضًا، فى الأشهر الأخيرة كنت ألتقى به أجده غير طبيعيًا وفى أحيان كثيرة كان يتناول أمامى أقراص مخدرة، هنا شعرت أنه دخل فى طريق النهاية، لأن الديلر حينما يتحول لمدمن تكون نهايته فى هذا الطريق قد اقتربت".
صمت القاتل لفترة صغيرة، وظل يتمتم بكلمات غير مفهومة، ثم عاود اعترافاته قائلًا: "المجنى عليه كان أنشط ديلر تعاملت معه، وكان سريع البديهة إضافة إلى أنه كان يتخير زبائنه بعناية فائقة حتى لا يسقط فى قبضة الشرطة بسهولة لأن فى مهنتنا والإتجار فى عالم الكيف حينما تسقط يكون لسبيين، الأول: أن يكون تاجر الجملة قد أرشد عنك جهاز مكافحة المخدرات، والثانى: أن الزبون "طيارى" وعرف طريقك ويبلغ الشرطة عنك، لهذا كان هذا الشاب ذكيًا لأن زبائنه كانوا غير عاديين ومن أوساط راقية، وأصدقائه عاشقين للكيف، وهؤلاء لن يرشدون عنك أيًا كانت الظروف".
مقتل ديلر الوايلى
واستكمل: "كنت بتعامل مع المجنى عليه فى تجارة الأقراص المخدرة وكان يدفع أولًا بأول فى بادئ الأمر، وكانت فلوسه حاضرة ولكن بعد تحوله إلى الطريق الآخر بدأ يتباطئ فى البداية فى دفع الأموال بحجج واهية وأسباب غير منطقية، وفى كل مرة كان يتبقى مبلغًا من المال إلى أن أصبح عدم دفع ثمن البضاعة عادة، وحينما أسأله أين أموال البضاعة الذى أعطيها له يصمت؟.
يواصل: "تأكدت فى هذه اللحظات أنه أدمن أو ربما قد يكون قد أنفق هذا المال على حبيبته، ولكى أتأكد أن ظروفه الشخصية وأسرته على ما يرام سألت عليه وذهبت لمنزل والده واتضح أنه يكذب، وأن ظروفه طبيعية للغاية ولا يوجد أى شيئ يحول دون دفع المال، بدأ القلق يساورنى، فأخذت على عاتقى فى أول لقاء أن أطالبه بالأموال المتبقية، وهى 750 جنيهًا قيمة المخدرات، لكن حينما اتصلت به طلب لقائى وإحضار علبة أقراص مخدرة "تامول"، فى الصباح الباكر بمنطقة منشية الصدر، لسداد الدين واستلام علبة الأقراص المخدرة وبالفعل التقيته بنفس المنطقة الذى تواعدنا على الالتقاء بها، كانت الحركة كثيرة بالشوارع المحيطة بنا، فنحن فى منطقة مكتظة بالسكان وحتى لا يشك فينا أحد أننا نتاجر فى المخدرات، عرضت عليه السير، وأثناء كلامى معه اكتشفت أنه ليس معه أموال وكنت قد أعطيته علبة الأقراص المخدرة على أمل استلام أموالى منه، فعانقته، وأمسكت بيده وطلبت منه أن يعطينى الأقراص المخدرة لكنه رفض، ودفعنى للخلف، كدت أن أفقد توازنى وأسقط على الأرض، مما استفزنى، ودارت بيننا مشادة كلامية، وقام بسبى، وأمسكت به وتعديت عليه بسلاح أبيض "سكين"، وأحدثت ما به من إصابات أودت بحياته.
وتابع: " بعد ذلك استوليت على حقيبة المجنى عليه وبداخلها حافظة نقود تحوى بطاقة الرقم القومى، 2 فيزا كارت، طبنجة بلاستيكية داخل جراب تشبه الطبنجة الحقيقية، بعض الملابس الشخصية وهاتفه المحمول، والأداة المستخدمة فى الحادث، وأخفيتها، ولكنى أرشدت عن المكان الذى قمت بإخفائهم فيه".
واختتم المتهم: "قتلته، لكن لم أقصد ذلك، لكنه تشاجر معى ورفض دفع ثمن البضاعة، كما أنه ادعى أن معه الأموال التى سوف يدفعها لى مقابل البضاعة القديمة والحديثة ولكنى اكتشفت أنه ليس معه المال بل ينصب كمينًا لأخذ الأقراص المخدرة زى كل مرة، وبعدها يختفى وكأنه "فص ملح وذاب"، وحينما قمت بالإمساك بعلبة التامول من يده، دفعنى وكدت أسقط على الأرض انتابتنى حالة غضب، فتشاجرت معه ولكن ما أريد أن أوصله لأى شاب أو فتاة تدخل عالم الكيف سواء بالتجارة أو التعاطى، نصيحة الابتعاد عن هذا الطريق لأن نهايته محسومة وهى السجن أو القتل أو الموت".