البث المباشر الراديو 9090
انتخابات الرئاسة 2018
فى الوقت الذى أُعلن فيه عن بدء إجراءات الترشح للانتخابات الرئاسية، أيقن الجميع أن مصر تعيش بمعنى الكملة أجواء انتخابات رئاسية تعددية، يتنافس فيها أكثر من مرشح على قدم المساواة، وبحظوظ متساوية تحفظ حقوق الجميع.

أدرك الكل تلك القاعدة، إلا تيار المعارضة الذى حاول تصدير مشاكله وفشله فى التوافق حول مرشح واحد، إلى المشهد الانتخابى، متناسين أن الرئيس السيسى أنجز فى فترة وجيزة ما يعجزون هم عن إنجازة فى عقود طوال.

وبالنظر إلى ما تم خلال الأيام والأسابيع الماضية، من انتقادات نُسبت للتيار المعارض من جانب، وإجراءات الدولة لنجاح عملية الانتخابات من جانب آخر، يمكن اختصارها فى 4 نقاط رئيسية.

1- الهيئة العامة للانتخابات

ما أن أعلنت الهيئة العامة للانتخابات، الجدول الزمنى لاستيفاء المرشحين المحتملين الشروط اللازمة للترشح فعليًا سواء بجمع توكيلات شعبية أو تزكية أعضاء من مجلس النواب، حتى خرجت العديد من الانتقادات من قبل أنصار المرشحين وإعلام جماعات الإخوان الإرهابية، تتهم الهيئة بأنها تعمدت تقليل المدة.

كانت الهيئة، قد ألزمت المرشحين، بجمع 25 ألف توكيل، ممن لهم حق الاقتراع فى 15 محافظة مصرية على الأقل، أى بحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة، فى مدة لا تتجاوز 20 يومًا، أو الحصول على تزكية 20 عضوًا من مجلس النواب، وتم تحديد فترة 9 أيام، بين 20 و29 يناير 2018، أمام الراغبين فى الترشح للتقدم بالمستندات اللازمة لذلك.

تناسى المنتقدون أن الجدول الزمنى، نص على أمور حددها القانون الخاص بالانتخابات لعام 2014، وفقًا للدستور الذى أقرته لجنة الخمسين، وبمن فيهم من المعارضين.

ونص بين مواده أيضًا على أن العملية الانتخابية برمتها لا بد وأن تنتهى فى مدة أقصاها قبل نهاية المدة الرئاسية الجارية بثلاثين يومًا على الأقل، أى فى 8 مايو المقبل، وبالتالى كان على المرشحين المحتملين العمل وفق هذه المواد، إلا أن الأمر لم يكن مقصودًا منه الانتقاد أكثر منه التشكيك فى الهيئة العامة للانتخابات.

2- تكافؤ الفرص

يدعى البعض أن الدولة تعمل على منع ترشح أى شخص أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأن مسألة الانتخابات مجرد سباق فردى، فيما يوجد على صعيد المنافسة الرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى، والمرشحين المحتملين خالد على وحمدين صباحى وسامى عنان ومحمد أنور السادات، بحسب التوكيلات التى تم رصدها فى محافظات مصر.

فيما يعد الأمر محسومًا فقط لترشح الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد تخطيه الشروط اللازمة، سواء بتخطى عدد التوكيلات المطلوبة أو بتخطى عدد استثمارات التزكية من قبل النواب الـ500 عضو، من أصل 594 عضوًا فى البرلمان.

يذكر أنه لم تمنع أى جهة فى الدولة، طرح أسماء لخوض الانتخابات الرئاسية، وأيضا لم تمنع المواطنين من منح توكيلاتهم لأى شخص يروا فيه القدرة على المنافسة، وإن كان الأمر لا يزال مؤرقًا للمرشحين المحتملين، لا سيما فى ظل عدم قدرتهم على حشد الرأى العام لصالح فكرتهم فى الترشح، أو إقناعهم نواب البرلمان للحصول على تزكيتهم الدستورية.

كانت دعوات واسعة قد انطلقت للإسراع بجمع التوكيلات المطلوبة للمرشحين، بدأتها حملة المرشح الرئاسى والمحامى الحقوقى، خالد على، عقب إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات جدولها الزمنى وبدء سباق جمع التوكيلات.

فيما تبعها طلب رئيس حزب "الإصلاح والتنمية"، النائب السابق محمد أنور السادات، من رئيس مجلس النواب، على عبدالعال، السماح له بعقد لقاء مع أعضاء المجلس حتى يتمكن من الحصول على تزكيتهم للترشح فى الانتخابات المقبلة بعد عرضه برنامجه عليهم، فيما حصل كل من صباحى وعنان على عدد من التوكيلات من قبل بعض المؤيدين لهما من المحافظات.

3- الأحزاب السياسية

انتقد التيار المعارض، الدولة، محملًا إياها باستبعاد أى اسم عن الترشح، فيما كشفت الاستعدادات للانتخابات الرئاسية، حالة الفراغ السياسى التى خلفتها الأحزاب المصرية، بعدما فشلت فى طرح أى اسم للمنافسة، على الرغم من وجود 104 أحزاب سياسية، وأيضا رغم محاولات الدولة والرئيس عبدالفتاح السيسى الحوار مع الأحزاب وحثهم على مزيد من العمل لصالح الوطن، ضمن إستراتيجية توحيد الجهود.

كان الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب، قد قال فى نهاية أكتوبر الماضى: "إنه يوجد فى الوقت الحالى حرية إنشاء أحزاب سياسية، ولدى مصر 104 أحزاب سياسة فشلت فى تأهيل الشباب سياسيًا"، التصريح الذى تنبأ بما آلت إليه الأحداث، إذ لم تستطع هذه الأحزاب طرح ولو منافس حقيقى لخوض الانتخابات رغم إتاحة الفرص للجميع وفقًا للدستور.

4- التيار المعارض

اتهم البعض الدولة، بأنها تعادى المعارضة، فيما كشفت الاستعدادات لانتخابات 2018، أن هناك فرق كبير بين المعارضة السياسية والتيار المعارض فى مصر، لا سيما فى ظل غياب المعارضة السياسية الحقيقة مع تلاشى دور الأحزاب، بينما لم يتبق إلا أصوات تتبع "تيار معارض"، يتخذ الاتهامات ومحاولة النيل من أى خطوات جادة، وسيلة مستمرة لبقائه.

ولم يقتصر التيار المعارض على جماعة الإخوان الإرهابية، فى الوقت الحالى، بل زادت لتصل إلى شخصيات ومجموعات لديها أجنداتها الخارجية التى لا تتحدث إلا من أجلها، لتقليب الرأى العام العالمى على مصر، فى ظل حربها على الإرهاب نيابة عن العالم، وتماسكها رغم كل ما يحاك للمنطقة من مؤامرات دولية.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز