البث المباشر الراديو 9090
السيسى وأبو مازن
لم تخرج القضية الفلسطينية عن مسارها كونها جزءًا من الأمن المصرى بدءًا من الزعيم جمال عبد الناصر وصولًا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، وظهر ذلك عبر اتخاذ تدابير ذات طبيعة سياسية منذ نشأتها، ومواقف القادة والمسؤولين فى المحافل الدولية لمواجهة الاحتلال.

وتسعى مصر حاليًا للوصول إلى حلول شاملة وعادلة للقضية العربية التى ظلت على طاولة المفاوضات الدولية لما يقرب من 70 عامًا، لإعادة الحقوق المهدرة إلى الشعب المُكبّل.

فمنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم، عكف بشتى الطرق على إعادة التلاحم بين أبناء الشعب الفلسطينى، لمواجهة طغيان واستبداد المحتل الإسرائيلى، الذى يعبث فى الأرض العربية فسادًا دون حساب.

إعادة الفرقاء المتناحرين لطاولة المفاوضات فى مسعى إلى لم الشمل، خلق حالة من الهلع بين صفوف القيادة الإسرائيلية، التى سارعت إلى طلب توضيح عن بنود المصالحة التى رعتها مصر، ومدى تأثيرها وإمكانية إجراء مفاوضات مصيرية مستقبلًا.

ويبدو أن مصر نجحت فى فرض شروطها على الجانب الإسرائيلى بشأن القضية الفلسطينية، وذلك عبر إقناع قيادة فتح وحماس بضرورة وضع برنامج سياسى مُوحد بين كل الفصائل، وعدم الخروج عن البرنامج السياسى أو الانفراد باتخاذ القرار.

لم تقف مصر عند ذلك، بل حرصت على إبلاغ الفصائل منذ بداية الحوار بضرورة عدم تشكيل سلطة موازية، والتفكير فى المصالح العليا للشعب الفلسطينى، وتوحيد رؤيتيهما مما يدفع الأطراف الدولية إلى معاودة الاهتمام بعملية السلام فى الشرق الأوسط بعد أن أصبحت هذه الأطراف على اقتناع بأن ما يجرى فى الأراضى الفلسطينية قد أضر بالقضية.

مبادرة المصالحة التى نجحت فيها مصر بقيادة الرئيس السيسى، حافظت على الثوابت العربية الخاصة للقيادة الفلسطينية، رغم القرارات المجحفة التى سارعت باتخاذها الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن تهويد القدس.

فالإعلان الأمريكى حول القدس المحتلة، ليس إلا تمهيدًا لبث السموم بين الفصائل مجددًا، لكن سرعان ما جاء موقف مصر مناصرًا كعادته للقضية الفلسطينية وثوابتها، داعية مجلس الأمن الدولى إلى عقد جلسة طارئة لإدانة قرار الرئيس دونالد ترامب، الذى أشعل غضب المسلمين والمسيحيين فى الدول العربية والإسلامية.

التحرك المصرى السريع تجاه القضية الفلسطينية، مكنها من الحصول على تأييد حلفاء واشنطن "فرنسا وإنجلترا"، رغم استخدام الفيتو الأمريكى، إضافة إلى أصوات 128 دولة بالأمم المتحدة لصالح القدس، الأمر الذى كان بمثابة صفعة كبيرة لإدارة ترامب وانتصارًا للقضية العربية.

ورغم ما سبق، لم تراع الأبواق الإعلامية الإسرائيلية ما آلت إليه مجريات الأحداث، وأخذت توجه سهامها للوقيعة بين القاهرة والقيادة الفلسطينية، لإضعاف موقفها أمام الفصائل، إلا أن مصر ستظل داعمة للدولة الفلسطينية حتى الوصول لحل شامل وعادل.

وتأكيدًا على ذلك، إعلان الرئيس الفلسطينى محمود عباس زيارته إلى القاهرة 16 يناير 2018، ما يشير إلى الدور المصرى الداعم والمستمر للقضية الفلسطينية مهما بلغت التحديات.

وفى هذا الصدد، يجب الإشارة إلى أن مصر لن تتوانى فى الحصول على تسوية عادلة وشاملة بشأن القضية الفلسطينية، والمساهمة فى الحد من الاضطرابات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز