البث المباشر الراديو 9090
بوتين وأردوغان
عاد الخلاف بين روسيا وتركيا مجددًا يلوح بالأفق، وتلك المرة على خلفية هجوم قوات الرئيس السورى بشار الأسد بدعم من الطيران الروسى على محافظة إدلب، ما دفع موسكو لاتهام فصائل المعارضة المدعومة من أنقرة باستهداف قاعدتى حميميم وطرطوس بطائرات بدون طيار.

الاتهامات المتبادلة بين حلفاء الأمس، أججت الأزمة ودفعت تركيا لاستدعاء السفير الروسى فى أنقرة ومطالبته بتحجيم النظام السورى محذرة من عواقب الهجوم البرى، لكن يبدو أن موسكو وضعت هى الأخرى شرطًا للامتثال لقرارات تركيا وذلك عبر وقف الهجمات عن طريق الطائرات الموجهة من "إدلب" - إحدى مناطق خفض التوتر.

بمطالعة المشهد السورى، نرى أن أنقرة تتخوف من محاولة تقدم قوات الأسد بريًا لاستعادة المحافظة من قبضة المعارضة التى فقدت أراض شاسعة وقرى عديدة خاضعة لاتفاق التهدئة لصالح النظام.

عادة ما يحدث خرقًا لاتفاق وقف إطلاق فى مناطق خفض التوتر، لكن ما تم مؤخرَا تجاوز كافة التوقعات، حيث أصبحت الأوضاع فى إدلب على "شفى دمار"، بعد تصعيد الهجمات من قبل النظام السورى بدعم جوى من روسيا، ردًا على هجمات المعارضة المدعومة من تركيا باتجاه قوات الأسد.

لم تقف الأمور عند ذلك الحد، بل صعدَت روسيا من تصريحاتها تجاه تركيا، بعد سقوط ضحايا وأضرار جراء الهجوم على قاعدة للأسطول الروسى فى طرطوس السورية، مطالبة أنقرة باحترام التزاماتها الهادفة إلى ضمان وقف إطلاق النار فى إدلب ومنع الهجمات المسيرة مجددًا.

ويبدو أن الجانب التركى يخشى أن تتحول إدلب إلى بحر من الدماء مجددًا على غرار "مدينة حلب"، عقب مقتل 70 مدنيًا وإصابة 185 جراء القصف السورى المدعوم بغطاء جوى روسى، ما تسبب فى موجة نزوح جديدة نحو حدود أنقرة الواقعة جنوب محافة إدلب.

مخاوف أنقرة بدأت تتحقق بعد الإعلان عن بدء حركة نزوح لعشرات الآلاف نحو الحدود التركية من مناطق الهجوم البرى للنظام السورى، ما دفعها إلى إقامة نقطة مراقبة فى إدلب على شكل قاعدة عسكرية تم تجهيزها بمعدات عسكرية واسعة وعدد كبير من الدبابات وأنظمة المراقبة والصواريخ.

فالتحول التركى فى إدلب وإنشاء قاعدة عسكرية، لم يأتى بمحض الصدفة، بل جاء بذريعة أن النظام السورى لديه نوايا أخرى فى المحافظة بحجة الهجوم على جبهة النصرة.

وما زاد الأمر سوءا، توجيه أنقرة اتهامًا لإيران هى الأخرى باعتبارها مسؤولة عن مناطق خفض التوتر فى سوريا، معتبرة أن أى انتهاك يحدث داخل إدلب لن يتم بمعزل عن موسكو وطهران حلفاء بشار الأسد.

التطورات الميدانية التى يشهدها الشمال السورى، بدأت تأخذ منحى جديدًا وقد تغير خريطة التحالفات مجددًا، وهو ما رفضته موسكو من خلال حملتها الدبلوماسية لدعم خيارات "قمة سوتشى" من أجل احتواء الأزمة بين الدول الضامنة لمناطق خفض التوتر.

صراع الأجندات بين روسيا وتركيا فى شمال سوريا قد يمهد إلى صدام كبير قد يتسبب فى انهيار التنسيق المشترك بين الجانبين، لا سيما وأن برنامج سوتشى المتفق يواجه تحديًا كبيرًا فى ظل تحذير الجانب التركى من المساس بمسارات قمة جنيف، التى تسعى موسكو لاستبدالها بـ"سوتشى".. فهل تكون إدلب بوابة للصدام بين روسيا وتركيا؟

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز