
أحمد الطيب - شيخ الأزهر
ويعتبر الدين العنصر الأبرز الذى يكون شخصية الفرد والمجتمع خصوصا فى البلاد العربية، لذلك يحمل الأزهر الشريف على عاتقة رسالة كبيرة فى محاولة التعاون ونشر روح المحبة بين أبناء الديانات المختلفة.
وفى ظل التحديدات التى تواجه المجتمعات كان لابد من التعاون القوى والمثمر بين الأزهر والكنيسة، فى محاولة استقامة الأمور ونشر السلام ونبذ التعصب والكراهية.
وأسس الأمم الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بيت العائلة المصرية، الذى يشعر فيه المسيحيون بروح الإخاء والمحبة، فى محاولة منه للتقريب ونشر روح الإخاء بين المسيحيين والمسلمين.
وتعمل فعاليات بيت العائلة المصرية على مواجهة الإرهاب الغاشم، الذى يحاول دائمًا إثارة الفتن بين أبناء الشعب من خلال استغلال للمناسبات الدينية.
ويقوم بيت العائلة المصرية، بدور توعوى مهم باستخدام القوة الناعمة فى محاربة الإرهاب، من خلال عقد عدد من الجلسات لمواجهة التطرف والإرهاب.
وانطلقت فعاليات مؤتمر بيت العائلة المصرية الأول بعنوان "معًا ضد الإرهاب"، مؤخرًا، بحضور كوكبة من المتخصصين فى الشئون الدينية والفكرية والثقافية والأمنية والتعليمية.
جاء ذلك لمواجهة الإرهاب الغاشم الذى يحاول دائمًا إثارة الفتن بين أبناء الشعب من خلال استغلال للمناسبات الدينية، تزامنًا مع احتفالات عيد الميلاد المجيد.
كما أسس الطيب بيت الزكاة والصدقات المصرى، فى صورة من صور إيصال الحقوق إلى أهلها، وسد حاجة المحتاجين دون الحاجة إلى سؤال الناس.
فى هذا الإطار، قام بيت الزكاة والصدقات المصرى بأنشطة عديدة داخل المجتمع المصرى خلال العام الماضى، من بينها تحمل تكاليف إجراء العمليات لقوائم انتظار مستشفى أطفال أبو الريش، و إنشاء مركز لعلاج الفيروسات الكبدية بمستشفى الأزهر التخصصى، وإطلاق حملة "صحتك هتنور حياتك" والتى أجرت التحاليل الطبية بالمجان لحوالى 20 ألف مواطن.
كما أن بيت الزكاة قدم إعانات شهرية لحوالى 80 ألف شخص، ووزع أكثر من 750 ألف كرتونة رمضانية، وأقام مبنى للأطفال بلا مأوى لتدريبهم على المهن الحرفية.
وأنشأ الأزهر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ومركزًا للفتوى الإلكترونية، ومركزًا للترجمة، لرصد وتتبع كل ما يصدر عن الحركات الإرهابية فى العالم
وتهدف هذه المراكز لتحصين الشباب العربي والأوروبى من مخاطر الفكر الإرهابى، ونقل تعاليم الدين الإسلامى الوسطى السمحة ومتابعة لشئون الجاليات المسلمة فى مختلف البلدان.
لم تتوقف محاولات الطيب لنشر السلام عند هذا الأمر، بل أنه يترأس مجلس حكماء المسلمين، وهو عبارة عن هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز السِلم فى المجتمعات المسلمة، وتجمع عدد من علماء الأمة الإسلامية وخبرائها ووجهائها ممن يتسمون بالحكمة والعدالة والاستقلال والوسطية.
ويعمل هذا المجلس على المساهمة فى تعزيز السِلم فى المجتمعات المسلمة، وكسر حدة الاضطرابات والحروب التى سادت مجتمعات كثيرة من الأمة الإسلامية خلال الآونة الأخيرة، وتجنيبها عوامل الصراع والانقسام.
كما ينظم الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، مؤتمر الأزهر العالمى لنصرة القدس، للرد على قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، والاعتراف به عاصمة للكيان الصهيونى.
ويناقش المؤتمر عدة محاور رئيسة تركز على التأكيد على هوية القدس العربية الإسلامية، واستعراض المسئولية الدولية تجاه المدينة المقدسة باعتبارها خاضعة للاحتلال.
وفى هذا الإطار، أكد الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر وعضو اللجنه التنظيمية العليا للمؤتمر، أن مؤتمر الأزهر العالمى لنصرة القدس يحظى بحضور غير مسبوق، إذ يشارك فيه ممثلون من 86 دولة من مختلف قارات العالم، فى جلسات المؤتمر التى تعقد على مدار يومين، بمركز الأزهر للمؤتمرات، وفقًا لبيان للأزهر الشريف.
كما سافر الطيب إلى الخارج لاستكمال نشر رسالة الأزهر وتأكيدها، ففى البرلمان الألمانى، صرح بأن قادة الرأى الدينيين تقع عليهم مسئولية كبيرة فى نشر ثقافة التعايش والتسامح، وأن جميع الأديان تتبرأ من الإرهاب والقتل وترويع الآمنين.
لتأتى الخطوة الأهم وهى زيارته للفاتيكان ومصافحة البابا فرانسيس، ليقول للعالم إن الإسلام يشجع ثقافة الحوار خصوصًا مع الأديان المختلفة.
ودعا شيخ الأزهر، قداسة البابا فرنسيس إلى المشاركة فى مؤتمر الأزهر العالمى للسلام، الذى عقد فى 27 أبريل 2017، وحضره مجموعة كبيرة من الشخصيات الدينية على رأسهم البابا فرانسيس والإمام الأكبر والبطريرك برثلماوس الأول، رئيس أساقفة القسطنطينية، بالإضافة إلى العديد من الطوائف والمذاهب المختلفة، بروتستانت وإنجيليون وزرادشتيون ورؤساء ووزراء وأكاديميون من مختلف المجالات.
وكان لشيخ الأزهر دورًا كبيرًا تجاه التجاوزات فى حق مسلمى الروهينجا، إذ أرسل وفدًا من إدارة القوافل الطبية والإغاثية بالأزهر الشريف، ووفدًا من الأمانة العامة لمجلس حكماء المسلمين إلى مخيمات اللاجئين الروهينجا فى بنجلاش، لمعرفة الاحتياجات العاجلة لهم من مواد إغاثية ومعيشية.
وعقد شيخ الأزهر، مؤتمرًا للسلام بين أبناء ميانمار، واستمع إلى رؤية الجميع، للوصول إلى حل للإزمة، كما دعا الأزهر المنظمات الإغاثية الإسلامية والعالمية إلى تبنى قضية اللاجئين الروهينجا.
