البث المباشر الراديو 9090
عبد المنعم أبو الفتوح
جاء الإعلان عن فتح باب الانتخابات ليكشف عن أمور عدة فى الشارع المصرى، أهمها أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يتمتع بشعبية كبيرة، وأن هناك توافقا كبيرا على دعمه والوقوف إلى جانبه لاستكمال مسيرة النهضة.

فى الوقت نفسه تأكد الشارع أن المعارضة السياسية فى مصر مازالت تتخبط فى مشاكلها المزمنة وصراعاتها الشخصية، وأن الجماعة الإرهابية مازالت تلعب نفس الدور المفضوح فى المزايدة والمشاغبة على أمل العودة إلى الشارع الذى لفظهم إلى غير رجعة.

فى الوقت الذى انتظر فيه الكل إعلان موقف "الإرهابية" من الانتخابات، وإلى أى كفة سيميلون، جاء موقف الجماعة الغامض ليبرهن على أن من عشق اللعب والتحرك فى الظلام لا يجرؤ على مواجهة الحقائق فى العلن.

منذ ساعات بدأت تحركات مريبة يقودها الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، والذى غادر القاهرة بتاريخ 24 ديسمبر الماضى إلى فرانكفورت للقاء يوسف ندا مفوض العلاقات الدولية لجماعة الإخوان الإرهابية، للاتفاق على رؤية موحدة لدعم مرشح فى الانتخابات الرئاسية يجمع الإخوان و6 إبريل والاشتراكيين الثوريين، فيما عاد أبو الفتوح إلى مصر بتاريخ 13 يناير الجارى دون أن تتضح الرؤية الخاصة بالمرشح الذى تم التوافق عليه.

وبالرغم من الضربات الأمنية التى تعرضت لها جماعة الإخوان واعتقال معظم قياداتها بعد ثبوت ضلوعهم فى التخطيط والتنفيذ للعمليات الإرهابية، إلا أنها تحاول العودة بأى صورة إلى المشهد السياسى لإثبات أن لها ثقل فى أى عملية سياسية تجرى فى مصر، وهو ما جعل الخبراء يضعون مجموعة من السيناريوهات بشأن موقف الإخوان والتيارات الإسلامية المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، أبرزها: دعم المرشح المنافس للرئيس السيسى، أو مطالبة الناخبين بمقاطعة الانتخابات الرئاسية.

فى المقابل يتضح أن هناك تضاربا كبيرا فى موقف جماعة الإخوان من المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، حيث طالب محمد سويدان، مسؤول العلاقات الخارجية بجماعة الإخوان، بمشاركة الجماعة بأى وسيلة فى انتخابات الرئاسة المقبلة، قائلاً فى تصريحات صحفية إن "انتخابات الرئاسة 2018 فرصة يجب على الإخوان استغلالها بشكل جيد لتحسين موقفها وللإفراج عن قياداتها".

كما أيد الدكتور محمد محسوب القيادى بتحالف الإخوان والهارب خارج البلاد، مشاركة الجماعة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، معتبرًا أنها فرصة مهمة، ويجب على الجماعة استغلالها بشكل جيد لإنهاء الظلم الواقع عليها ـ بحسب زعمه.

على الجانب الأخر رفضت جبهة محمد كمال، المناهضة لجبهة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، تلك الدعوات مؤكدين أن الجماعة لا تعترف بأى انتخابات ستجرى فى مصر، ولا علاقة لها بها لا من قريب أو بعيد، فيما جاء التيار الثالث متمثلا فى شباب الإخوان فى مصر والذين أعلنوا عن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية ومساندة أى من المرشحين أمام الرئيس السيسى، الأمر الذى يعكس حالة التخبط التى تسيطر على الجماعة الإرهابية.

 


تابعوا مبتدا على جوجل نيوز