
قوات تركية على الحدود مع سوريا
القوة الجديدة التى تخطط أمريكا لنشرها قرب وادى نهر الفرات على طول الشريط الحدودى للأراضى الغربية السورية وقرب حدود سوريا مع تركيا والعراق، فجرت الأزمة مع أنقرة، ودفعت أردوغان إلى التهديد بالقضاء على هذه القوة قبل تشكيلها.
ويبدو أن الهدف الأساسى من القوة الجديدة وضع حد للتواجد التركى فى سوريا، باستدراج الأتراك إلى الداخل السورى، ودفعهم إلى الاصطدام بقوات سوريا الديمقراطية "الحليف الاستراتيجى لأمريكا" وذلك عبر الإعلان عن تشكيل قوة أمنية عسكرية قوامها 30 ألف مقاتل.
غير أن ما يزيد الموضوع تعقيدا هو انتقاد الحكومة السورية للقوة المزمع تشكيلها، وهو الانتقاد الذى وصل إلى حد التهديد بالقضاء عليها.
ورغم الرفض "التركى والسورى" للقوة الأمنية، لم تراع واشنطن الشراكة الاستراتيجية مع حلفاءها، وأخذت تقدم دعمًا كبيرًا بالسلاح والتدريب والتغطية الميدانية لتحالف قوات سوريا الديمقراطية.
الإصرار الأمريكى على دعم قوات "قسد" دفع نائب رئيس الوزراء التركى، باكير بوزداج، للإشارة إلى أن واشنطن تلعب بالنار، مؤكدا أن بلاده تحتفظ بحق التدخل ضد المنظمات الإرهابية، على حد قوله، فى الوقت والمكان والشكل الذى تحدده.
تهديدات أنقرة، لم تعيرها إدارة دونالد ترامب اهتمامًا، لتخرج فى أعقاب ذلك للتأكيد على أن التحالف الدولى سيقدم الدعم حاليا لنحو 230 شخصا كمرحلة أولى، لحين اكتمال القوة العسكرية.
تأكيد أمريكا على إكمال مخططها الداعى إلى تقسيم الشمال السورى عبر قوات "قسد"، اعتبرته تركيا محاولة من واشنطن لإضفاء الشرعية على هذه المنظمة لتثبيت أركانها فى المنطقة بشكل دائم.
مساع واشنطن فى الشمال السورى، دفعت الرئيس التركى للإعلان عن إطلاق عملية عسكرية لتمشيط مدينتى عفرين ومنبج شمال سوريا من الأكراد.
والسؤال هنا.. هل يمكن لأنقرة التدخل فى سوريا دون ذريعة شرعية؟
العملية العسكرية التركية المحتملة فى عفرين لن تتم إلا إذا استندت لأساس دولى وذريعة شرعية، نظرًا لأن الدخول فى حروب مع بلد آخر دون الاستشارة الدولية قد يؤدى إلى عواقب وخيمة.
رئيس وزراء تركيا بن على يلدريم، أكد أن تركيا لن تقف مُتفرجة على محاولات إقامة دول مصطنعة على حدودها مع كل من سوريا والعراق، الذين يشهدان محاولات كردية للاستقلال.
تصريحات "يلدريم" قوبلت بالهجوم من جانب عضو القيادة العامة لوحدات حماية الشعب الكردية "واى بى جى"، مؤكدا أن المدفعية التركية تقصف بشكل يومى 7 قرى سورية، دون أن تحاسب على جرائمها.
ويبدو أن أنقرة تريد قطع جميع الطرق المؤدية إلى مناطق تمركز الوحدات فى ريف حلب الشمالى "عفرين".
مخاوف إدارة أردوغان من إقامة كيان كردى شمالى سوريا باعتباره تهديدًا لأمنها القومى، يدفعه إلى التخطيط للسيطرة على مناطق بين أعزاز وعفرين.
المخطط التركى لفتح الطريق بين ريف حلب الشمالى و الغربى بعد السيطرة على قرى جنوب عفرين، دفعت قوات "قسد" إلى تحذير أنقرة من المواجهة العسكرية حال تجاوزها الخطوط المرسومة فى منطقة عفرين بريف حلب الشمالى.
أخيرًا، يبدو أن خريطة القوى المتصارعة فى الأرض السورية تغيرت وأخذت منحى جديدا، وقد تتسبب فى تقسيم سوريا إلى مناطق فيدرالية.
