البث المباشر الراديو 9090
عهد التميمى
بعد اعتقالها بأيام قليلة، تحولت الطفلة الفلسطينية، عهد التميمى، إلى أيقونة للقضية الفلسطينية وذلك لشجاعتها اللافتة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلى.

وقرر القضاء الإسرائيلى، اليوم الإثنين، تمديد اعتقال عهد التميمى ووالدتها ناريمان ليومين جديدين، وفى حال إدانتهما يمكن أن يحكم عليها بالسجن لسنوات عدة.

وكانت النيابة العامة الإسرائيلية قد طلبت، مطلع الشهر الجارى، توجيه 12 تهمة لعهد التميمى، وقالت إنه من بين التهم مهاجمة ضابط وجندى، بالإضافة إلى 5 أحداث أخرى هاجمت فيها أفراد قوات الأمن، وألقت باتجاههم الحجارة، واعترضت عملهم، بالإضافة إلى المشاركة فى أعمال شغب وتحريض الآخرين على المشاركة فيها.

وتم تقديم لائحة اتهام بحق ناريمان التميمى، والدة عهد، بسبب مشاركتها فى حادث الاعتداء، بالإضافة إلى مشاركتها فى حادث آخر فى 8 ديسمبر، وبالتحريض على شبكة فيسبوك، وطلبت النيابة العسكرية، حينها، تمديد فترة اعتقال الاثنين حتى استكمال الإجراءات القانونية بحقهن.

ومازالت السلطات الإسرائيلية تمدد فترة الاعتقال، رغم طلب محامى عهد ووالدتها بالإفراج عنهما مقابل دفع كفالة مالية، وكذلك الإدانات الدولية والعربية تخوفا من الحكم عليها بالسجن لعدة سنوات.

عهد التميمى، القابعة الآن فى ظلمات السجون الإسرائيلية، تواجه مجموعة من الاتهامات المغلظة والملفقة، بسبب مواجهتها لمجموعة من جنود الاحتلال قاموا باقتحام منزلها لاتخاذه منصة من أجل إطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين الرافضين لقرار واشنطن المجحف بحق مدينة القدس.

وما أن أعلنت السلطات الإسرائيلية اعتقال الطفلة عهد التميمى "16 عاما" يوم 19 ديسمبر الماضى، بعد انتشار مقطع فيديو يظهرها وهى تصفع جندى إسرائيلى على وجهه وتطرد الجنود من ساحة بيتها فى قرية النبى صالح شمالى رام الله، إلا وانهالت الإدانات الحقوقية الدولية والعربية على قرار الاعتقال.

كما اعتقلت السلطات الإسرائيلية، ناريمان التميمى، والدة عهد، وابنة عمها نور، اللتين شاركتا فى الحادث الذى وقع فى الخامس عشر من ديسمبر وتم تصويره عبر هاتف محمول.

قلق أوروبى

فمن جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبى عن قلقه إزاء مصير القاصرة الفلسطينية المحتجزة لدى السلطات الاسرائيلية، عهد التميمى، وقال الاتحاد، فى بيان، إن بعثتى الاتحاد الأوروبى فى القدس ورام الله أعربتا عن "القلق الشديد إزاء ملابسات اعتقال الفلسطينية القاصرة عهد التميمى".

وأضاف البيان أن "بعثتى الاتحاد الأوروبى فى القدس ورام الله تذكران بأهمية احترام حقوق الأطفال وحمايتهم وخصوصا خلال اعتقالهم وسجنهم وعبر الإجراءات القانونية المطبقة بحقهم"، ودعا البيان السلطات الإسرائيلية إلى الرد بشكل متوازن على المتظاهرين وفتح تحقيقات فى حال حصول وفيات خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بقاصرين.

تخوف الأمم المتحدة

كما أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن تخوفه بشأن اعتقال السلطات الإسرائيلية للطفلة الفلسطينية عهد التميمى منذ 19 ديسمبرالماضى، وقال فى مؤتمر صحفى بنيويورك الإثنين الماضى: "نحن نولى اهتماما عندما يتعلق الأمر باعتقال الأطفال، وهذا أمر واضح فى موقفنا اليوم.. نحن قلقون بشأن اعتقال عهد لأن الناس ينبغى أن يكون لديهم الحق فى التعبير".

وجدد دوجاريك التأكيد على موقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بشأن مدينة القدس، مشددا على أن قضية القدس تقع ضمن قضايا الحل النهائى التى ينبغى التفاوض بشأنها بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

تضامن عربى ودولى وإسرائيلى

ومن ناحية أخرى، شارك العشرات من الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب وإسرائيليين، السبت الماضى، فى تظاهرة تضامنا مع عهد، وذلك فى قريتها النبى صالح شمالى رام الله فى الضفة الغربية المحتلة.

وبدأت التظاهرة بمسيرة من وسط القرية، حمل خلالها المشاركون الأعلام الفلسطينية وهتفوا باسم عهد التميمى وباسم المعتقلين الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية.

ووصل إلى القرية متضامنون من مختلف المدن والقرى الفلسطينية، وبينهم مجموعة من النساء من بلدة يطا جنوب الضفة الغربية، كما شارك متضامنون إسرائيليون وأجانب، ارتدى بعضهم قمصانا كتب عليها باللغات العربية والإنجليزية والعبرية "ليست من فوهة البندقية".

وشارك فى المسيرة قيادات من مختلف الفصائل الفلسطينية، وأعضاء فلسطينيون فى الكنيست الإسرائيلى، وقال عضو الكنيست محمد بركة فى كلمة أمام المشاركين: "جئنا هنا إلى قرية النبى صالح كى ننعم بهواء عهد ووالدها ووالدتها".

وعقب انتهاء التظاهرة، توجه شبان إلى المدخل الرئيسى وبدأوا بإلقاء الحجارة على الجيش الإسرائيلى، الذى رد بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

شهادة «القلب الشجاع»

ومنحت مؤسسة القوقاز الدولية عهد التميمى، اليوم الإثنين، شهادة "القلب الشجاع لعام 2017"، وذلك تقديرا لها على شجاعتها فى التصدى لجنود الجيش الإسرائيلى فى قريتها، وفى منزلها الذى اقتحموه لاقتيادها.

وكتبت المؤسسة فى نص شهادة الجائزة الممنوحة لعهد: "شجاعتكم أصبحت أملا ومثالا للمسلمين فى العالم الذى امتلأ بالظلم.. عملكم بإخلاص وتفان من أجل الهدف الذى تمثلونه وشكل لوحة مثالية، شاهده الرأى العام ولجنتنا.. موقفكم الثابت، وشجاعتكم أصبحت أملا لفلسطين.. قررنا تكريمكم بجائزة شجاعة العام، متمنين لكم دوام النجاح والصحة والسعادة، ولكم منا أطيب التحيات".

تضامن أمريكى

كما انطلقت مظاهرة حاشدة فى نيويورك، الأسبوع الماضى، للمطالبة بالإفراج عن عهد التميمى، وردد المتظاهرون هتافات تطالب بالإفراج الفورى عن التميمى.

وانتشرت صور التميمى، على محطات الحافلات فى عدد من عواصم أوروبا، الأمر الذى أغضب تل أبيب وجعلها تتحرك للمطالبة بإزالتها.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز