البث المباشر الراديو 9090
عمر البشير
عكست تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم، بأن مصر لا تُحارب أشقاءها، ولا تتدخل فى شؤون الدول الأخرى، الخط الرئيسى الواضح الذى تسير عليه القاهرة فى علاقتها مع أشقائها الأفارقة، وعلى رأسهم الجار العربى السودان.

وأغلقت تصريحات الرئيس، التى أطلقها، اليوم، فى افتتاح عدد من المشروعات التنموية بمحافظة المنوفية، الأبواب أمام أى محاولة لتغذية الفتنة بين مصر والسودان، لا سيما بعد الخلاف الدبلوماسى بين البلدين بخصوص مثلث حلايب وشلاتين، مع التأكيد على أن مصر تعتمد على سياسة ثابتة هدفها البناء والتعمير، والتأكيد على أن "مصر لا تتآمر على أحد، ولا تتدخل فى شؤون الآخرين، ولا تصدر تصريحات وتتخذ إجراءات عكسها، ولا تقول كلاماً وتفعل شيئاً آخر".

وتحرص القاهرة دائمًا على بعث رسائل سلام للخرطوم، لا سيما بعد سحب السودان لسفيره بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم فى الرابع من يناير الجارى، بغرض "التشاور"، وهو الإجراء الذى اكتفت الخارجية المصرية بالتعليق عليه بأنها "تقيّم الموقف بشكل متكامل لاتخاذ الإجراء المناسب". وفى أكثر من مناسبة كان التأكيد على عمق الروابط بين الشعبين المصرى والسودانى.

فى المقابل، يعمل الإعلام السودانى على تصعيد لهجة العداء ضد مصر محليًا ودوليًا، وتوجيهها خطابًا إلى الأمم المتحدة، لإعلان رفضه اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين السعودية ومصر، لا سيما بعد تقارب "سودانى - قطرى" من جهة و"سودانى - تركى" من جهة أخرى، وهما الدولتان المعروفتان بتحريضهما الدائم ضد مصر، منذ ثورة 30 يونيو 2013 وحتى الآن، نظرا لمصالحهما المشتركة مع جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائهم الدوليين.

وصعدّت الخارجية السودانية من لهجتها ضد مصر، عقب زيارة أمير قطر تميم بن حمد ووالدته الشيخة "موزة" لأهرامات السودان، وكذلك بعد إعلان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، موافقة الخرطوم على وضع جزيرة "سواكن" الاستراتيجية على الساحل الغربى للبحر الأحمر، تحت الإدارة التركية، بغرض إعادة بنائها، رغم الإشادة بالمساعدة البلوماسية المصرية فى مجلس الأمن، ومساندة القاهرة لملف أوضاع حقوق الإنسان بالسودان.

وتغذى الدوحة وأنقرة، الخلاف السودانى تجاه مصر، من خلف الكواليس، فالأولى تستغل برامجها العديدة فى السودان، للتعليم والصحة وتربية الأطفال، إضافة لـ1.7 مليار دولار تكلفة 195 مشروعا قطريا، خلال العام الماضى، وكذلك إطلاق مشروع "حصاد" الزراعى القطرى، مع وعود الثانية برفع استثماراتها بالسودان من 650 مليون دولار إلى مليار، ودعوة أردوغان، رجال الأعمال الأتراك للاستثمار فى أرض السودان.

ورغم أن الردود والتعليقات المصرية لا تحمل أى عداء للقيادة السودانية، يرى مراقبون أن الرئيس السودانى عمر حسن البشير، الذى يحكم البلاد منذ 29 عامًا، وحكومته، سيواصلون لهجتهم العدائية ضد مصر وخارجيتها، فى محاولة لصرف انتباه السودانيين عن أزمات بلادهم خاصة تلك المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية الصعبة.

كما تواجه الحكومة السودانية ضغوطاً جديدة من فقدان جزءاً من أراضيها وعائدات النفط جراء انفصال جنوب السودان، الأمر الذى دفعها إلى اللجوء تارة لإعلان وضع دستور إسلامى، والهجوم على مصر تارة أخرى، بزعم احتلال منطقة حلايب وشلاتين، لصرف انتباه السكان عن الأزمات التى تعصف بها.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز


اقرأ ايضاً