البث المباشر الراديو 9090
الغاز فى البحر المتوسط
توقعات محلية ودولية بنمو المؤشرات الاقتصادية المصرية خلال عام 2018، والأعوام المقبلة، دفعت المراقبين الدوليين لوضع القاهرة على قمة النهضة الإقليمية، لا سيما أنها أحد أهم المراكز التجارية فى المنطقة، والمكان المثالى لربط الأسواق الغربية والشرقية.

اقرأ أيضًا: وثيقة دولية| دلائل نمو الاقتصاد المصرى فى 2018 بالأرقام

وفى حين أن موقع مصر الجغرافى مميز، وفرصتها كدولة كبيرة، كونها تقع على مفترق طريق التجارة الدولية الناشئة فى الغاز الطبيعى، قال الكاتب البريطانى، نيك باتلر، فى مقاله بصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن اكتشاف حقل ظهر فى مصر يمثل فرصة كبيرة بالنسبة للبلد الواقع على البحر المتوسط، معتبرًا أن وجود حقل غاز رئيسى جديد، سيغير سوق الطاقة فى مصر، إذ يمكنها استعادة الاكتفاء الذاتى فى غضون الـ18 شهرًا المقبلة، وبالتالى يمكن أن تصبح مرة أخرى دولة مصدرة للغاز.

اقرأ أيضًا: العام الجديد يجيب.. كيف تتغير قواعد اللعبة الاقصادية فى مصر؟

السيسى والمركز الإقليمى

وأضاف الكاتب: "الأمور فى الشرق الأوسط ليست دائمًا بسيطة"، متوقعًا صعوبات قبل التوصل إلى نمط تجارة جديدة فى المنطقة، ولكن إذا كان من المقرر تطوير شرق البحر المتوسط، فإن دور مصر كمركز تجارى إقليمى جديد يبدو أمرًا لا غنى عنه، بحسب تقديره.

وتابع باتلر لـ"فاينانشيال تايمز": "السياسة عرقلت على مدى العقد الماضى، إلى حد ما، التطور المنطقى لشبكة من الخطوط يمكن أن تتلاقى جميعها فى نقطة واحدة"، لافتًا إلى أن مصر نفسها مرت بتغييرين جذريين فى النظام، ولكن الوضع الآن أكثر هدوءًا، قائلا: "الرئيس عبدالفتاح السيسى تمكن من استعادة النظام وجعل الإصلاح الاقتصادى والتقدم أولوية".

اقرأ أيضًا: حديث صحف العالم| حقل «ظهر» من الاستيراد إلى التصدير

مركز للاستثمار الصناعى

كان إنتاج الغاز من حقل ظهر العملاق على بعد 150 ميلاً قبالة الساحل المصرى فى شرق البحر الأبيض المتوسط، قد بدأ فى ديسمبر الماضى، وهو من أكبر الاكتشافات خلال العقدين الماضيين، لا سيما مع احتياطى يقدر بـ30 تريليون قدم مكعب.

ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج إلى 2.7 مليار قدم مكعب فى اليوم بحلول عام 2019، ويمثل تطوره فى أكثر من عامين نجاحًا كبيرًا للشركة العاملة، "إينى الإيطالية"، فضلًا عن أن هناك عددًا من التطورات الأصغر حجمًا، تشمل حقل دلتا غرب النيل، وتعمل فيه شركة "بريتش بتروليوم"، ويضيف إلى إمدادات الغاز.

اقرأ أيضًا: بالشواهد.. 2018 عام تراجع سعر الدولار أمام الجنيه المصرى

وفى السياق نفسه، أضاف الكاتب أن اكتشاف حقل ظهر جعل مصر مركزًا للاستثمار الصناعى، مع إمكانات قوية، لا سيما مع اهتمام شركات مثل "روسنفت"، "إكسون"، "موبيل"، بالحقل وغيرها، لافتًا إلى أن مصر تحتاج إلى الغاز، إذ إن 70% من الكهرباء تعتمد على الغاز فى الأساس، معتبرًا أن الاكتشافات لن تعيد الاكتفاء الذاتى فحسب، بل ستقلل إن لم يكن ستقضى على أى نقص فى الكهرباء.

وتابع باتلر: "طموحات البلاد لا تقتصر على كونها موردًا لمصادرها فقط، فقناة السويس تقدم واحدة من أسهل إن لم يكن أرخص، الطرق التجارية للنفط والغاز، وللإضافة إلى هذا الأساس، تقوم الشركة المصرية المملوكة جزئيًا للدولة "سوميد" ببناء رصيف جديد للغاز الطبيعى المسال على خليج السويس، وستكمل قدرة مرافق الغاز الطبيعى المسال القائمة فى "إدكو" ودمياط على ساحل البحر الأبيض المتوسط".

اقرأ أيضًا: «صنع فى مصر».. 2018 عام المنتج المحلى

مركز إنتاج

واستكمل الكاتب: "إمدادات الغاز ستجاوز تلبية الطلب المصرى، حتى مع افتراض انخفاض إنتاج بعض الحقول المنتجة القديمة، ويمكن للقاهرة مرة أخرى أن تكون مصدرًا للطاقة، على نطاق يمكن أن يزداد بشكل كبير".

كانت الصحف العالمية قد وجهت بوصلة تغطيتها نحو بدء مصر إنتاج حقل "ظهر"، أحد أكبر الحقول المكتشفة فى البحر الأبيض المتوسط، بحجم احتياطى من الغاز الطبيعى 30 تريليون قدم مكعب، وتقول "بلومبرج" الأمريكية، إن استيراد الغاز سيصبح أمرًا من الماضى، قريبا للمصريين.

وأضافت الشبكة فى تقرير عن حقل ظهر، على موقعها الإلكترونى، الأربعاء، أن الاحتياطات الضخمة للغاز فى الحقل، الذى تبلغ مساحته 100 كيلومتر مربع، يمكن أن تمثل علاجا دائما لاحتياجات الطاقة فى البلد العربى الأكثر سكانًا، ويساعد مصر على الاقتراب من هدفها بتحقيق الاكتفاء الذاتى من الطاقة، فضلًا عن تمكين البلاد تدريجيًا من العودة لتصدير الغاز الطبيعى.

وقالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية المعنية بشؤون الاقتصاد، إن مصر تعرضت لنقص الطاقة وانقطاع التيار الكهربائى فى فترة حكم الإخوان، إلا أن هذا الأمر بات من الماضى ولن يتكرر.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز