صناعة الدواء
المشروع الضخم جاء بناء على الخطة التى وضعتها مصر لتقليل الاستيراد، وتحقيق توازن بين الصادرات والواردات، لتفادى استهلاك العملات الصعبة، وتعطيل التنمية الاقتصادية.
بعد الإجراءات الاقتصادية التى اقتضت وقف استيراد بعض السلع، من بينها أدوية، ومستحضرات تجميل، وضعت الحكومة خطة لتعويض هذه السلع عبر التصنيع المحلى، لا سيما أن مصر من أهم الدول المصدرة للأعشاب الطبية التى تستخدم فى صناعة الأدوية والمستحضرات التجميلية.
واختارت الحكومة محافظة بنى سويف مقرا لبناء هذه المدينة على مساحة 69 ألف فدان، لما تتميز به فى زراعة النباتات الطبية التى تستخدم فى استخراج المواد الفعالة للأدوية، وكذلك الزيوت، والمواد المستخدمة فى مستحضرات التجميل.
وأولى النظام المصرى، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، اهتمامًا كبيرًا بتنفيذ المشروع، لما له من فوائد عديدة فى مجال الأدوية والتنمية الاقتصادية.
وعقد الرئيس السيسى، اجتماعًا مع المهندس شريف حبيب، محافظ بنى سويف، والدكتور عبدالمنعم البنا، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، واللواء محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربى، وتم الاتفاق على التنسيق بين 5 وزارات، هى الإنتاج الحربى والاستثمار والصناعة والزراعة والصحة، بجانب المحافظة لإنجاز المشروع.
وفى هذا الصدد، يشير خبراء اقتصاديون إلى أن المشروع يُحدث طفرة كبيرة فى مجالات عدة، أهمهما زيادة الدخل القومى من العملات الصعبة، وتوفير فرص عمل، علاوة على تحقيقه صادرات تصل إلى 600 مليون دولار، بحجم 250 ألف فرصة عمل مستهدفة.
وفى السياق ذاته، التقى محافظ بنى سويف وفدًا كوريًا يضم شركات عالمية متخصصة، لبحث سبل التعاون الممكنة لدفع الخطوات الفعلية لتنفيذ أهم المشروعات الطموحة للمحافظة من خلال إنشاء أول مدينة صناعية زراعية عمرانية، لإنتاج الدواء من النباتات الطبية والعطرية.
ويعقد حبيب اجتماعات عديدة مع المزارعين على مستوى المحافظة، لبحث المشكلات التى تواجههم فى زراعة النباتات العطرية والأعشاب الطبية المستهدف زيادة زراعتها، لاستخلاص المواد الفعالة لبعض الأدوية والمواد المستخدمة فى صناعة مستحضرات التجميل منها، وتشغيل المصانع التى ستبنى فى هذه المدينة.
يشار إلى أن النباتات الطبية والعطرية تستحوذ على نسبة 40% من إجمالى صادرات مصر من هذه الزراعات، بقيمة تقارب 60 مليون دولار، ومن المقرر زيادة هذه النسبة فى الفترة المقبلة، مع الاستهلاك المحلى أيضا، لتدخل مصر وتنافس فى السوق العالمية.
