
تميم وحسن روحانى
مساع طهران فى العودة إلى الساحة الدولية عبر بوابة الوطن العربى تلاقى رفضًا بالإجماع، فى ظل ما تنتهجه من سياسة تراها دول مجلس التعاون الخليجى عداءا صريحًا من أجل السيطرة على العالم الإسلامى.
النفور العربى المستمر، دفع إيران إلى البحث عن بديل يمكنها من خلاله تنفيذ أجندتها الخاصة فى قيادة العالم الإسلامى، فلم تجد سوى نظام "آل حمدين" فى قطر لتحقيق أهدافها الشيطانية.
لتبدأ حلقة جديدة من التطبيع الإيرانى القطرى على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، كونها فرصة جيدة لطهران لمواجهة السعودية والإمارات.
دفء العلاقات بين البلدين المتناقضين على الصعيد الإسلامى، كان بمثابة جائزة كبرى لإيران لتنفيذ ما فشلت فى تحقيقه سابقا مع الدول العربية، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، حيث ازداد العداء بين دول الخليج والدوحة بجانب إيران، وصل إلى اتهام البلدين بدعم الإرهاب.
اتهامات دول الخليج كانت بمثابة دفعة قوية لإيران والدوحة بمواصلة العداء وانتهاك القانون الدولى، وهو ما ظهر فى اعتراض مقاتلات قطرية لطائرتين إماراتيتين أثناء رحلتهما إلى العاصمة البحرينية "المنامة"، الأمر الذى مثَل تهديدًا لسلامة المدنيين، ولاقى إدانة عربية واسعة.
المثير فى الأمر، خروج الرئيس الإيرانى حسن روحانى فى إحدى تصريحاته وعقب إدانة قطر على خطوتها، ليؤكد على دعمه المستمر لقطر وتعزيز أسس التعاون وتضافر الجهود لما يخدم المصالح المشتركة باعتبارها حليفًا هاما فى المنطقة العربية.
وسرعان ما تجاوب أمير قطر تميم بن حمد، مع كلمة روحانى، ليؤكد استعداد بلاده إلى تعزيز العلاقات مع إيران فى جميع المجالات والاستفادة منها.
تصريحات حلفاء الإرهاب، تؤكد جليًا أن طهران هى من استخدمت الدويلة الصغيرة لإرهاب الإمارات العربية المتحدة وإيصال رسالة إلى المملكة العربية السعودية، بأنها ليست فى مأمن.
لكن روحانى يتعامى عن كل هذا ويطالب بالتحالف من أجل إحلال السلام ومواجهة التدخلات الخارجية.
والسؤال هنا.. كيف لدولة مثل طهران أن تدعو إلى السلام مع الدول العربية وهى لاتزال مغتصبة للجزر الإماراتية الثلاثة طنب الكبرى، طنب الصغرى اللتان تتبعان إمارة رأس الخيمة، أبو موسى التابعة لإمارة الشارقة؟
الشعارات الزائفة التى يستخدمها نظام الملالى تجاه الدول العربية، والقائمة على ضرورة التعامل على أساس الاحترام المتبادل والتعاون البناء مع عدم السماح بالاستغلال والاستعمار، ليست إلا وسيلة للخروج من أزماته الداخلية مع شعبه التى تفجرت على خلفية انتشار الفساد والبطالة وغيرها، وساعده على إخمادها أمير الدويلة الصغيرة.
الدور القطرى فى إخماد انتفاضة الشارع الإيرانى، ظهر من خلال دعم الأمير تميم بن حمد نظام الملالى بقرض مالى كبير يقدر بمليارى دولار لإخماد المظاهرات، وهو ما أكدته المعارضة القطرية.
أضف إلى ذلك تغطية قناة الجزيرة للأحداث، والتى أثبتت عدم حيادتها لما يحدث فى الشارع الإيرانى، وذلك حينما بثت مظاهرات مناصرة للنظام وتجاهلت انتفاضة الشعب.
وأخيرا وليس آخرا، زيادة وتسهيل قطر للتجارة البحرية مع طهران خلال الاحتجاجات، بحسب ما أكدت صحيفة فايناشيال تايمز الإيرانية.
