
عملة البيتكوين
وتراجعت أسعار "بيتكوين" منذ ديسمبر الماضى من 20 ألف دولار إلى أقل من 11 ألف دولار هو أقل مستوى لها فى 2017، وذلك رغم ارتفاع سعر البيتكوين فى منتصف 2017 وحتى الربع الأخير، بدأت العملة 2018 انخفاضات متتالية تفقدها حوالى 50% من أعلى قيمة وصلت لها.
تحذيرات
تسبب هذا الانهيار السريع فى سعر العملة الالكترونية الأوسع انتشارا فى العالم، فى اطلاق مصرفيين لتحذيرات لكل من يستثمر أمواله فى هذه العملة، ومنهم " رئيس هيئة الأوراق المالية والأسواق الأوروبية، -ستيفن مايجور-، من أن الاستثمار في طروحات العملات الإلكترونية يمكن أن ينتج عنها فقدان الشخص استثماراته كافة".
و"نائب محافظ بنك الشعب الصينى، جونج شنغ، أن السلطات يجب أن تحظر التداولات المركزية على العملات الافتراضية والأفراد والشركات، الذين يقدمون خدمات متعلقة بهذا النشاط".
السر وراء التراجع
الصدمة التى تسبب فيها الانهيار السريع البيتكوين لم تعطى فرصة للمضاربين فى هذه العملة للبحث عن الأسباب العملية وراء تراجع أسعارها بهذه السرعة، ولكن بالبحث يمكن الربط بين الإجراءات التى أعلنت عنها الصين وكوريا الجنوبية قبل ساعات من بدء نزيف هذه العملة.
الصين أعلنت بشكل رسمى عزمها وقف جميع التعاملات على مواقع وبورصات العملات الرقمية، وبالأخص "بيتكوين"، واتخاذ الإجراءات المطلوبة لوقف انشاء اى عملات الكترونية جديدة، لأنها تعتبر ألية غير مشروعة لتمويل المشروعات الصغيرة وتهريب العملات الى الخارج و استنزاف للاقتصاد الرسمي، بحسب "ول ستريت جورنال".
بإعلان هذه القرارات من جانب الصين منفردة يعنى فقدان هذه العملات 23% من عمليات التداول التى تتم على جميع العملات الإلكترونية في العالم، وهو نفس الاتجاه الذى أعلنت حكومة كوريا الجنوبية أنها قد تتبناه في الفترة القادمة، أو في أقل تقدير اصدار تشريعات تمنح السلطات الحكومية المركزية صلاحيات للسيطرة على تداول هذه العملات.
لماذا الصين وكوريا
تعتبر الصين يليها كوريا ثم اليابان أعلى الشعوب تداول للعملات الإلكترونية منذ بدا ظهورها في 2008، حيث يوجد بالصين وكوريا الجنوبية أكبر بورصات لتداول العملات الإلكترونية يليها بورصات أمريكا وأوربا والتى شهدت جميعها تراجع أسعار "البيتكوين"، وتعد "تاشاينا"، إحدى أكبر منصات تداول "بيتكوين" فى الصين، وبورصة "بتستامب" ومقرها لوكسمبورج، كما يتم تداول العملات الإلكترونية من خلال مواقع "Bitconnect" و"CoinDesk.com" الأميركة.
وهناك دول عربية أيضًا قد تتخذ نفس الخطوات بوضع تشريعات تمنح السلطات المركزية قوة وقف التعامل على هذه العملات أو فى أقل تقدير تعطيها سلطة مراقبة هذه التعاملات، ومن بين هذه الدول مصر وفلسطين ولبنان والأردن والسعودية، بحسب رويترز.
عملة مجهولة
ترجع مخاطر عملة "بتكوين" في أمر هام أنها عملة لا تشبه العملات التقليدية فلا يتحكم في العملات الإلكترونية أى شخص أو جهة مركزية، بلا أن أصحاب العملة أنفسهم الذين يضاربون عليها حاليًا لا يملكون أى سيطرة على هذه العملة.
مجهولية هذه العملة التى هى عبارة عن شفرات الكترونية أطلقها مبرمجين كمحاولة لاستبدال العملات المركزية للدول عملة لا مركزية، أنها تسهل عمليات غسيل الأموال وكل انواع التجارة غير الشرعية بداية من السلاح والمخدرات وتجارة الأعضاء والاتجار في البشر، لأنها عملة لا يمكن تتبع مسارها، بحسب "سى.إن.إن" عربية.
وفى حالة استمرت الحكومات المركزية في اصدار تقارير وتحذيرات سلبية من التعامل على هذه العملات والسيطرة على عمليات التداول، قد يتسبب فى تراجع الطلب عليها وما يعيدها لسابق عهدها لينخفض سعر هذه العملة لأقل من 100 دولار.
