تميم بن حمد
ولم تكد المعلومات تتوالى عن ارتماء الدوحة فى أحضان إيران وتركيا وأجندات الغرب الملونة فضلًا عن التحالف مع جماعات وكيانات إرهابية، حتى عادت إلى الواجهة الفضائح الخاصة بتعاونها مع تل أبيب والمنظمات اليهودية والصهيونية العاملة لحسابها فى الولايات المتحدة الأمريكية.
مؤخرًا، تم الكشف عن عقود وصفقات تبييض سمعة أبرمتها الدوحة رسميًا مع أقطاب يهود متدينين فى أمريكا، يعملون لصالح تل أبيب علنًا، فيما أن المطلوب منهم السعى لدعم نظام تميم بن حمد فى أوساط صناع القرار فى واشنطن.
ولجأت قطر مؤخرًا إلى المستشار الإعلامى للسناتور الجمهورى تيد كروز، ويدعى نيك موزن، فضلًا عن الحقوقى الأمريكى ألن دورشويتس المعروف بدفاعه عن تل أبيب فى واشنطن، من أجل إنجاح مهمة الترويج الإيجابى لتميم وحاشيته.
الخطوة القطرية الجديدة تذكر بأن مستشار تميم الشخصى فى السياسية والحياة، هو الإسرائيلى من عرب 48، عزمى بشارة، وبالتالى فتميم لم يقترف جديدًا بقدر ما عاد إلى نفس نهجه المعتاد.
فلا شك أن وجود بشارة فى قلب دائرة الحكم القطرية، وكونه أقرب مستشارى الأمير تميم بن حمد حاليًا، بعدما كان فى السابق معلمه السياسى والثقافى الأوحد، يجعل من ميل الأمير الصغير لتل أبيب منطقيًا.
وبشارة عمومًا ومنذ سنوات بعيدة، وحسب عشرات الشهادات والأبحاث والكتب العربية والأجنبية، كان ملاصقًا لتميم، فى الماضى معلمًا له صلات بنوافذ كثيرة باعتباره عربى و"قومجى" المظهر، فى سوريا وفلسطين وفى الخليج ولبنان، وكذا لكونه نافذًا على نحو ما فى تل أبيب وسط شبهات كثيرة عن علاقاته بأجهزتها الأمنية والمخابراتية كالموساد، ومن ثم وفى ظل التعاطى التجارى العلنى، والأمنى غير المعلن، بين قطر وإسرائيل سيصبح دوره مضاعفًا فى البلاط الأمير.
على هذا النحو لعب بشارة دورًا كبيرًا فى مساعدة تميم، وكان لا يزال وليًا للعهد، فى إسقاط القذافى بليبيا، حيث كان عراب الاتصالات السرية التى جرت بين الأمير وقبائل الجماهيرية، التى كانت حجر الزاوية فى التخلى عن العقيد الراحل، ما سهل قصة إسقاطه ونحره فيما بعد، قبل أن تغرق ليبيا الدولة والشعب والنفط فى دوامة الجماعات المسلحة والدينية الظلامية، ويتنازعها العالم بانتهازية بحثًا عن مكاسب الذهب الأسود.
قطر وقفت بعدها مباشرة فى صف إخوان ليبيا لتمكينهم.. وكان بشارة حاضرًا فى كل تلك التحركات.
كان بشارة كذلك فى ظهر تميم وليًا للعهد وأميرًا فى الملف السورى، وكان مسؤولًا عن التواصل مع شباب وكادر وقادة تنسيقات الثورة السورية، بل أنه سعى للاستعانة بعناصر منها وتوظيفها فى العربى الجديد، جريدة وقناة من أجل سهولة السيطرة عليهم.
كما أن قادة المعارضة السورية، وعلى رأسهم هيثم المالح، كانوا يحجون إلى بشارة بانتظام فى الدوحة، رغم أنه لا يمثل أهمية رسمية فى الإقليم، إلا كونه الذراع اليمنى لأمير دولة تدفع بسخاء لشراء كل شىء ولو كانت شعارات ثورية، سواء بدت مزيفة أو كانت حقًا حقيقية.
بيد أن الملف الثالث الذى يشارك بشارة فى صياغته بأمر تميم، هو تحطيم الصورة الذهنية الجمعية لمصر فى عقول ووجدان الشعوب العربية.
ولم يكن لتكتمل الوجاهة القطرية لبشارة، من غير تصميم مشهد أكاديمى له يمنح سياساته رتوش تجميل علمية، فكانت رئاسته للمركز العربى للأبحاث ودراسة السياسات ومقره الدوحة، بالتوازى مع اندلاع شرارة الربيع العربى.
هكذا يستعين تميم بالإسرائيليين واليهود من أجل دعم نظام حكمه، ومحاولة تحطيم البلدان المعارضة له، فيما لا يعبأ بسيرة إماراته التى صارت فى الحضيض.