البث المباشر الراديو 9090
داعش
"أين ذهبت مليارات داعش؟".. سؤال الساعة فى عواصم كثيرة بالخليج والشرق الأوسط إلى أوروبا وأمريكا الشمالية.

التنظيم الإرهابى تمكن بعد العام 2014، حين أعلن خلافته الوهمية، من الاستحواذ على ملايين لا حصر لها من العراق وسوريا، جمع غالبيتها من السطو على إنتاج البترول وبيعه فى السوق السوداء العالمية، ناهيك بالجبايات التى كان يفرضها على السكان المحليين، والعشرات من صور التجارة غير المشروعة كالمخدرات والسلاح وما شابه.

وعين التنظيم الإرهابى مسؤولين عدة عن ماليته، بما يقطع بأنه كان يديرها بشكل مركزى، فيما تعددت الإشارات حول إرساله إعانات منها إلى الولايات التابعة والمبايعة له، ومنها تلك الممثلة لدواعش سيناء.

بعد الانهيار الكبير للدولة المزعومة، أين ذهبت كل تلك الملايين؟ سؤال حاولت مجلة "دير شبيجل" الألمانية تقديم إجابة شافية عنه، فى تقرير مهم نشرته بموقعها الإلكترونى.

وحسب تقرير المجلة، التى ينقل "مبتدا" مقتطفات منه، فإن ما تبقى من عناصر وقادة داعش فى العراق وسوريا يكثف حاليًا من عمليات نقل وتهريب أموال التنظيم الإرهابى، كمقدمة لبدء حرب سرية طويلة الأمد عبر ذئابه المنفردة والمقاتلين الفارين فى الصحارى.

عناصر التنظيم يعكفون حاليًا على بيع العملات الذهبية والفضية والنحاسية، التى تم صكها إبان إعلان خلافتهم المزعومة قبل أكثر من ثلاث سنوات، عبر الإنترنت كهدايا ومقتنيات تذكارية للمتعاطفين وهواة جمع العملات.

وفقدت تلك العملات قيمتها بمجرد سقوط حصون داعش، غير أنها تلقى رواجًا فى أوساط المهوسين بالاقتناء ممن يدفعون لعناصر "تنظيم الدولة" الإرهابى، عبر شبكة الـ"باى بال" وهو موقع إلكترونى تجارى يسمح للمستخدم بتحويل المال عبر الإنترنت والبريد الإلكترونى لعناوين مختلفة.

وفق "شبيجل"، يمثل اللجوء للتداول الرقمى لعملات الدواعش، محاولة يائسة لاستثمار والاستفادة من بقايا مال الخلافة المنحلة.

واستولى الدواعش على مليارات عدة من الدولارات، خلال الأعوام الماضية، حيث بلغت فقط فى العام 2015 نحو 2.5 مليار.

وفى تقدير مشابه أفاد تقرير سابق لمكتب البحث الجنائى الاتحادى الألمانى، نشرته وسائل الإعلام فى بلد أنجيلا ميركل، بكل لغات الدنيا قبل عامين تقريبًا، فإن صافى ثروة داعش عام 2016، بلغ حوالى مليار دولار أمريكى، "حصّلها من أموال الضرائب والرسوم الإجبارية التى فرضها على المناطق التى يسيطر عليها فى سوريا والعراق، فضلاً عن عمليات النفط وتهريب التحف وأموال الفدية".

وكان التنظيم فى بداية عهد الخلافة المزعومة يحقق أرباحًا تتجاوز مليون دولار يوميًا من عائدات النفط والضرائب المفروضة على السكان، فضلًا عن عمليات السطو والسلب والنهب والاختطاف وطلب الفدية.

ووفقا لتقديرات البرلمان العراقى، فقد نجح الدواعش فى تهريب حوالى 400 مليون دولار قبل سقوط خلافاتهم، حيث يتم استثمار جزء من المبلع عبر وسطاء فى بغداد، كما يتم التعاون مع رجال أعمال موثوق فيهم ومتعاطفين فى استثمار تلك الملايين، على أن يقتسم هؤلاء نسب الأرباح.

ويقطع البنك المركزى العراقى، بأن المئات من مكاتب الصرافة فى بغداد وحدها تجمعها صلات بالتنظيم الإرهابى، ويتردد أن ميليشيات داعش تتعاون مع تلك المكاتب لاستبدال الدينار العراقى بالدولار الأمريكى.

وفشلت الحكومة العراقية حتى الآن فى محاربة السوق السوداء بشكل فعال، ومن شأن تلك البيئة، وفق "شبيجل"، أن تجعل من السهل على التنظيم الإرهابى فى المستقبل القريب تمويل عملياته السرية تحت الأرض.

وتشير تقديرات إلى أن داعش أنفق فى 2015، نحو 600 مليون دولار على الأجور والأسلحة والذخيرة، بما مثل ثلثى الإنفاق فى ذلك العام.

الآن يستعد التنظيم الإرهابى لحرب عصابات مع عدد أقل بكثير من المقاتلين، الأمر الذى سيوفر بالقطع كل تلك الملايين، ومن ثم يمكن استثمارها فى مزيد من العمليات.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز