البث المباشر الراديو 9090
يوسف ندا
يمارس يوسف ندا، صاحب الـ86 عامًا، منصب سفير الدم والتحريض، لتنظيم الإخوان الإرهابى، كما أنه أحد الأذرع المهمة لهندسة التخطيط والتمويل لشبكات الإرهاب الدولى، وفق ما رصدته تقارير سويسرية وفرنسية ووثائق سابقة، أهمهما يتعلق بأحداث 11 سبتمبر.

نشرت بعض المواقع والوكالات التركية، تصريحات منسوبة لندا، يضع فيها شروطًا للمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الفريق سامى عنان، كان من أهما تنازل المعزول مرسى عن الحكم إذ تواصل الجماعة الإرهابية الهزى وتعتبره رئيسًا.

ظهور يوسف ندا المولود فى الإسكندرية، للعلن فى هذا التوقيت وهو الذى اختفى كثيرًا عن الأنظار، يشير إلى ترتيب هندسى من الجماعة وأبنائها، لمغازلة المرشحين الرئاسيين، إذ أن تاريخه حافل بمثل هذه الصفقات والتمويلات المشبوهة، بما يخدم مصالح عشيرته الإرهابية فى مصر والعالم.

كما أن نفيه للتصريحات وأنها لا تمثل الإخوان ما هو إلا غطاء ومحاولة لإخفاء دوره الأعظم فى صفوف الجماعة، إذ أن قوته الآن تضاعف ما كان عليه سابقًا، حيث يتحكم إلا جانب صلاحياته فى التظيم بجزء مهم جدًا وهو الاقتصادى، إذ تحرك الأموال كل شئ وترسم سياسة التنظيمات وقوتها، وما على الأعضاء سوى اتباع من يتولى الشؤون المالية.

لهذا السبب يتحدث الآن ندا باسم الإخوان، وإن لم يعلن عن ذلك صراحة إلا أنه قد حصل على تزكية من التنظيم الدولى بالكلام، ولما لا وهو قال عن نفسه إن منصبه فى الإخوان تجاوز الدور البسيط لمجرد رجل أعمال، وأصبح مندوب العلاقات الدولة للجماعة.

وبعد تصريحاته الأخيرة، نرصد جزءًا من تاريخ يوسف ندا، المشبوه.

أحداث 11 سبتمبر 2001 من أهم الحوادث الإرهابية التى ذكر فيها اسم ندا، إذ أن صحيفة "لوتمب" السويسرية، كشفت فى تحقيق استقصائى، أن الاستخبارات السويسرية تتبع عدة شخصيات على صلات بالدوحة، تمول الإرهاب الدولى من بينها ندا.

وهو أحد أبرز قيادات الظل من أصحاب المليارديرات والبنوك وشركات غسل الأموال فى شبكة الإخوان الإرهابية، والمتهم الرئيسى فى التحقيق السويسرى، الذى فتحته السلطات السويسرية، بعد هجمات 11 سبتمبر.

وقالت الصحيفة إن ندا اعترف، أن دوره فى تنظيم الإخوان، تجاوز الدور البسيط لمجرد رجل أعمال، إذ امتد ليكون مندوب العلاقات الدولية للجماعة، ومهد له ذلك الطريق لإقامة إمبراطورية اقتصادية.

وفى عام 1979، تلقى ندا دعما اقتصاديا ضخما من إيران، وأسهم فى إعادة تخطيط العاصمة الإيرانية طهران وتلقى مقابل هذا المشروع نحو مليار دولار، وأسس شركته الخاصة باسم "التقوى" فى 1988.

وكانت أحداث 11 سبتمبر، بداية فتح النار على الأنشطة الخفية لندا، حيث صادرت عدة بلدان أمواله، لاتهامه بالضلوع فى تمويل التنظيمات الإرهابية. وفى 22 أكتوبر2002، مثُل أمام القضاء الإيطالى، لاكتشاف صلته بتنظيم القاعدة، كما اتهمت الولايات المتحدة، مؤسسته بتمويل الإرهابيين فى الجزائر، وفى عام 2004 أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية ندا ضمن قائمة ممولى الإرهاب.

وبحسب الصحيفة، أيضًا هناك مدينة بأكملها اسمها "تيشينو" الواقعة على الحدود الإيطالية، كانت قاعدة صلبة للفرع الدولى لتنظيم الإخوان منذ عام 2001، ووصفت قصر يوسف ندا فى سويسرا، بالقلعة.

كان يوسف ندا أيضًا هو ممثل الإخوان فى لقاء جماعى قبل الثورة الإيرانية بالخمينى فى باريس، وكان حلقة الوصل الحقيقية بين إيران والإخوان، كما توسط لإطلاق سراح سجناء إيرانيين فى عدة بلدان عربية.

فى بداية 1979، تلقى يوسف ندا دعماً اقتصاديا ضخما من إيران، وأسهم فى إعادة تخطيط العاصمة الإيرانية طهران، وفى مطلع الثمانينيات، استقر فى سويسرا، عند أحد الإخوان المقيمين هناك، وهو إبراهيم صلاح الذى ساعده فى الحصول على مشروع تخطيط العاصمة الإيرانية، وتلقى مقابل هذا المشروع نحو مليار دولار.

فى عام 1989 اعترف يوسف ندا خلال جلسات الاستماع، بدعمه للجماعات المسلحة فى أفغانستان، فى حربها ضد الاتحاد السوفيتى، مشيرا إلى تقاربه مع أيديولوجية الأفغانى، جلب الدين حكمتيار، عميل المخابرات الأمريكية السابق، كما اعترف بمشاركته فى المفاوضات الأفغانية، عن طريق ذراعه الأيمن فى مؤسسة "التقوى" غالب همت.

وخلال فترة التسعينات، شهد التنظيم الدولى خلافًا سياسيًا وفقهيًا حول حرب الخليج، الأمر الذى أدى إلى انشقاقات بالتنظيم فضلا عن التضييق والملاحقات الأمنية بعد أحداث 11 سبتمبر، ما جعل ندا وغيره يرتبون لكيفية إدارة أموال التنظيم بشكل جيد حتى يحافظوا على أوضاعهم الاقتصادية ويلتزمون بتمويل الجماعات المسلحة فى العالم.

واعتمد التنظيم على اشتراكات الأعضاء، والتبرعات من الأفراد والمؤسسات الخيرية، وأموال الزكاة والصدقات، وأرباح المشروعات الداخلية فى مصر، كان أهمها التجارة والصيرفة الخاصة بندا، وتدفقات أموال حركة الإغاثة الدولية، وحركة الجهاد الأفغانى، وكان ندا هو العقل الذى يدير الأمور الاقتصادية ليظل التنظيم صامدًا حتى ولو كان الهدف من جمع الأموال تدمير الدول وترويع الآمنين، ولا يزال يتنقل من دولة لأخرى دعمًا للإرهابيين وترويج أفكارهم، وها هو الآن يحاول الظهور من جديد فى العلن.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز