
أوباما وترامب
لكن الأمر الذى أثار تخوف القيادة السياسية الحالية فى البيت الأبيض، هو الإعلان عن عودة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما إلى الحياة السياسية مجددًا.
عودة أوباما للمعترك السياسى، يمثل اختبارًا كبيرًا للجمهوريين، ويفتح الباب أمام الحزب الديمقراطى لفرض نفوذه على المشهد العام والتوغل فى مجلسى النواب والشورى.
هذا ما أكدته كاتى هيل متحدثة الرئيس الأسبق، معلنة فى الوقت ذاته إطلاق حملات دعائية العام الحالى لدعم أنشطة "أوباما" السياسة والتى سيقوم من خلالها بالمشاركة فى كافة الفعاليات على المستوى الاقتصادى والاجتماعى.
مساع الرئيس الأسبق لخطف الأضواء من دونالد ترامب، جاءت فى ظل تراجع شعبية الأخير على المستوى الداخلى، ونظرًا لسياساته الخارجية التى أفقدت أمريكا هيبتها بين دول العالم، خاصة مع الحلفاء فى الشرق الأوسط و شرق آسيا.
المثير فى الأمر، أن ترامب خسر أمام أوباما فى استطلاعات الرأى التى أجريت منذ وصول الأخير إلى البيت الأبيض، وآخرها استطلاع مؤسسة "جالوب" لتحديد أكثر الشخصيات إثارة للإعجاب لدى الأمريكيين، الشهر الماضى، والذى أثبت مما لاشك فيه أن ترامب أصبح رئيسًا غير مرغوب فيه.
والسؤال هنا.. هل يرسم عام 2018 مستقبل أوباما مجددًا وينهى أحلام ترامب؟
بالعودة إلى الوراء قليلًا، نرى أن الرئيس الأسبق باراك أوباما كان قد شارك فى نقاش بجامعة شيكاغو حول مساهمة المواطنين، وذلك فى أول ظهور له عقب تسليم السلطة إلى الملياردير الجمهورى.
لكن وفقا للقانون الأمريكى لا يحق لأوباما الترشح الترشح مجددًا فى الانتخابات الرئاسية، وهو ما قد يثير تكهنات حول الدور الذى يمكن أن يقوم به بالنسبة للحزب الديمقراطى في أعقاب تراجع مكانته بين الشعب الأمريكى خلال الانتخابات الماضية.
المؤشرات الأولية تؤكد أن عودة الرئيس الأسبق للحياة السياسية، جاءت للرد على استفزازات ترامب، خاصة قراره بمنع دخول مواطنى بعض الدول الإسلامية إلى الولايات المتحدة وانسحابه من اتفاقية المناخ، إضافة إلى التصريحات الغير مسؤولة بشأن تهديد كوريا الشمالية والتى قد تؤدى إلى حرب نووية، وأخيرًا الرد على انتقاد الاتفاق النووى مع إيران.
وتقديرات الخبراء تشير إلى أن عودة أوباما ماهى إلا بداية لمحاولة إسقاط دونالد ترامب، وتقديم سبل الدعم لمرشحين مقربين إليه لخوض انتخابات الرئاسة لعام 2020.
