البث المباشر الراديو 9090
أردوغان
عادت تركيا للحديث عن خريطة جديدة للدولة العثمانية فى ظل ما تمر به المنطقة العربية بأكملها من صراعات، وفى سبيل ذلك لم تجد أفضل من التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، لتنفيذ مخطط الرئيس رجب طيب أردوغان.

الخريطة الحدودية التى يسعى الرئيس التركى لتنفيذها تتضمن إنشاء شريط حدودى على طول الشمال السورى، يمتد من حلب السورية وحتى مدينة كركوك العراقية بما فى ذلك مدينة الموصل.

ورغم أن المشهد فى كل من العراق وسوريا مشتتًا، إلا أن الأهمية الاستراتيجية للدولتين بمثابة الغنيمة لأردوغان، لتحقيق طموحاته العثمانية فى السيطرة على المنطقة العربية، لكن تلك المرة عن طريق تنظيم الإخوان الإرهابى.

البداية فى العراق، حيث قدمت أنقرة مشروعها السياسى إلى رئيس مجلس النواب العراقى سليم الجبورى لمواجهة سياسات التغيير الديموغرافى والاحتقان الطائفى، لكن يبدو أن المشروع العشائرى السنى الذى يضم "كركوك ونينوى وديالى" هو الأقرب إلى حزب العدالة والتنمية التركى نظرًا للعلاقة الوثيقة مع رئيس الوزراء التركى على يلدريم .

حالة الانقسام التى يشهدها العراق، خاصة بين المشروعات الدينية والعشائرية بالتزامن مع الانتخابات النيابية، كان البوابة الرئيسية لتركيا من أجل التحكم بمجريات الأمور فى البلد المفتت، وإعادة ضم المناطق الحدودية ضمن الخريطة الجديدة.

مخطط أردوغان ظهر مع إصراره على المشاركة فى العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابى بالأراضى العراقية حتى بعد دحره، ما يشير إلى وجود مؤامرة تُحاك ضد البلد العربى.

اللافت فى الأمر أن القائمة الانتخابية التى تسعى أنقرة إلى دعمها من أجل تشكيل حكومة أغلبية، واجهت عدة مشاكل نظرًا لتعدد الأطياف والكيانات السياسية وإن كانت أغلبها سنية، لكن المشكلة أن الحزب الإسلامى العراقى المنتمى إلى الإخوان، غير مرغوب فيه لدى أغلب السنة العراقية.

لا يمكن التأكيد على أن الدولة العثمانية ستنجح فى مخططها، لكن ما يشهده العراق الآن مع ضعف العرب، سيضع أنقرة على طريقها الصحيح فى السيطرة على مفاصل الدولة العراقية تمهيدًا لضم بعض المناطق إلى خريطتها الجديدة.

وعلى بعد 600 كلم من بلاد الرافدين تقع الجمهورية العربية السورية، التى عانت هى الأخرى من الدمار والتفتت جراء الحرب القائمة منذ ما يقرب من 6 سنوات، لجأت تركيا إلى أسلوب جديد، تسعى من خلاله إلى السيطرة على المناطق الحدودية فى الشمال السورى لتحقيق أهدافها العثمانية.

لم تجد أنقرة أمامها سوى التحالف مع "جبهة النصرة وأحرار الشام" نظرًا لأن بعض عناصرهم ينتمون إلى تنظيم الإخوان الإرهابى، وذلك فى مسعى لإزاحة الأكراد من المناطق التى تسعى تركيا إلى ضمها لإمبراطوريتها المزعومة، مثلما فعلت مع مدينة الباب السورية حينما سيطرت عليها وأطلقت عليها اسم "جومان باى".

حقيقة التقارب التركى مع فصائل تنتمى إلى تنظيم الإخوان الإرهابى، ظهرت للعالم أجمع من خلال تقديم الدعم اللوجيستى والعسكرى إلى الجيش السورى الحر، الذى تنتمى غالبية عناصره إلى التنظيم الدولى للإخوان.

وهذا ما أشار إليه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، حينما أكد على أن الجيش السورى الحر هو الجيش الوطنى فى سوريا، ضد تنظيم داعش الإرهابى ووحدات حماية الشعب الكردية.

تصريحات أردوغان كشفت عن أطماع الدولة العثمانية ومساعيها فى تشكيل خريطة جديدة للإمبراطورية عبر حصان طروادة فى كل من سوريا والعراق.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز